
سال حبر هذه القصيدة بصورة عفوية في صبيحة الخامس من آب/أغسطس 2020، حزناً على بيروت وأهلها المكلومين.
سال حبر هذه القصيدة بصورة عفوية في صبيحة الخامس من آب/أغسطس 2020، حزناً على بيروت وأهلها المكلومين.
لا تعلم "ناجين" ولا ابنتها "فاتو" متى بدأ ذلك الرّوتين المسائي المحبط، ولكنّهما كانتا تنخرطان فيه مع الآخرين مع غروب شمس كلّ يوم. كان الجميع يجتمعون ليطّلعوا، بقلوب مرتجفة، على الخطّ البياني لعدد ضحايا ذلك اليوم. وكما في كلّ مرّة، ومنذ زمن طويل، لم تكن هناك إلّا الأخبار السيّئة: الخسائر لا تتوقّف والخطّ البياني يكاد يصبح عموديّا مع الوقت. وبعد ليلة أخرى مليئة بالكوابيس، ينخرط الجميع في جهد سيزيفي لإيقاف النّزيف و"تسطيح المنحنى". ولكن لا شيء يتغيّر وتتواصل المأساة الّتي بدأت منذ أكثر من قرن.
لقد فتننا لبنان دائما، وحيّرنا بقوّته وهشاشته في آن، وظللنا مشدودين لمتابعة أحواله، حتّى في أشدّ أوقاته عبثا.