رئيسة لجنة الدفاع الفرنسية: قوة التدخل إلى لبنان أمام مؤتمر 4 آب

ما هي حقيقة المشروع الفرنسي لإرسال قوة تدخل دولية بإشراف الأمم المتحدة إلى لبنان، وما هي توجهات باريس عشية الذكرى السنوية الأولى لإنفجار مرفأ بيروت وما هي وظيفة المؤتمر الدولي الذي دعا إليه رئيس فرنسا ايمانويل ماكرون بالتعاون مع الأمم المتحدة؟

أسئلة كثيرة مطروحة وتتعلق بموقف فرنسا حيال مستجدات الوضع في لبنان بعد إنقضاء حوالي السنة على إطلاق الرئيس إيمانويل ماكرون مبادرته خصوصاً بعد التوصية التي صدرت عن لجنة الدفاع الوطني والقوات المسلحة في الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) حول إرسال قوة تدخل دولية إلى لبنان.

توجه موقع 180 بوست الى رئيسة هذه اللجنة النائبة فرنسواز دوما (تنتمي إلى حزب “الجمهورية إلى الأمام” الذي أسّسه ماكرون) مستوضحاً رأيها حول عدد من القضايا المتصلة بملف العلاقات الفرنسية – اللبنانية.

لم تشأ النائبة الفرنسية التعليق المباشر على موضوع إعتذار رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، معتبرة أن تقويم هذا الموضوع بالذات يعود إلى الديبلوماسية الفرنسية وإلى الرئاسة الفرنسية. لكنها ردّت على مختلف الأسئلة موجهة أكثر من رسالة تُقرأ بين السطور.. وبرسم أكثر من جهة معنية بالمضمون.

  • التوصية التي رفعت الى لجنتكم بعد المهمة الاستطلاعية حول الإستقرار في منطقة الشرق الأوسط والمتعلقة بإرسال قوة تدخل دولية بإشراف الأمم المتحدة الى لبنان أثارت ردود فعل كثيرة وتحليلات متعددة. هل بإمكانكم إعطاء إيضاحات حول هذا المشروع؟

علينا استباق التدهور المرتقب للوضع في لبنان، ذلك ان وضعه بات حرجا ودخل مرحلة الخطر الشديد ولم يعد لدينا متسعٌ من الوقت. هذا هو المقصود من توصيتنا والتي ليس لها اي بعد عسكري.

فرنسواز دوما لـ 180 بوست: علينا استباق تدهور الوضع الخطر في لبنان

والمقصود وكالة تابعة للأمم المتحدة والبنك الدولي من أجل تعزيز وتنسيق العمل الانساني والتنموي في لبنان. وستكون مؤلفة من مهنيين مدنيين دوليين يعملون في الاطار الانساني والذين سيتعاونون مع السفارات والاتحاد الأوروبي والمنظمات غير الحكومية والقوات المسلحة اللبنانية.

  •  ما هي الخطوة التالية التي تنوي لجنتكم القيام بها لترجمة هذه التوصية، وهل الحكومة الفرنسية منفتحة لتبنيها ومستعدة لوضعها موضع التنفيذ؟

اننا على تواصل وتشاور مع رئيس الجمهورية (ايمانويل ماكرون) والحكومة (الفرنسية) حول هذا الموضوع وحول مختلف الوسائل التي ينبغي وضعها موضع التنفيذ في الأسابيع المقبلة في لبنان. وستتم اثارة هذه المواضيع من قبل الرئيس ماكرون خلال المؤتمر الدولي المقبل الخاص بلبنان (في 4 آب/أغسطس).

انكم تعلمون مدى التزام الرئيس ماكرون الشخصي حيال الشعب اللبناني ونحن الى جانبه لمواكبة هذه المرحلة الانتقالية.

  • بعضهم رأى في هذا المشروع محاولة لوضع لبنان تحت انتداب غربي وبشكل أوسع تحت وصاية دولية وانتقد النوايا الخفية لهذا التدخل الخارجي؟

الانتداب الفرنسي يعود الى التاريخ واصبح منه. ليس لدينا مثل هذه النية بالرغم من هلوسة وتخيلات البعض. نحن نرغب فقط في ان نكون مخلصين وأوفياء لصداقتنا مع اللبنانيين الذين يعانون بشدة من تداعيات الأزمة والفساد وانفجار 4 آب/اغسطس.

كما اننا نرغب بتعزيز عملنا الجماعي مع الأمم المتحدة والدول الأوروبية والولايات المتحدة وشركائنا العرب. أضف الى ذلك اننا لدينا مصالحنا في لبنان لاننا شركاء استراتيجيين. ولكن علينا العمل في هذا الصدد في الاطار الانساني طبقاً لقيمنا القائمة على التضامن والأخوة والتي يقوم عليها القانون الدولي منذ 150 عاماً.

  • لجنتكم اعتبرت ان لبنان الماضي انتهى وانه من مسؤولية فرنسا مواكبة بزوغ لبنان جديد فهل فرنسا مستعدة لذلك، وكيف السبيل لمساعدة هذا البلد لينهض من جديد؟

بالترابط مع العمل الانساني والتنموي علينا مواكبة اعادة بناء الدولة اللبنانية ومقومات السيادة وظهور نموذج اقتصادي واجتماعي وبيئي. فلنأخذ مثلاً قطاع التربية الذي يمثل بالنسبة الينا أولوية. علينا بكل تأكيد مساعدة المدارس الخاصة التي تتمتع بسمعة حسنة وفرنسا تقوم بذلك. ولكن على الدولة اللبنانية الاستثمار أكثر لتعزيز المدارس الرسمية من اجل تمكين مجمل الاولاد من الدراسة ضمن شروط جيدة. ففي المستقبل يجب ان تكون المدارس هي الضمانة للمساواة في الفرص ولتعزيز شعور الانتماء الى الأمة اللبنانية. لكن جميع المدارس هي مهددة اليوم بالزوال ويجب التحرك بشكل جماعي.

فرانسواز دوما لـ 180 بوست: الإنتخابات النيابية بموعدها في العام 2022 لرسم “لبنان الجديد”

نحن نرغب أيضاً في ان تجري الانتخابات في 2022 طبقا لمواعيدها. وينبغي أن يتمكن اللبنانيون من التعبير برأيهم بكل حرية من أجل بناء “لبنان الجديد” الذي يطمحون اليه.

  • زارت السفيرتان الفرنسية والأميركية في بيروت العاصمة السعودية، في خطوة ديبلوماسية غير مسبوقة، من أجل مناقشة الوضع في لبنان مع المسؤولين السعوديين. ما هي نظرتكم لهذه المبادرة وماذا يمكن ان ينتظر لبنان من هذا التعاون الثلاثي الفرنسي-الاميركي-السعودي؟

انها مبادرة ممتازة وكان هدفها الأساس اقناع الرياض بمزيد من الالتزام في العمل الانساني. وفي هذا الاطار اريد ان احيي وأثمن عمل سفيرتنا في بيروت آن غريو وكل فريقها ونحن لدينا كامل الثقة بهم من أجل المساهمة في اعادة انهاض لبنان في الأشهر المقبلة. نحن بحاجة لجميع الارادات الحسنة وخصوصا البلدان العربية التي تعرف جيداً لبنان. خلال مهمتنا في الشرق الأوسط تكلمنا مع المسؤولين المصريين والأردنيين والعراقيين والاماراتيين. اننا نعول على تحركهم ومساهمتهم بالاضافة الى السعودية.

  • فرنسا عازمة على الصعيد الوطني وبشكل اوسع على المستوى الأوروبي على اتخاذ عقوبات تجاه المسؤولين والفرقاء اللبنانيين الذين يضعون عقبات امام تقدم المسار السياسي واعتماد الاصلاحات الضرورية لانقاذ لبنان. لماذا تأخرت الترجمة العملية لهذه العقوبات؟
إقرأ على موقع 180  "هآرتس": سوء الحسابات بين حزب الله وإسرائيل يُهدّد باندلاع الحرب!

مرد ذلك الى ان مسار هذه العملية هو مسار جدي ويجب ان يسمح للاتحاد الأوروبي بمعاقبة، وبشكل فعال، السياسيين اللبنانيين الذين يعيقون ويعرقلون الوضع والمعروفون بأعمال فساد. ان فرنسا من جهتها بدأت بفرض عقوبات والاتحاد الاوروبي يستعد للقيام بالمثل كما اشار الى ذلك مؤخراً وزير الخارجية جان-ايف لودريان والممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل. وهذه العقوبات هي بمثابة رسالة دعم لرجال القانون الذين يناضلون وبشجاعة ضد الفساد. واريد ان احيي التزامهم في خدمة دولة القانون وهم يعرضون في أغلب الأحيان حياتهم للخطر، نحن نقف الى جانبهم.

  • أكدت فرنسا اكثر من مرة تمسكها بمساعدة الجيش اللبناني والقوات المسلحة في مهمتها لضمان استقرار لبنان، كيف سيترجم هذا الدعم؟

ان دعم فرنسا وكل شركائها للقوات المسلحة اللبنانية ولقوى الأمن الداخلي هو حيوي للبلد. هذه القوى تكافح الارهاب وتوفر الأمن وتمثل بوتقة وطنية رائعة للجمهورية اللبنانية. عملياً اننا بصدد تعميق تعاوننا العملاني الثنائي والعمل مع شركائنا لتعزيز وسائل الدعم الطارىء مثلاً في المجال الغذائي. اننا أوفياء ومخلصون في التزاماتنا في مصلحة سيادة لبنان وحماية اللبنانيين.

فرنسواز دوما لـ 180 بوست: زمن الافلات من العقاب في لبنان سيتوقف

  • هناك تخوف من ان تدهور الوضع في لبنان وانهياره قد يشكل مصدر خطر على استقرار المنطقة وعنصراً مزعزعاً في المتوسط بفعل هجرة النازحين السوريين الموجودين على أرضه نحو دول الاتحاد الاوروبي، هل تشاركون هذا التخوف؟

بكل تأكيد. وهذا كان معنى توصياتنا لاننا نرغب في دق ناقوس الخطر. علينا تغيير سلم تدخلنا لانقاذ لبنان واللبنانيين. وكما تعلمون ان ذلك يشكل رهاناً محلياً، اقليمياً ودولياً. نأمل ان تلقى رسالتنا آذاناً صاغية على كل المستويات.

  • بعد أيام تحل الذكرى الاولى لانفجار مرفأ بيروت الغامض والهائل، ويومها توجه الرئيس ماكرون مرتين الى لبنان واطلق مبادرة لم تعط النتائج المتوخاة. فما هي حقيقة ما جرى وما هو تقويمكم لمجريات الاحداث خلال هذا العام الذي انقضى؟

الامر لا يتعلق بفشل المبادرة الفرنسية بل بالفشل الذريع والمدوي للطبقة السياسية اللبنانية غير القادرة على احترام كلمتها تجاه الرئيس ماكرون وتجاه اللبنانيين. مثلاً، عندما نرى بعض السياسيين يرفضون رفع الحصانات لمساعدة ظهور الحقيقة المنتظرة من قبل عائلات الضحايا وآلاف جرحى 4 آب/أغسطس، نقول ان زمن الافلات من العقاب يجب ان يتوقف. ان هذه المأساة تشكل اضمحلال البلد الذي لديه ثروات قيمة مثل هذه الأجيال الشابة في دول الانتشار. إن فرنسا ستضاعف جهودها في الاسابيع المقبلة من اجل اللبنانيين ويمكنكم الاعتماد على عزيمة السلطات الفرنسية والبرلمان الفرنسي.

Print Friendly, PDF & Email
باريس ـ بشارة غانم البون

صحافي وكاتب لبناني مقيم في باريس

Download Best WordPress Themes Free Download
Download Best WordPress Themes Free Download
Download WordPress Themes Free
Download WordPress Themes Free
udemy course download free
إقرأ على موقع 180  منذ 17 تشرين.. والأصابع على الزناد!