لأن إتفاق ترسيم الحدود البحرية غير مسبوق في تاريخ الصراع على الجبهة اللبنانية ـ الإسرائيلية، فإنه سيخضع لقراءات لبنانية متعددة، لذا، لا بأس من إستعادة كرونولوجية لمسار الملف منذ عقدين من الزمن وصولاً إلى يومنا هذا، مع قراءة سريعة لمضمون الإتفاق.
لأن إتفاق ترسيم الحدود البحرية غير مسبوق في تاريخ الصراع على الجبهة اللبنانية ـ الإسرائيلية، فإنه سيخضع لقراءات لبنانية متعددة، لذا، لا بأس من إستعادة كرونولوجية لمسار الملف منذ عقدين من الزمن وصولاً إلى يومنا هذا، مع قراءة سريعة لمضمون الإتفاق.
"أنا ممتن للرئيس (ميشال) عون على دعوته الى هذا الاجتماع في حضور الرؤساء الثلاثة، وتشرفت بذلك لمناقشة هذه المسألة المهمة جداً مع ممثلي الحكومة اللبنانية، وابقى متفائلاً في مواصلة التقدم الذي حصل في ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية خلال الاسابيع المنصرمة، وانتظر عودتي مجدداً وقريباً الى المنطقة للانتهاء من هذا الملف والوصول الى نتيجة".
أما وقد أزاح حزب الله "ستار التقية" معلناً الانتقال إلى "أمام الدولة" في ملف النفط والغاز، ترسيماً وتنقيباً واستخراجاً وتصديراً من خلال معادلة "غاز لبنان مقابل غاز كاريش وما بعد بعد كاريش"، يكون المتوقع أصبح واقعاً، وبات الملف بنداً رئيسياً في مسألتين مترابطتين، الأولى الصراع الإقليمي ـ الدولي والاتفاق النووي، والثاني الصراع الداخلي بين الطوائف على الحصص والأحجام وطبيعة النظام.
يحل الوسيط الاميركي عاموس هوكشتاين نهاية الاسبوع الحالي ضيفاً مكرراً ومُعاداً على لبنان، لمدة 24 ساعة، حاملاً معه الجواب الاسرائيلي على المقترح اللبناني المتضمن آخر سقف للتنازل، وهو الخط 23 زائداً ما يسمى "حقل قانا" كاملاً.
تناول الباحثان في "معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي" أورنا مزراحي ويورام شفايتسر قضية الخلاف الحدودي البحري بين لبنان و"إسرائيل"، في مقالة مشتركة نشرها موقع "مباط عال" وهذا نصها الحرفي:
كتب شاوول حريف وبني سبانير من "مركز أبحاث السياسة والاستراتيجيا البحرية في جامعة حيفا" مقالة في "يديعوت أحرونوت" تطرقا فيها إلى قضية النزاع الحدودي البحري بين لبنان و"إسرائيل" وطرحا خطة من أربع مراحل بوساطة أميركية.
للمرة الاولى وجد الوسيط الأميركي آموس هوكشتين بإنتظاره موقفاً رسمياً لبنانياً موحداً في قضية ترسيم الحدود البحرية، رداً على الإقتراح الذي كان قدّمه سابقاً إلى لبنان، وقد وعد بحمل المقترح الشفهي اللبناني الى الجانب الاسرائيلي في الأسبوع المقبل، على ان يعود بالجواب الاسرائيلي الى لبنان، في أقرب فرصة ممكنة.
لم يحظَ ملف ترسيم الحدود البحرية بأي إجماع وطني منذ عقد ونصف من الزمن. كل طائفة ومرجعية لبنانية تُغني على موالها. ما جرى غداة الزيارة الأخيرة للموفد الأميركي عاموس هوكستين يشي بـ"قطبة مخفية" جوهرها عدم وضع هذا الملف "على نار حامية"، كما كان يأمل كثيرون محلياً.
لولا إسرائيل، وجوداً وجيشاً ومشروعاً وغازاً وأطماعاً، لكان لبنان محذوفاً من أدنى سلم الإهتمام الأميركي والروسي والصيني و"الشرقي" و"الغربي" وما بينهما. هكذا إستنتاج قد يبدو مُتسرعاً بالنسبة إلى البعض لكن مهمة الوسيط الأميركي عاموس هوكستين الأخيرة تشي بأن إستنتاجاً من هذا النوع حتماً في محله. لماذا؟
غداة عودة وزير الطاقة اللبناني وليد فياض من زيارته الفرنسية في 12 كانون الاول/ديسمبر 2021، إستخلص من إجتمع به في بيروت أنه سمع في باريس كلاماً واضحاً من شركة "توتال" الفرنسية بأن لا تنقيب في البحر اللبناني ولا عقود تراخيص جديدة قبل الحسم النهائي لملف ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل.