سوريا وروسيا.. و”الخط الساخن” بين موسكو وتل أبيب
IDLIB, SYRIA - JANUARY 1: Syrians inspect a piece of rocket after Assad Regime's airstrike held with cluster munition hit a school at Saraqib district in the de-escalation zone of Idlib, Syria on January 1, 2020. (Photo by Izeddin Idilbi/Anadolu Agency via Getty Images)

Avatar18018/03/2021
إسحاق لفانون هو ديبلوماسي إسرائيلي سابق. خدم سفيراً للكيان العبري في القاهرة بين العامين 2009 و2011. هو من أصول لبنانية. كتب مقالةً في "معاريف" بعنوان "روسيا لا تنوي مغادرة الشرق الأوسط". ماذا تضمنت المقالة التي ترجمتها مؤسسة الدراسات الفلسطينية من العبرية إلى العربية؟

“بعد وقت قصير على نشوب التمرد في درعا جنوبي سوريا قبل عشر سنوات، تنبأت الاستخبارات الغربية بسقوط الرئيس بشار الأسد من منصبه خلال وقت قصير. بعض كبار المسؤولين في إسرائيل أعطاه بضعة أسابيع لا أكثر كي يحزم حقائبه ويذهب إلى طهران لقضاء بقية حياته. بعد مرور 10 سنوات على هذه التنبؤات لا يزال الأسد بيننا حياً يُرزق.

يمكن استخلاص العديد من الدروس مما يسمى الربيع العربي السوري. ما حدث هنا هو إخفاق استخباراتي بسبب التقدير غير الصحيح للوضع. الاستخبارات التي تحلل الوضع، بالاستناد إلى التطورات على الأرض، تنحو نحو تضييع التقدير الدقيق. استخبارات تحلل التيارات الموجودة تحت الأرض تميل إلى فهم أفضل للواقع.

فشلُ الرئيس باراك أوباما في إظهار قوة وإصرار على مواجهة استخدام الأسد السلاح الكيميائي، بحسب شهادات وتقارير عديدة، فتح الباب واسعاً أمام دخول روسيا إلى الساحة السورية. كانت موسكو تتطلع دائماً إلى الوصول إلى “المياه الدافئة” في البحر المتوسط، ورأت أن الطريق أصبحت معبدة أمامها. ويسود الانطباع أنها لا تنوي المغادرة في وقت قريب.

قررت إسرائيل البقاء على مسافة مما يجري لدى جارتها لكن ليس لوقت طويل. الحاجة الإنسانية دفعتها إلى تقديم المساعدة الطبية لمن يحتاج إليها من السوريين الذين حاربوا الأسد. درس آخر هو تعاظُم قوة حزب الله في لبنان وتمركُز إيران في سوريا. الأمر الذي أدى إلى مواجهة عسكرية مباشرة مع سوريا وإيران وحزب الله.

درس مهم آخر هو أن المجتمع الدولي يرى أن الأسد هو الحل وليس المشكلة، وقبِل واقع أن المطالبة برحيله ليست واقعية. بعد مرور عشر سنوات على الثورة ونحن إزاء وضع أسوأ مما كان عليه. الحل لا يبدو في الأفق، وازداد إمكان الأعمال العدائية.

يسيطر الأسد على ثلثيْ مساحة بلاده بعد أن هزم أعداءه بمساعدة حزب الله وإيران والروس. هو مدين لهم، ولا حل للأزمة الدموية من دونهم. نحو 20% من الحدود البرية والبحرية تسيطر عليها أطراف أجنبية. على الرغم من ذلك، سيطرة الأسد على سائر أنحاء سوريا تسمح له بالصمود فترة طويلة. لقد نشأت مناطق نفوذ أمر واقع، واستقرار أمر واقع، ووجود أجنبي في سوريا كأمر واقع، وعدم حل للأزمة كأمر واقع.

وبخلاف كل اللاعبين الآخرين، لإسرائيل اعتبارات خاصة. وباستثناء الروس، اللاعبون في سوريا كلهم مُعادون لإسرائيل. لذا يجب أن تتصرف بطريقة خاصة، وليس فقط من خلال الهجمات العسكرية، ففي الإمكان أيضاً استخدام الدبلوماسية عبر قنوات صامتة. وموسكو هي الأفضل في هذا المجال. فهي لا تريد إيران، أو حزب الله، أو تركيا في سوريا. هي تريد أن تكون وحدها هناك. من المدهش رؤية مدى تطابُق المصلحة الروسية مع المصلحة الإسرائيلية. الخط الساخن بين القدس وموسكو موجود، دعونا نستخدمه” (المصدر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية).

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  كسراً للجمود اللبناني القاتل.. لنذهب إلى "سان كلو" جديد
Avatar

Premium WordPress Themes Download
Download WordPress Themes
Download WordPress Themes
Download WordPress Themes
free download udemy paid course
إقرأ على موقع 180  المتمرد مولر.. وفلسفة اللّاعنف