أدوية مضادة لفيروس كورونا.. فعالة بنسبة 89%

ها هو موسم الأدوية المضادة لفيروس كورونا المستجد قد حلّ علينا، فحتى لحظة نشر هذه الكلمات، يجري الحديث عن دوائين سُجّلا ودخلا فعلًا الأسواق. فبعد شركة ميرك Merck تقوم الآن فايزر pfizer صاحبة اللقاح الأشهر في بلادنا بإطلاق مركبها الجديد باكسلوفيد Paxlovid.

بحسب الدراسات الأوليّة، يحمي هذان الدواءان بشكل فعال من العوارض الشديدة لفيروس كورونا ويمنعا تدهور الحالة الصحيّة وطلب الاستشفاء بنسبة تصل إلى 89% بحسب دراسة شركة فايزر، فهل ستغيّر إذًا هذه التركيبات الجديدة قواعد تعامل البشرية مع فيروس كوفيد ـ19 بشكل عام؟

مع بداية جائحة كورونا في أواخر العام 2019، انطلق الأطباء في التفتيش داخل خزائنهم عن مركبات تساعد في التغلب على الفيروس ولكن العائق الأبرز كان وقتها أنّ هذه المركبات أو الخلطات العلاجية عوارضها الجانبية أشد وأقسى في بعض الأحيان من الفيروس نفسه، وأحيانًا تكون باهظة الثمن؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر، وصل سعر الجرعة الواحدة من الدواء الذي عولج به الرئيس الأميركي السّابق دونالد ترامب إلى 2000$ ولا يمكن أخذه إلّا في المستشفيات وتحت الإشراف الطبي، ما جعله خارج الحسابات الفعليّة.

أما باكسلوفيد، فهو على شكل أقراص (حبوب) يمكن أخذها في المنزل عند بداية العوارض، سعره سيكون وفق سلّم يحدّده الوضع الاقتصادي للدولة المشترية. مثلًا في الولايات المتحدة لن يكون سعر الجرعة منه أقل من 500$ أما الدول المتعثرة، فقد صرّح ألبرت بورلا (المدير التنفيذي لشركة فايزر) بأن: “لا حواجز أمامها (هذه الدول) للحصول على مرادها من الجرعات اللازمة”. وهنا يمكن التوقف أمام هذه الأسعار المخيفة فعلًا ونسأل أنفسنا عما ينتظرنا في القادم من الأيام.

فعالية الدواء الجديد

يعمل الباكسلوفيد على تثبيط (فرملة وإيقاف) عمل أنزيم أساسي لتفعيل بروتينات الفيروس ومنعها من الوصول إلى المراحل الأخيرة من التشكل، أي بمعنى آخر، يمنع هذا المركب الجديد الفيروس من التكاثر داخل الخلايا البشرية بفعالية، ولكن هذا الدواء لا يُعطَى لوحده بل يرافقه مركّب آخر، الريتونافير Ritonavir، الذي يساهم بدوره في منع الكبد من تكسير الدواء قبل إتمام عمله الأساسي ضد فيروس كورونا وبالتالي يعطيه وقتًا إضافيًا لإتمام المهمة.

اللقاح هو العلاج الأنجع المضاد والأفضل لا سيّما في لبنان مع وقوفنا الآن على حافة موجة انتشار جديدة للفيروس بدأنا نتلمس أرقامها ووقائعها بالترافق مع نقص فادح في الكادر الطبي والتجهيز الاستشفائي وتدهور قدرة الأسر على تأمين اللوازم الأساسية من غذاء وتدفئة في شتاء يبدو أنّه سيكون قاسيًا للغاية

ولكن هنا يجب الالتفات إلى أنّ لاستعمال الريتونافير تاريخ سابق مع البشر، فهو دخل في الخلطات المعالجة لفيروس نقص المناعة البشرية HIV المسبب لمرض السيدا وقد أثبتت الدراسات السّابقة عليه أنّه لا يمكن إعطاءه للأشخاص الذين يعانون من أمراض قلبية أو حساسية مفرطة، ما يحدّ من الشريحة المستهدفة بالدواء الجديد.

وفيما يخصّ المتحوّرات الجديدة، أثبتت الدراسات أن الدواء فعالٌ ضدها والتغييرات التي طرأت على الفيروس قد تخفف من فعالية اللقاحات ولكن لا تحدّ من قدرة الأدوية أبدًا كونها تستهدف آليات عمل الفيروس لا شكله أو بعض المركبات على جسمه.

هل يجب أن نقلق من قدرتنا على الوصول للدواء؟

تقوم الشركات المنتجة لهذه الأدوية الآن بإنهاء الدراسات اللازمة ونشر النتائج للحصول على التراخيص العالمية المطلوبة وفي ضوء ذلك، توقع اتفاقيات إنتاج مع مصانع حول العالم لإنتاج المركبات بأسعار أقل من سعر المنشأ لتوزع حصرًا على الدول ذات المداخيل المتدنية أو الاقتصادات المتعثرة من جهة ولزيادة خطوط الإنتاج من جهة أخرى، ولكن لا بدّ من التأكيد أخيرًا على أنّ هذه الأدوية يجب أن تترافق مع تكثيف لفحوصات الـ PCR للحصول على التشخيص الأفضل.. فلا يمكن إهدار جرعة ثمينة على عوارض برد عادية ظنها المريض أنّها كورونا!

وبرغم التقدم الواعد في عالم الدواء، لا بدّ من التأكيد دائمًا على أنّ اللقاح هو العلاج الأنجع المضاد والأفضل لا سيّما في لبنان مع وقوفنا الآن على حافة موجة انتشار جديدة للفيروس بدأنا نتلمس أرقامها ووقائعها بالترافق مع نقص فادح في الكادر الطبي والتجهيز الاستشفائي وتدهور قدرة الأسر على تأمين اللوازم الأساسية من غذاء وتدفئة في شتاء يبدو أنّه سيكون قاسيًا للغاية، وعليه فإن من ما زال يقبع في غياهب التفكير بأخذ اللقاح أو عدم أخذه، عليه التوجه إلى أقرب مركز صحي بأسرع وقت ممكن والتوقف عن هذا الانتظار السّلبي، حماية له ولأفراد عائلته ولمجتمع يئن تحت وطأة أزمات لا تُعد ولا تُحصى.

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  عرض قوة للأتراك في المتوسط.. وخلاصات إسرائيلية
فؤاد إبراهيم بزي

كاتب متخصص في المواضيع العلمية

Download WordPress Themes
Download Nulled WordPress Themes
Download Nulled WordPress Themes
Download WordPress Themes
download udemy paid course for free
إقرأ على موقع 180  عودة الحرائق الإقليمية أو.. إخمادها؟