ضابط إسرائيلي كبير: حزب الله لا يريد حرباً بل إرساء معادلات

Avatar18013/11/2020
أجرى مراسل صحيفة "يسرائيل هيوم" يوآف ليمور مقابلة مع قائد فرقة الجليل في الجيش الإسرائيلي العميد شلومو بندر تطرق فيها إلى حالة التأهب على الحدود مع لبنان، وقال إن التحدي الأكبر هو محاولة فهم عملية تحسُّن حزب الله وإيجاد رد عليها، وهذا سباق مستمر، "فالمعركة هي من يتعلم أكثر وأسرع".

قال قائد فرقة الجليل في الجيش الإسرائيلي العميد شلومو بندر إنه منذ أكثر من أربعة أشهر “والجيش الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى في قطاع لبنان، في انتظار هجوم مؤكد من حزب الله. مرتان حاول الحزب ضرب أهداف إسرائيلية للانتقام لموت ناشط له في تموز/يوليو الماضي بالقرب من مطار دمشق. في أول مرة وصل عناصره إلى مداخل موقع غلديولا في مزارع شبعا، وفروا من هناك بعد اكتشافهم. في المرة الثانية حاول قناص من حزب الله إطلاق النار على جنود إسرائيليين بالقرب من المنارة، وأخطأ”، يضيف “لا أنصح (السيد حسن) نصرالله بأن يختبرنا من جديد، لأن الرد سيكون غير متناظر مع ما يُتوقع حدوثه. نحن مستعدون جيداً، أيضاً لوضع نضطر فيه إلى خوض عدة أيام قتال. حزب الله سيدفع ثمناً باهظاً.”

في رأيك هل تخلى حزب الله عن فكرة الأنفاق؟

لقد توقف. نحن نواصل التعقّب طوال الوقت. حالياً لا علم لنا بوجود أنفاق جديدة. لكن هذا لا يعني أنهم تخلوا عن الفكرة. حالياً أخذوا هدنة للتوقف والتفكير في مسار جديد.

كان يجب أن توفر لهم الأنفاق المفاجأة، فهل يوجد بديل منها بالنسبة إليهم؟

عندما تكون غير قادر على الدخول من تحت الأرض لا يعني هذا أنك غير قادر على الدخول من فوقها. لا يوجد عائق لا يمكن تجاوزه. هجمتهم مخططة لأن تكون برية، مثلما فعلوا أكثر من مرة في سوريا. نحن نحضر أنفسنا لذلك.

ماذا يريد الحزب تحقيقه؟

أمران مركزيان: إحباط عملية هجومية لنا، واحتلال أراض. مهمتنا في الفرقة هي ألاّ تسقط مناطق حيوية، في الأساس مستوطنات، في يدي حزب الله. هو تحدٍّ غير سهل.  في جزء كبير من منطقة الحدود يتمتع الحزب بتفوق طوبوغرافي بارز. ثمة شك في أن العائق الموجود سينجح في وقف تقدمه نحو الـ22 مستوطنة القريبة من السياج الحدودي، أو إلى مواقع الجيش الإسرائيلي المبنية في الأساس لمواجهة تهديد إرهابي فلسطيني في السبعينيات، ولا تتلاءم مع مواجهة حرب عصابات متقدمة مثل التي يخوضها حزب الله.

الطريقة لمنع ذلك هي إعادة تنظيم المنطقة ونيران مترابطة من كل الأنواع. هناك ميزة واضحة للمهاجم، لكن أيضاً هناك ميزة للمدافع: يمكنه إعداد مفاجآت وحيل، ونحن نستغل كل دقيقة للقيام بذلك بدقة. سيواجه حزب الله هنا الكثير من المفاجآت المتعلقة بمخططاته، وهذا سيسمح لنا بتدميره بصورة أكثر فعالية.

كجزء من هذا الجهد الدفاعي، يقيم الجيش الإسرائيلي في السنوات الأخيرة  جدراناً محكمة في عدد من القطاعات، الغرض منها عرقلة التسلل إلى أراضي إسرائيل، وأيضاً جعل إطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية صعباً. أُقيم مثل هذا السور بالقرب من رأس الناقورة، وكذلك بين مسكاف عام والمطلة.

لو كان في الإمكان هل كنت بنيت جداراً كهذا على طول الحدود؟

كنت بنيت الجدار بصورة منسقة. جزء من الباطون وجزء من أمور أُخرى، مع تكنولوجيا متقدمة. لكن بالتأكيد، لو لم يكن هناك مشكلة ميزانية، لكنت فعلت أكثر. في حال نشوب حرب، سيسعى الجيش لإجلاء السكان من المستوطنات القريبة من السياج الحدودي، وهذا الأمر هو موضع حوار دائم مع القيادة المدنية، التي الحوار معها ناجح جداً ويجري بصورة مستمرة وجدية. لا يوجد سبب لبقاء السكان هنا، ومَن سيبقى سيكون جزءاً من طواقم الدفاع عن المستوطنات. في مقابل ذلك القوات ستبقى هناك، لكن ليس كأهداف مريحة هذا جزء مما فعلناه هنا في الأشهر الأخيرة: عدم إعطاء العدو أهدافاً أو هدايا مجانية.

حزب الله لا يريد حرباً، هو يريد “تسوية مسألة المعادلات” أي أن يكون واضحاً أن كل ناشط من الحزب تقتله إسرائيل في لبنان أو سورية –  هو سيقتل جندياً إسرائيلياً. الهدف ردع الجيش الإسرائيلي وإعاقة عملياته في المنطقة الشمالية. لا أريد أن أوضح هذا الأمر. نحن لا نعمل انطلاقاً من معادلاته. سنفعل ما هو ملائم لنا في اللحظة الزمنية المعينة. أريد أن نكون متقدمين خطوتين عليه. هذا لا يعني أنه إذا فعلوا شيئاً هنا سنفعل تماماً الأمر عينه للطرف الثاني. حادثة المنارة أثبتت ذلك: أطلقوا رصاصتين على قوات الجيش الإسرائيلي وأخطأوا الهدف، فكان ردنا بإطلاق 180 قذيفة على الأراضي اللبنانية، ودمرنا موقعين للمراقبة.

هل هذا يعني أنه إذا قتلوا هنا جندياً، سيكون الرد متناسباً؟

ليس لدي أي نية للتطرق إلى خططنا. لكنني أعتقد أنه إذا حدث هذا سيكتشف حزب الله أنه ارتكب خطأ كبيراً. مستوى جهوزيتنا اليوم لمواجهة القتال مرتفع جداً، ونحن أيضاً مستعدون لأن نخاطر في هذا الأمر، ولسنا مستعدين للعيش ضمن هذه المعادلات.

إقرأ على موقع 180  فرويد مستقبلًا المافيا اللبنانية: أينكم.. إنتظرتكم طويلًا

هل تقول إن حزب الله مصرّ على وجود المعادلة، وأنت مصرّ على عدم وجودها؟

أنا مصرّ على عدم الحديث عن معادلات. مهمتنا هي ألّا نكون في حالة جمود، وأن نكون مستعدين لكل التطورات.

في حال واجهتم أيام قتال، ما الذي تريدون تحقيقه؟

من دون الدخول في الأهداف أجيبك بعبارة واحدة: في المرة المقبلة سيفكر حزب الله جيداً قبل أن يتحرك مجدداً. سلوك حزب الله في الأشهر الأخيرة يشير مجدداً إلى أنه تنظيم عقلاني. حقيقة أنه لا يتحرك عاطفياً دليل على أنه يقوم بتقييمات للوضع، ويأخذ في الحسبان اعتبارات واسعة، مثل الوضع الاقتصادي في لبنان، الذي هو على حافة الإفلاس، وأزمة الكورونا.

أيضاً المفاوضات الجارية مع إسرائيل على ترسيم المياه الاقتصادية تشغل حزب الله، لأن المقصود فرصة غير عادية للبنان للحصول على مليارات الدولارات الموجودة تحت سطح البحر. أعتقد أن هناك نية لدى الطرفين لتسوية هذا الموضوع، لكن هذه الفرصة يمكن أن تضيع بسرعة إذا قرر حزب الله إشعال النيران هنا والتصعيد.

في السنوات الأخيرة تحول حزب الله من تنظيم إرهابي إلى “جيش إرهابي”. وفي ذلك عدة مزايا لمواجهته، لكن هناك أيضاً مساوىء واضحة، ستكون حرباً قاسية، وسيكون هناك العديد من المصابين – من الجنود وأيضاً من المدنيين – ويجب أن نكون أفضل منهم لنصل في نهاية الأمر إلى وضع يصبح فيه حزب الله لا يريد، أو لا يقدر على الدخول في معركة كهذه مرة أُخرى على الإطلاق.

يوجد في السنوات الأخيرة عدد غير قليل من الانتقادات لمستوى الجهوزية في الجيش للحرب، فهل انت راض؟

أعتقد أننا أصبحنا أفضل. هذا لا يعني أنه لا يوجد ما نفعله. أنا راض عن مستوى الالتزامات، والقيم والاحترافية، لكن هذه أمور يجب العمل عليها باستمرار. التوتر في الأشهر الأخيرة كان رفع الجهوزية إلى أفضل ما يمكن، وخلالها ارتفعت قدرات القوات بصورة دراماتيكية، كل عناصر الاحتياط عندي مروا هنا، كل المراكز تعمل، وتتدرب، قمنا بكمية كبيرة من الأساليب القتالية، والدفاع على كل المستويات واستخدمنا نيراناً وتدريبات.

هل ترى تحسناً أيضاً لدى الطرف الثاني؟

طبعاً أرى تحسناً. نحن في معركة، هم أيضاً يتعلمون من الأخطاء ويحاولون تصحيحها. هم يقومون بالأمر عينه. التحدي الأكبر بالنسبة إلينا هو محاولة فهم عملية تحسُّنهم وإيجاد رد عليها. هذا سباق مستمر، المعركة هي من يتعلم أكثر وأسرع.

هل الإيرانيون يحشرون حزب الله في الزاوية؟

الإيرانيون يؤثرون كثيراً في ما يجري في منطقتنا، أيضاً في سوريا وفي لبنان. هم طبعاً ليسوا عامل كبح، والوحيد الذي يستطيع أن يكبح نفسه في لبنان هو حزب الله. لبنان لا يهم الإيرانيين.

(*) المصدر: مؤسة الدراسات الفلسطينية

Print Friendly, PDF & Email
Avatar

Download Best WordPress Themes Free Download
Download WordPress Themes Free
Premium WordPress Themes Download
Download Nulled WordPress Themes
free download udemy paid course
إقرأ على موقع 180  سيرة خطف شاب لا "جماعة" له.. ولكن