لا ندري ان كانت التشكيلة الوزارية العتيدة ستأخذ على عاتقها حل ما تراكم من مشاكل وازمات لبنانية، دون أن تشنف آذاننا بسماع المعزوفة المعهودة: “ان ما تعيشه البلاد من أزمات، ليس وليد ساعته، ولسنا نحن المسؤولين عنه، بل هو نتاج حكومات سابقة، وسياسات خاطئة، تعود لثلاثين أو أربعين سنة مضت”.
نعرف أن المهمة صعبة، والحلول لا تولد بعصا سحرية.. ولكن يكفينا أن تحاولوا بجدية ومسؤولية واحساس كبير بكل ما مر به الوطن والمواطن..
أما إذا كان مولودنا المنتظر منذ شهور، قد ولد مغلول اليد، ضعيف البنية، ولديه قصور في القلب.. فهنا تقع الطامة الكبرى، لأن مستشفيات الوطن لم تعد تملك التجهيزات اللازمة للعلاج والانعاش، وغرف العناية المركزة، تحتاج إلى من يعتني بها.. كما أن الأدوية، إن وصفت على أيدي خبراء بعلاج الحكومات المريضة، لن تكون متوفرة، والأدوية البديلة، لم نختبر مدى فعاليتها بعد.. ستكون حقاً معضلة.
بعد أن طارت أموالنا، ومعها أحلامنا، وعقولنا وكراماتنا، أصبح شغلنا الشاغل غالون بنزين وزجاجة مازوت.. ولم نعد نملك إلا الدعاء لكم، وانتظار معجزة، بل معجزات، تمطرها علينا وعليكم السماء.. كما وأننا نستطيع أن نقدم للحكومة الجديدة وعداً، نلزم أنفسنا به، أننا لن نثقل عليكم بمطالبنا، وسنتدرج بها من الأهم وصولاً للمهم.. ولكن لا تدعونا ننتظر طويلاً، فكل مطالبنا مهمة وملحة، ولا تحتمل الانتظار.
تصوروا أن أقصى طموحنا أن تكون لنا حكومة. أن تنال ثقة خارج صرنا ننتظر فتاته على رصيف بديهيات الحياة. أقصى طموحنا إختزال الطوابير ولقمة خبز وقدرة على الإنتقال إلى العمل أو المدرسة أو الجامعة وزيارة الطبيب إن توفر البنزين أو القسط أو تعرفة المعاينة الطبية، فكيف بالدواء والإستشفاء؟
بعد هذه الولادة القيصرية الصعبة، التي تحققت أخيراً، نتمنى ألا يقال لنا لن نبدأ العمل قبل نيل ثقة مجلس النواب، وما قد يسبقها أو يتبعها أو يترتب عليها.. نتمنى أن تكون دموع الفرح لحظة الولادة المعجزة، هي البداية لعمل دؤوب يبدأ فوراً، ودون أي تأخير.. حيث وضعنا لم يعد يحتمل، بتنا في أسوأ حال، وجهنم التي وعدنا بها، بلغناها.