زيارة دياب إلى العراق.. ماذا يقول الكاظمي؟

هل "رضخ" رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي للضغوط الأميركيّة – السعوديّة، ورفض استقبال رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان حسّان دياب؟

تلقائيّاً، يُطرح هذا السؤال مع مقاربة “أسباب” تأجيل بغداد زيارة ضيفها اللبناني، التي كانت مقرّرة في 17 نيسان/ أبريل الجاري (السبت المقبل). رئاسة مجلس الوزراء في لبنان، أعلنت في بيانٍ لها عن “تأجيل زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب للعراق بطلبٍ من بغداد”، مضيفةً أنه “كان قد جرى تحديد موعدها في الـ 17 من الشهر الحالي من قبل الأشقاء في العراق، وأن طلب تأجيلها هو لأسبابٍ عراقيّةٍ داخليّة”.

وبحسب المعلومات، فإن البيان اللبناني صدر بعد 5 ساعاتٍ – على وجه التحديد – من إبلاغ الجانب العراقي نظيره اللبناني، بضرورة تأجيل الزيارة لثلاثة أيامٍ فقط (حتى 20 نيسان/ أبريل)، نظراً لازدحام جدول أعمال الكاظمي العائد من جولة خليجية، ورغبته بأن تكون زيارةً مريحةً و”غير مضغوطة”؛ فلـ”بيروت مكانةً خاصّةً لدى الكاظمي، وهو من دعاة مساندة لبنان، والتخفيف من محنة أبنائه”، كما يعبّر أحد المقربين منه.

لكن، وبالتوازي، يجب الإشارة إلى بعض النقاط المتعلقة في أصل ترتيبات الزيارة:

أولاً، لعب المدير العام لجهاز الأمن العام اللبناني، اللواء عباس إبراهيم، دوراً بارزاً في صياغة إتفاق لبناني – عراقي عبّر عنه البعض بمقولة “النفط العراقي مقابل الغذاء اللبناني”. اللافت للإنتباه، أن الجانب العراقي يدرك جيّداً أنّ الجانب اللبناني لن يقدّم خدمات تقود إلى “تحوّلاتٍ” في بلاد الرافدين، لكنّه، ومن منطلق عمق العلاقات الثنائية، وحاجة لبنان إلى النفط العراقي في وضعه الراهن، وصعوبة تأمين بديلٍ حاليّاً، جاءت المبادرة التي قادها الكاظمي – إبراهيم، لتصبّ في مصلحة لبنان بالدرجة الأولى.

ثانياً، كان مقرّراً أن تكون الزيارة اللبنانية بعد إقرار الموازنة العامة العراقيّة. قبل أيّام، صوّت البرلمان العراقيّ على الموازنة بعد طول أخذٍ وردّ. هذه الخطوة العراقيّة، سرّعت من موعدٍ الزيارة من دون تحديدٍ موعدٍ “رسميٍّ” نهائي لها، وقبل أن تضطر الدوائر العراقية إلى طلب تأجيلها.

ثالثاً، حصل “تقصير فادح” في تجاوب الحكومة اللبنانية مع مقتضيات الإتفاق، وكانت بغداد تلح دائماً على الجانب اللبناني أن يتولى صياغة التفاهمات الثنائية مع الوزارات العراقية المعنية (الصحة والإقتصاد والتجارة والزراعة إلخ..) لأجل تسريع وتيرة إقراره ووضعه موضع التنفيذ فور إقرار الموازنة في البرلمان العراقي، والشاهد على هذا الأمر هو مدير جهاز الأمن العام اللبناني.

أثبتت التجربة أن الخلل لبناني، وهذا ما لمسته الوفود الوزارية العراقيّة في زياراتها إلى لبنان؛ ففي بيروت، تعامل بعض الوزراء اللبنانيين بخفّة واستهزاء مع المبادرة العراقيّة، وهذا ما “صَدَمَ” الوفد العراقيّ، حتى أن بعضهم سأل عن جدوى مبادرةٍ يُعنى بتنفيذها وزراءٌ كهؤلاء

رابعاً، جرى الربط بين تأجيل زيارة دياب، وبين طلب رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، زيارة بغداد، ولقاء الكاظمي. حقيقة الأمر، حسب مصادر الأخير، ليس هناك حديثٌ عن إمكانيّة عقد لقاءٍ أو موعدٍ يجمع بين الإثنين (الحريري والكاظمي)، برغم ترحيب بغداد الدائم بأي مسؤول لبناني، لا بل حرصها على أن يجتاز لبنان أزمته وأن يتعافى وأن يكون شريكاً دائماً للعراق، سواء على الصعيد الثنائي أو في إطار القمة المشرقية الدائمة (مصر، الأردن، العراق).

خامساً، رُبط تأجيل زيارة دياب، بحديثٍ عن ضغطٍ سعوديٍّ – أميركيٍّ على الكاظمي، في سياق زيادة الحصار على لبنان، رئاسةً وحكومةً وشعباً، وتحديداً حزب الله وبيئته. إن العراق وحكومته كانا في طليعة المبادرين إلى مساعدة لبنان. ما حصل كان عبارة عن تأجيل تقني لثلاثة أيّامٍ فقط، وأسبابه عراقية بحتة، وإذا كان ثمة ضغوطات فكان الأجدى أن تُلغى الزيارة، بدلاً من تأجيلها.

سادساً، تأسف المصادر العراقية من الردّ اللبناني غير المهني، على الجانب العراقي، ولتعامل الجانب اللبناني مع العديد من المبادرات العراقيّة، والتي إن “جُمعت” منذ حادثة تفجير مرفأ بيروت، في 4 آب/ أغسطس الماضي، لثبُت حرص العراق على تعزيز التعاون الثنائي وتطويره.

سابعاً، أثبتت التجربة أن الخلل لبناني، وهذا ما لمسته الوفود الوزارية العراقيّة في زياراتها إلى لبنان؛ ففي بيروت، تعامل بعض الوزراء اللبنانيين بخفّة واستهزاء مع المبادرة العراقيّة، وهذا ما “صَدَمَ” الوفد العراقيّ، حتى أن بعضهم سأل عن جدوى مبادرةٍ يُعنى بتنفيذها وزراءٌ كهؤلاء، برغم الوضع الصعب الذي يواجهه الشعب اللبناني.

ثامناً، لقد حرص رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في زياراته إلى كل من فرنسا والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على طرح الملف اللبناني، بمبادرة شخصية منه، ومن زاوية المصلحة العربية والدولية، في حماية أمن لبنان وإستقراره.

تاسعاً، عبّر العراق بشخص رئيس حكومته في كل جولاته على دعمه للمبادرة الفرنسية التي تشكل مخرجا للبنان من أزمته السياسية وتضعه على على سكة التعافي الإقتصادي والمالي، والعراق سيمضي في الإتجاه نفسه، ولن يتخلى عن الشعب اللبناني.

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  بدائل دياب: فوضى.. الحريري أم حكومة عسكرية؟
Download Nulled WordPress Themes
Download Premium WordPress Themes Free
Download WordPress Themes Free
Download Best WordPress Themes Free Download
udemy course download free
إقرأ على موقع 180  شعار السلاح من صندوق النقد إلى ساحة الشهداء