تل أبيب تحتفي بهوكستاين: الوقت ليس لصالح لبنان!
????????????????????????????????????

تُعبّر جولة الموفد الأميركي آموس هوكستاين، المعني بالوساطة بين لبنان وإسرائيل في ملف ترسيم الحدود البحرية، بين بيروت وتل أبيب عن مضمون إسرائيلي ما، سواء في ما يتعلق بالمكامن الغازية المحتملة في النقاط الخلافية أو بمواجهة إسرائيل صعوبات جدية بشأن تسويق غازها في البلوكات الحدودية الشمالية.. ما لم تتوصل إلى تسوية مع لبنان.

ما أن ينتهي آموس هوكستاين، كبير مستشاري وزارة الخارجية الأميركية لأمن الطاقة والوسيط الجديد في عملية التفاوض غير المباشر بين لبنان وإسرائيل، من زيارته إلى بيروت، سيتوجه إلى تل أبيب، في بداية مهمة مكوكية تهدف إلى وضع مسودة أفكار أميركية بشأن المنطقة المتنازع عليها حدوديا في البحر شمال فلسطين المحتلة، على أن يُصار بعدها إلى الدعوة إلى عقد جولة جديدة في الناقورة بهدف تثبيت الورقة الأميركية وتحويلها إلى ورقة مشتركة (ثلاثية).

وبالتزامن مع وصول الموفد الأميركي، علم موقع 180 بوست أن الحكومة اللبنانية تتجه إلى إعادة تثبيت الوفد العسكري ـ المدني المفاوض من دون إدخال أية تعديلات على تركيبته بما في ذلك رئيسه العميد بسام ياسين الذي أحيل إلى التقاعد قبل ايام قليلة (حلّ محله العميد الركن علي شريف نائب رئيس الأركان للعمليات)، على أن يستمر ياسين بالمهمة (كضابط إحتياط متقاعد) بموجب تكليف صادر عن قائد الجيش العماد جوزف عون وبموافقة الحكومة اللبنانية.

وتزامناً أيضاً مع زيارة هوكستاين إلى بيروت وإجتماعه بكل من رئيس الجمهورية ميشال عون، رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، قائد الجيش العماد جوزف عون، قال السفير الإسرائيلي الأسبق في القاهرة يتسحاق لفانون في مقالة نشرتها صحيفة “يسرائيل هيوم” اليمينية (المقربة من زعيم الليكود بنيامين نتنياهو)، إن هوكستاين “إسرائيلي خدم خدمته العسكرية الكاملة (في إسرائيل) ويعتبر نفسه أرثوذكسياً معتدلاً”، وأشار إلى أن الموفد الأميركي عمل مع جو بايدن عندما كان نائباً للرئيس الأميركي “وهو ضليع في مجال الطاقة”، وأعتبر أن إرساله إلى المنطقة تم بقرار من بايدن بهدف “بذل جهد (أميركي) إضافي لاستئناف المفاوضات والتوصل إلى تسوية مقبولة من الطرفين”.

وأضاف لفانون “كان من الواضح في القدس وواشنطن أن مطالبة لبنان بمساحة أكبر، بالإضافة إلى تلك التي جرى الاتفاق عليها مع إسرائيل، ستفجّر المفاوضات عن قصد. إذ إن زيادة المساحة ستُدخل حقل “كاريش” (الغازي) ضمن الأراضي اللبنانية، الأمر الذي تعارضه إسرائيل بشدة”، وأشار إلى أن واشنطن “معنية بإعطاء اللبنانيين فرصة أُخرى”، ولكنه إستدرك بالقول “لقد أوضحت الولايات المتحدة وإسرائيل للبنان أن كل خروج عن الاتفاق بشأن المساحة المتفق على تقاسُمها في الماضي (أي خط فريدريك هوف) “سيؤدي إلى نهاية الاتصالات”.

هذه التطورات، حسب يتسحاق لفانون، “يمكن أن تعيد لبنان إلى أرض الواقع. لذلك، من الأجدى أن تدرك بيروت أن الوقت ليس لمصلحتها، وأنها أمام ثلاثة احتمالات: عدم التوصل إلى تسوية مع إسرائيل؛ الموافقة على خط هوف؛ أو تبنّي اقتراح آموس هوكستاين بأن تتولى شركة تجارية مسؤولية استخراج الغاز في المنطقة موضع الخلاف بين إسرائيل ولبنان من دون تدخُّل مباشر من الطرفين”.

يتسحاق لفانون: أمام لبنان ثلاثة احتمالات: عدم التوصل إلى تسوية مع إسرائيل؛ الموافقة على خط هوف؛ أو تبنّي اقتراح آموس هوكستاين بأن تتولى شركة تجارية مسؤولية استخراج الغاز في المنطقة موضع الخلاف بين إسرائيل ولبنان من دون تدخُّل مباشر من الطرفين

وقال مصدر دبلوماسي لبناني لموقع “180 بوست” إن صيغة إستثمار المكامن المشتركة من قبل شركة تجارية دولية رفضه لبنان سابقاً ويرفضه حالياً، معتبرا أن جوهر الإقتراح ليس حل قضية الحدود المتنازع عليها بل فرض التطبيع على لبنان من خلال المكامن الغازية المشتركة.

وأشار المصدر إلى أن أجواء زيارة هولستاين “إيجابية، فالرجل بدا هذه المرة مستعداً للإستماع إلى الطروحات اللبنانية، وسمع من المسؤولين اللبنانيين أجوبة موحدة على كل القضايا التي طرحها”، وكشف المصدر أن لبنان قرر إعتماد إستراتيجية تفاوضية لا تقوم على الخطوط بل ضمان الحقوق اللبنانية.

وكان لافتاُ للإنتباه أن رئيس مجلس النواب أعلن خلال اللقاء مع هوكستاين أنه “تم تأكيد إتفاق الاطار الذي أُعلن في تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي”، وأضاف “أننا أمام فرصة جديدة لإستئناف المفاوضات في الناقورة مع المساعي الاميركية الجديدة التي تبذل في هذا الاطار”. كما أثار بري خلال لقائه هوكستاين “أهمية إستثناء لبنان من ضوابط قانون قيصر في موضوعي إستجرار الغاز المصري والكهرباء من الاردن”، وقد عكس الموفد الاميركي لرئيس مجلس النواب “أجواء تفاؤلية بالتقدم إيجاباً حول هذه العناوين”، حسب الخبر الذي عمّمته الوكالة الوطنية للإعلام.

أما رئاستا الجمهورية والحكومة فقد تعمدتا عدم تسريب أية أجواء بعد إجتماع الموفد الأميركي بكل من عون وميقاتي. أما مصادر وزير الخارجية عبدالله بو حبيب فقد عكست أجواء إيجابية وتفاؤلية، وقالت إن ذلك يستند أولاً إلى وحدة الموقف الوطني اللبناني وثانياً إلى وجود إرادة أميركية إيجابية بالتوصل إلى تسوية لقضية الحدود البحرية.

إقرأ على موقع 180  "اليوم التالي" عربياً وفلسطينياً.. جيل جديد برؤى مختلفة

وكانت مصادر لبنانية متابعة لزيارة الموفدين الأميركييين فيكتوريا نولاند (مساعدة وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية) وآموس هولشتاين قد ذكرت ان لبنان يرفض ان يتضمن أي اتفاق مستقبلي الآتي:

أولاً؛ الاستعاضة عن الترسيم البحري باستثمار شركات اميركية او غير اميركية عملاقة في المناطق التنازع عليها على ان يتم توزيع ثلاثي للعائدات (لبنان، اسرائيل، الشركات).

ثانياً؛ رفض لبنان تقاسم الاحواض المشتركة المحتملة.

اما نقطة الارتكاز اللبنانية، فتقوم على التفاوض من دون خطوط، أي اسقاط كل الخطوط الموجودة حالياً، وعدم الممانعة في اعتماد ترسيم خط بحري متعرّج، بحيث لا يكون هناك شراكة اسرائيلية في أي حقل لبناني ولا شراكة لبنانية في اي حقل اسرائيلي، وهذا الامر يعتبر تنازلاً لبنانياً مسهلاً، يمكن أن يؤدي الى الاتفاق على تسوية ما وهي اعتماد خط وسط بين الخط 23 والخط 29 بحيث لا يتشارك من خلالها لبنان بأي حقل مع اسرائيل.

Print Friendly, PDF & Email
داود رمال

صحافي لبناني

Download Nulled WordPress Themes
Download WordPress Themes
Download Best WordPress Themes Free Download
Free Download WordPress Themes
free download udemy course
إقرأ على موقع 180  ملحمة الحدود لا تحتمل هويتين.. "إما نحن وإما نحن"