ثلاثة وعشرون شهيداً، سقطوا معاً، في لحظة حقد أعمى. امتزجت دماؤهم بتراب مقدس، يغلي ويثور، مع اطلالة كل تموز/يوليو من كل سنة.
يأتينا ربيع التحرير. نفتح دفاترنا وننبش حكاياتنا. هي روايات فردية، إن دلّلت على شيء إنما على عظمة الإنجاز، معنوياً ونفسياً بالدرجة الأولى.
فجأة.. وبدون سابق إنذار، كما في كل مرة، اشتعلت محاور العاصمة. توترت الأجواء. عاد عالمنا الصغير لينقسم ما بين "شرقية" و"غربية". أغلقت المدارس أبوابها، وتعطلت الجامعات. روتين اعتاد عليه أهالي بيروت، ما إن يبدأ القصف والقصف المضاد، تنقسم المدينة إلى مدينتين.. يختفى المارة من الطرقات، وتغلق المحال التجارية أبوابها.