“يديعوت”: ماذا إذا رفع حزب الله علمه في مستوطنة إسرائيلية؟

Avatar18019/02/2021
تقول المحللة السياسية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" شيمريت مئير  إن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي "يسعيان للفوز بصورة انتصار. وكلاهما سيجدان صعوبة في العودة بنتيجة تعادُل تبقى مفتوحة على شتى التأويلات". ماذا تضمن تعليقها على خطاب نصرالله الأخير؟

“لا توجد مشكلة. أنت تفعل ماذا تريد ونحن نفعل ماذا نريد”. هذه كانت إجابة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اللامبالية بتهديدات رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي، الذي حذّر من أنه في أي حرب مقبلة سيقوم الجيش الإسرائيلي باستهداف مناطق مدنية يتم تخزين أسلحة فيها (يقصد الصواريخ الدقيقة تحديداً). ويحاول الجانبان، إسرائيل وحزب الله، أن يهددا بعضهما بعضاً مع سيناريوهات قيامية بشأن طابع الحرب المقبلة، والنتيجة أنهما يرعبان جمهوريهما أساساً.

وعلى الرغم من الوضع الكارثي في لبنان بدا أن نصرالله راضٍ ومرتاح للغاية في الخطاب الذي ألقاه هذا الأسبوع (الثلثاء الماضي). فقد ذكر بلهجة شامتة أن هناك تغييراً في الخط الذي تنتهجه إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن حيال الموضوع النووي الإيراني، والحرب في اليمن، وحتى حيال الاعتراف الأميركي بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان. ووفقاً لنبرة كلامه، فإن ميزان القوى الإقليمي تغيّر لمصلحة المحور الإيراني وهذا مهم، فضلاً عن أن مجرد كون الإسرائيليين والسعوديين قلقين يشكّل حقيقة ممتعة بحد ذاتها.

يمكن الافتراض أن هناك اعتبارات كبيرة تؤثر في أي قرار تكتيكي يتخذه حزب الله بشأن القيام بعملية انتقام ضد إسرائيل (رداً على مقتل أحد عناصره في غارة داخل الأراضي السورية نُسبت إلى إسرائيل قبل عدة أشهر)، مثل عودة إيران إلى الاتفاق النووي، أو الانهيار المستمر للبنان، لكن يبقى السؤال إلى متى؟ ويشير الواقع إلى أن حزب الله حاول القيام بعملية كهذه عدة مرات، بما في ذلك خلال الأسبوع الحالي، على الرغم من أن نصرالله نفسه قال إن عدة أيام قتال يمكن أن تتطور من دون قصد إلى حرب شاملة. فما الذي يدفعه إلى مثل هذه المخاطرة؟

ما الذي يمكن أن يحدث لو نجح حزب الله مثلاً في أن يقوم بعملية كبيرة تؤدي إلى عودة “محور المقاومة” إلى مركز الحلبة في العالم العربي، على غرار أن يرفع علمه في مستوطنة إسرائيلية، أو يمس بنية تحتية حيوية، أو يتسبب بانهيار بناية على ساكنيها؟

ربما التقدير أن إسرائيل مع جبهة داخلية حساسة ومتشرذمة أكثر من أي وقت مضى ستتطلع إلى وقف سريع لإطلاق النار. ومن المعقول الافتراض أيضاً أن العالم سيتدخل في محاولة لإنقاذ لبنان، ويمكن تخيُّل أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيستقل على الفور طائرة للقيام بمهمة وساطة تحظى بتغطية إعلامية واسعة.

لكن ما الذي يمكن أن يحدث لو نجح حزب الله مثلاً في أن يقوم بعملية كبيرة تؤدي إلى عودة “محور المقاومة” إلى مركز الحلبة في العالم العربي، على غرار أن يرفع علمه في مستوطنة إسرائيلية، أو يمس بنية تحتية حيوية، أو يتسبب بانهيار بناية على ساكنيها؟ هل ستوافق إسرائيل على وقف القتال وهي مُهانة؟ كذلك في حال مقتل مئات اللبنانيين في الغارات الإسرائيلية وشيوع صور مشاهد قاسية نسيناها منذ مدة، هل سيقبل حزب الله الانطواء أمام قاعدته الشعبية؟ وهل سيصمد في مقابل النقد الجماهيري الذي سيتعرض له في لبنان، وفي مقابل استهزاء الأصدقاء الجدد لإسرائيل في العالم العربي؟

يبدو أن الجانبين – كوخافي ونصرالله – يسعيان للفوز بصورة انتصار. وكلاهما سيجدان صعوبة في العودة بنتيجة تعادُل تبقى مفتوحة على شتى التأويلات.

ما ينبغي قوله بالنسبة إلى إسرائيل هو أن تمرين سلاح الجو الأخير، وتصريحات كوخافي بشأن الطابع الوحشي للحرب المقبلة، يهدفان إلى تذكير اللبنانيين بأنه دائماً يمكن أن يكون الوضع أسوأ مما هو عليه، وذلك في وقت يمر فيه بلدهم في أزمة حادة للغاية بسبب الوضع السياسي والاقتصادي”. (المصدر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية).

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  السعودية تتحدث بالفرنسية في لبنان (1)
Avatar

Free Download WordPress Themes
Download WordPress Themes
Download Nulled WordPress Themes
Download WordPress Themes
udemy paid course free download
إقرأ على موقع 180  عقدان على "لحظة 11 أيلول"..  "الإمبراطورية" تفقد الصدارة