كثيراً ما يكونُ المُفْترِسُ فريسةَ نفسِه. هذا في الغابات. الأمرُ عينُهُ في حياةِ الأباطرةِ والإمبراطوريّاتِ الكبرى في التاريخ. على مَن ينطبق ذلك اليوم؟
وسط التحديات الراهنة، أطلّ عيد الفطر على اللبنانيين مثقلًا بالهموم السياسية والاقتصادية والأمنية. في العادة، يحمل العيد معه شيئًا من الفرح والطمأنينة، لكنه اليوم يأتي ليُذكّر اللبنانيين بأن وطنهم ما يزال عالقًا في دوامة الأزمات. إنه عيد بلا ملامح، تمامًا كبلد فقد القدرة على تحديد مصيره وسط التجاذبات الدولية والإقليمية.
خطت الحكومة اللبنانية الفتية خطوة كبيرة في مسار ملء الشواغر في العديد من المراكز الحسّاسة في البلاد، وذلك مع تعيين الخبير المالي كريم سعيد حاكماً أصيلاً لمصرف لبنان المركزي اثر شغور في المنصب قارب السنة وثمانية أشهر ملأه الحاكم بالانابة وسيم منصوري.
يبدو أن نمطًا جديدًا من العلاقات الدولية واللغة الديبلوماسية بدأ يطغى على القواعد المعروفة والأعراف والتقاليد الدولية منذ تولّي الرئيس دونالد ترامب مقاليد البيت الأبيض.
في لبنان، ثمّة عنوان أساسيّ يتصدّر أي نقاش حول مستقبل الدولة؛ يسمعه المسؤولون اللبنانيون في جولاتهم العربية والدولية. إنه مطلب الإصلاح الداخلي شرطاً للمساعدات الموعودة التي يحتاجها لبنان وأوّلها إعادة الإعمار في جنوب لبنان ومناطق الضاحية وبعلبك والبقاع وغيرها من المناطق المدمّرة بفعل العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان؛ فضلاً عن معالجة الانهيار الاقتصادي والمالي والنقدي الذي تتحمل مسؤوليته طبقة أمسكت بمفاصل البلد طيلة عقود من الزمن.
الإعصار آتٍ إلى الشرق. العربُ قبل غيرهم هم المستهدَفون. وجودياً هذه المرة لا سياسياً فحسبُ. كيف ولماذا؟
جان ماركو؛ الأستاذ في معهد العلوم السياسية بغرونوبل (فرنسا)، يقارب في مقاله هذا المنشور في موقع "أوريان 21" (ترجمته إلى العربية الزميلة فاطمة بن حمد، من أسرة الموقع نفسه) الدور التركي في "سوريا الجديدة" والمنطقة بكل أبعاده الإقليمية والدولية.. وهذا أبرز ما تضمنه:
تبنّت القمة العربية الاستثنائية التي عقدت في القاهرة يوم الثلاثاء في 4 آذار/مارس، الخطة المصرية لإعادة اعمار غزة. وهي خطة طموحة تبلغ تكلفتها 53 مليار دولار مُقسّمة إلى مرحلتين على الشكل التالي:
ليس من تفسير سياسي مُقنِع للتحرّك الدولي - العربي غير المسبوق لاحتواء أزمة النظام السياسي اللبناني، سوى التحوّلات التي طرأت على موقع لبنان وجعلته لاعباً إقليمياً يُحسب له حساب؛ ويعود ذلك بصورة رئيسيّة إلى دور حزب الله والمقاومة اللبنانية في المواجهة المتشعّبة مع إسرائيل، خصوصاً منذ عملية "طوفان الأقصى" وانخراط لبنان في حرب إسناد غزة.