بيروت.. ستنهض

سال حبر هذه القصيدة بصورة عفوية في صبيحة الخامس من آب/أغسطس 2020، حزناً على بيروت وأهلها المكلومين.

لا سلام من بيروت هذا الصّباح

فهلاّ أخبرتموني ما الّذي جرى؟

أنا بحر عجوز.

عميت قبل صديقي هوميروس بألف عام.

أشعر اليوم بحزن ثقيل وتوجّس.

فهلّا وصفتم لي ألوان السّماء؟

***

قد أبدو لكم عملاقاً

 وبارداً.

ولكن لي لهفةُ أب.

وقلب يمامة.

فلا تتركوني للحيرة تحرقني،

وأجيبوني.

أين سفائن الأميرات؟

أين صلوات البحّارة وأغنياتهم؟

أين صخب النوارس وهي تتخطّف ذُرى الموج؟

***

بيروت حبيبتي وعروس مرافئي.

أغسل كلّ مساء قدميها،

وتشرق شمسي من بين جدائلها.

***

لطالما تعِبتْ، مرضت، غُدِرت، نَزَفت،

وبكتْ في ليل آلامها.

ولكنّها لم تنسَ يوماً تحيّة الصّباح،

لعشتروت البهيّة،

وبحر عجوز بات يهدهد أحلامها.

***

معذرة، فأنا هرم وأعمى

ويحزنني أنّني صرت أبالغ

وأتوجّس بلا سبب.

لا شكّ أنّها مجرّد إغفاءة كسلى

وستنهض منها حبيبتي أبهى وأحلى!

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  أكيد.. دخلنا ونص!
صاحبي الكرعاني

كاتب تونسي (القيروان)، بروفسور في الرياضيات، جامعة ليل ـ فرنسا

Free Download WordPress Themes
Download WordPress Themes Free
Download Nulled WordPress Themes
Download Best WordPress Themes Free Download
online free course
إقرأ على موقع 180  عندما يخشع غاندي لجونسون.. بربك إرحمني!