الماء.. وقوته السحرية

في يوم من الأيام كنت أتأمل ما علة تأثير الماء المرقي على جسم الإنسان وحالته النفسية ونقاءه الروحي، كذلك مفعوله الإيجابي على المكان الذي يرش فيه حتى قرأت نظرية باحث ياباني يدعى Masaru Emoto ماسارو إيموتو (1943-2014 م) ووجدت أنها نظرية تستحق التأمل والاهتمام.

تنص نظرية ماسارو إيموتو على أن بلورات الماء تتغير عند تعرضها لصوت مشحون بنية ايجابية فتتشكل أشكال جميلة والعكس صحيح، أي أنها عند امتصاصها طاقة صوت سلبية مُحمّلة بمشاعر غضب وحقد وكراهية فإن البلورات ستتشكل بشكل مشوه وقبيح عن طريق الاهتزاز الذي يحدثه الصوت فيها بعد ان رأى تلك الاشكال البلورية تحت المجهر بعد تجميدها.
يقول ماسارو إيموتو: “الماء هو المرآة التي تستطيع أن تُرينا ما لا نستطيع أن نراه. هي مخطط واقعنا الذي يستطيع التغير بفكرة ايجابية واحدة. كل ما يتطلبه هو الإيمان اذا كنت منفتحاً عليه”.

ماسارو لم يكن الأول في هذا الصدد.. ثمة من سبقه وهو عالم ومخترع نمساوي اسمه (Viktor Schauberger) فيكتور شوبرجر (1885-1984 م). هذا العالم كان يحب الجلوس في طفولته قرب جدول النهر ويشاهد كيف يتحرك الماء ويتموج ثم أدرك في ما بعد أنه قادر على فصل جزء من وعيه وتركه يتدفق في الماء وعندما أعيد له جلب معلومات عن تلك الأماكن التي لا تراها العيون لأن الماء على ارتباط مستمر بالطبيعة من غابات وجبال ووديان وكائنات حية، ورأى أن الماء مادة حية تمر بمرحلة الأحداث (الأطفال) ثم تنضج وتبلغ ذروتها وتموت إذا تمت معاملتها بسوء، أي للماء جانب وجودي لأنه كان دائماً موجوداً برغم أن عديد من الكائنات جاءت وذهبت.
من الممكن اعتبار الماء المقطر من الأحداث (الكائنات) لأنه يحتاج إلى نمو ليصبح ناضجاً عن طريق امتصاص الأملاح والمعادن وهذا ينطبق على المياه الخارجة من الينابيع.
أما المياه الجوفية فهي عالية الجودة لأنها تحتوي على كمية أكبر من المعادن والأملاح التي تكون على عمق يتراوح من 10 أمتار إلى 50 متراً أو أكثر كما تحتوي على نسبة عالية من الكربون المذاب وحمض الكربونيك والمعادن وهي مياه كاملة النضج لاحتوائها على كل ما يحتاجه جسم الإنسان وعندما تخرج إلى سطح وتنحصر بين السدود وتثضخ بأنابيب بشكل قسري تعالج بالأوزون وتُعقم بالكلور فتفقد طاقتها الحيوية وتتلوث وتمرض ويكون لها أثر سلبي على صحة الانسان والكائنات الحية.
أما مياه الأمطار فتحمل معلومات من الشمس وشحنات من الغلاف الجوي عند نزولها على الأرض ولا تحتوي على معادن كالمياه الناضجة لكنها ذات فائدة للنباتات لما تحمله من طاقة وهو ما لا نجده في مياه الري.
هذا النوع من الظواهر لم يؤخذ بالاعتبار لأن المجتمع العلمي بمتطرفيه من أصحاب النظرة المادية الضيقة لم يعترفوا بذلك واعتبروا الموضوع مضاداً للمبادئ الفيزيائية والبيولوجية الكلاسيكية، وقد أعجبني الدور الريادي والشجاع للعالم الكيميائي والطبيب الفرنسي (Jacques Benveniste) جاك بنفنيست (1935-2004 م). كان جاك هو المدير الأول لمنظمة الأبحاث الطبية الفرنسية التي درست مناعة الحساسية والالتهابات وصاحب كتاب “ذاكرة الماء” الذي أثار جدلاً واسعاً في الأوساط العلمية. وقد خاض هذا العالم معركة مع المتطرفين دفاعاً عن نظريته التي أثبتها مخبرياً مرات عديدة وبأكثر من طريقة لإثبات فكرته الأولى وهي أن الماء قادر على نقل معلومات بيولوجية والفكرة الثانية أنه يمكن نقل المعلومات إلى مسافة عن طريق الموجات الكهرومغناطيسية.
واثبت العالم والطبيب الفرنسي أن خلايا الدم البيضاء التي تُسمى الخلايا القاعدية، والتي تتحكم في تفاعل الجسم مع مسببات الحساسية، يمكن تنشيطها لإنتاج استجابة مناعية من خلال محاليل الأجسام المضادة التي تم تخفيفها بحيث لا تحتوي على أي من هذه الجزيئات الحيوية على الإطلاق وهي إحدى طرق المعالجة المثلية.
وكانت النتيجة أن جزيئات الماء احتفظت بذاكرة الأجسام المضادة التي كانت على اتصال بها بحيث بقى الأثر البيولوجي عندما انمحت بعد التخفيف.
والمعالجة المثلية هي شكل من أشكال الطب البديل ويسمى بالطب المتجانس أو التجانسي الذي يعتمد على المبدأ (المثيل أو الشبيه)، أي معالجة الأمراض بأشباهها وهو مبدأ ابقراط في الطب، أي أن المادة التي تُسبّب بعض الأعراض يُمكن أن تُساعد أيضاً في إزالة تلك الأعراض. أما فكرته الثانية فتستند على مبدأ قوامه أن عملية التخفيف والاهتزاز أو الرج أي كلما تم تخفيف المادة بهذه الطريقة زادت قدرتها على علاج الأعراض، والعديد من العلاجات المثلية تتكون من المواد التي تم تخفيفها عدة مرات في الماء حتى لا يبقى أي شيء من المادة الأصلية.

وابتكر جاك بنفنيست تفسيراً آخر لنظريته وهو امكان رقمنة ذاكرة الماء ونقلها واعادة ادخالها في عينة ماء أخرى سوف تحتوي على نفس المعلومات من العينة الأولى كما يمكن نقلها هاتفياً، ولكن هذا التفسير لم يلقَ ترحيباً من المجتمع العلمي وزعم البعض أنه أعاد تجربة بنفنيست ولم يلقَ النتائج ذاتها.
وهذا لا يعني أن تجربة بنفنيست كانت خاطئة لأن من يتحيز سيرى النتائج التي يريد أن يراها في النهاية، وهذا هو التأثير السلبي للمعتقد العلمي الكلاسيكي.
ومن أبرز مؤيدي بنفنيست عالم الفيروسات الفرنسي (Luc Montagnier) لوك مونتانييه (1932-2022 م) الحائز على جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء لاكتشافه مع عالمين آخرين فيروس نقص المناعة البشرية.
هذا العالم تولى الموضوع بعد جاك بنفنيست وجازف بسمعته العلمية وقام بتطبيق تقنياته على بلازما الدم من المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية حيث اكتشف الاشارات الكهرومغناطيسية من الحمض النووي وهذه الاشارات المنبعثة بواسطة الماء المشحون بجزيئات الحمض النووي من المحاليل التي تم تخفيفها إلى درجة عالية بحيث لا ينبغي أن يبقى حتى جزيء واحد من الحمض النووي بل إن هياكل الماء نفسها فقط هي التي تنبعث منها هذه الاشارات.
وكانت النتيجة التي خلص إليها العالم مونتانييه أن الحمض النووي المخفف للغاية جعل الماء يحتفظ بذاكرة لآثار الحمض النووي الأصلية ويُعيدها في شكل اشارات كهرومغناطيسية، وأثبت بالتالي ان جاك بنفنيست كان على حق.
وأود أن أضيف اسمي عالمين قاما بتجارب مماثلة واثبتا هذه الظاهرة أيضاً وأولهما المهندس والأكاديمي الألماني (Bernd Kröplin) برند كروبلين (1944-2019 م) الذي أجرى بحثًا حول قدرة عمل الماء كذاكرة ومرآة باستخدام الفحص المجهري للحقل المظلم بالكشف عن صورة مصغرة مذهلة موجودة في الهيكل الداخلي للماء بعد وضع قطرات ماء من عينات مختلفة على لوح زجاجي ثم يتبخر الماء ويترك أثراً ملحوظاً لمعلومات كانت في الماء و ما مرّ به في الماضي.
والعالم الثاني هو البروفيسور الروسي (Konstantin Korotkov) كونستانتين كروكوف الذي أجرى تجربته على الماء بواسطة جهاز
(Well Element) الذي يسمح بقياس هيكيلة سوائل الماء. ولدى أخذ عينتي مياه من مصدرين مختلفين ووضعهما في جهاز سنرى في برنامج خاص على الكومبيوتر شكلين مختلفين لهيكلية العينتين ويُمكن أخذ مخطط بياني لهما وقياسهما بشكل دقيق.
وأثبت كروكوف أن المياه المنظمة تساعد على تحسين صحتنا وزيادة حيويتنا وتحسين جهاز المناعة.
إذا عرفنا جزءاً كبيراً من سر المفعول السحري للماء ولماذا تستخدمه الكثير من الثقافات الدينية المختلفة حول العالم في طقوسها وعباداتها وكذلك المعالجين من الرقاة وغيرهم في إحداث تغيرات كبيرة على مستويات الطاقة للمياة المشبعة بنوايا وكلمات تتلى عليه لنصوص مقدسة تؤدي إلى العلاج حتى من الأمراض المستعصية والخطيرة بطريقة تفوق الطب الحديث أحياناً.

إقرأ على موقع 180  دومينو الشرق الأوسط: حروب المياه.. متى تنفجر؟ (1)

إن خارطة حياتنا محفورة بعمق في بواطن أجسامنا والماء يعكس خبايانا سواء تلك التي نعرفها أو التي لا نعرفها ولا سيما أنه يُشكّل 75% من أجسامنا، فإذا أردت عزيزي القارىء أن تُغيّر مزاجك وحالتك النفسية والصحية فعليك بالماء المعدني أو المقروء عليه والمحمل بطاقة روحية عالية وتجنب قدر الامكان شرب ماء الأنابيب أو الماء المُعبأ بالقناني البلاستيكية لما له من أثر سلبي كبير على عافيتك.

Print Friendly, PDF & Email
Download WordPress Themes
Premium WordPress Themes Download
Free Download WordPress Themes
Download Nulled WordPress Themes
online free course
إقرأ على موقع 180  رئاسة الجمهورية عندما تتجاوز حدود سلطتها