“تعلمت في فرنسا، حيث أعيش منذ عقود أربعة، أن على المرء ألا يخشى من أن يكون في موقع أقلوي عندما يكون مقتنعا بجدوى رأيه. وتعلمت أيضا أن بعض المواقف قد تقتضي مجاورة جماعات وأشخاص وهيئات ليست كلها جديرة بالعشرة وخوض المواجهات في ظروف عادية. ولا أنسى صديقا يساريا كاد ان ينفجر غيظا في رئاسيات العام 2002 لاضطراره الاقتراع للمرة الأولى في حياته للرئيس جاك شيراك في مواجهة الزعيم اليميني المتطرف جان ماري لوبن مُغلِّباً ما يعرف في فرنسا بتقليد الاصطفاف الجمهوري على الانقسام السياسي التقليدي بين اليمين واليسار عندما يتصل الأمر بمصير الجمهورية. باختصار تعلمت في فرنسا ما ينبغي وما لا ينبغي إزاء المصلحة العامة والمصلحة الخاصة إزاء مصلحة الجميع ومصلحة الفئة او الفريق او الحزب او المجموعة العقائدية.. الخ.
ادخل من هذا الباب، للفت الانتباه إلى عطب بنيوي في ثقافتنا السياسية العربية، ما برح يظهر في المجابهات الحاسمة مع الأجانب، منذ سقوط بغداد من دون قتال كبير في قبضة المغول، قبل أكثر من سبعة قرون، حينذاك جمع هولاكو علماء جامعة المستنصرية وسألهم إن كانوا يفضلون الحاكم العادل الكافر (هولاكو) أم الحاكم المسلم الظالم (المستعصم بالله)؟ فوقَّعوا على الكافر العادل، ربما لاقتناعهم، أو ربما لأنهم لا يلوون على معارضته فكان ما كان.
قبل أكثر بقليل من قرنين، استخدم نابليون بونابرت وهو الغازي المثقف (*) الحجة نفسها تقريبا في احتلال مصر(1798م )، وما زال المثقفون المصريون على انقسام حتى اللحظة فيما إذا كان نابليون أفضل أم المماليك، بل إن غالبيتهم ترى أن مجرد طرح السؤال ينم عن بلاهة ما بعدها بلاهة، فهل يعقل أن يكون المماليك أفضل من بونابرت؟ علما أن المماليك كانوا جنودا من أصول غير عربية، استعربوا وتولوا الحكم، وانقذوا العرب والمسلمين من الدمار الشامل على يد المغول تارة والصليبين مرارا، في حين كان بونابرت يحتاج الى مصر كمستعمرة على طريق الهند الشرقية ليقطع الطريق على اعدائه البريطانيين، فاذا بالنخبة المصرية (بعضها) تفضله على المماليك جنود البلد الذين جعلوا القاهرة عاصمة للشرق الأوسط.
وعي الذات من أجل البقاء شرط حاسم لكي يبقى اللبنانيون، لذا يبدو لي إن وصف المعارضين بالعملاء لا ينتظم في هذا الاتجاه بل يستدعي الشجب، لأنه يصب الماء في طاحونة أعداء لبنان والمتربصين به. هؤلاء وحدهم يراهنون على استمرار القطيعة بين 14 و8 أو بين “هونغ كونع” و”هانوي” اللبنانيتين
وقبل قرن وثلث القرن، طرح السؤال نفسه حول الأفضلية بين دايات الجزائر القراصنة وابطال الثورة البرجوازية الفرنسية أحفاد فولتير ومونتسكيو وجان جاك روسو، فكان الجواب ما نعرف وما تعرفون.
وقبل اقل من عشرين عاما طرح السؤال نفسه بعد سقوط بغداد ثانية حول من هو أفضل: صدام حسين أم جورج بوش؟ الجواب قدره توماس فريدمان بثمانية ملايين صوت في الانتخابات العراقية متوجين بحديث عن «الإصبع البنفسجية» و«قوانين بغداد» كان “العراقيكاينر” يلوح به لمن يرغب في لبنان والعالم العربي. ولعل دواعي الإنصاف تقتضي القول أن كثرة المصوتين في الانتخابات العراقية الأولى، كانت تتوهم أن صوتها هو «إصبع» عراقية لتقصير أمد الاحتلال وإقامة نظام سيادي بمساعدة المحتلين.
عندما نقترب أكثر من بلاد الشام لا تختلف الصورة بل تبدو وكأنها التقطت هنا أصلاً «حرمنا عبد الناصر من الجوخة الإنجليزية» عبارة كان يرددها تجار سوريون في معرض تعليقهم على الوحدة المصرية – السورية التي انهارت بعد أشهر قليلة من التطبيقات الاشتراكية.
كانت تلك الوحدة في أحد وجوهها محاولة للقول أن «الجوخة» الإنجليزية هي المشكلة الفعلية، لكن ما باليد حيلة فـ«الشرق والغرب لا يريد هذه الوحدة» أي يريد بقاء المشكلة، على حد تعبير جمال عبد الناصر للقادة السوريين الذين عرضوا عليه مشروعهم التوحيدي. لقد انتصرت «الجوخة الانجليزية» على «الشماغ» العربي في وقت قصير، بفعل الغلبة وقوة الثقافة السياسية المعمرة والمتراكمة والموروثة، ولكن المحروسة أيضا بهرمية سياسية في الوعي العربي بين حضارة غربية ظافرة وحضارة عربية ما زالت تعاند القهر وآخر تلك المحاولات دارت وتدور امام اعيننا في لبنان.
«تَحّم قلبنا بدنا نخلص بقى» وردت هذه العبارة على لسان بيروتي استنطقته إحدى الفضائيات العربية بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري. كان مبنى «فيرجين ميغا ستور» في خلفية صورة الرجل وكانت الأسواق التجارية في وسط المدينة (سرسق والنورية والسمك والعنتبلي واياس.. الخ) قد صارت «داون تاون»، وانتشرت فيها مطاعم ومقاه وأسماء منقولة بديكورها وتجهيزاتها حرفيا من كل المدن الغربية التي اعتاد العرب زيارتها في عطلهم الصيفية. ذلك كله في وعي البيروتي الذي «تَحّمَ» قلبه (المعنى الحرفي ربما يرد من فَحّمَ القلب أي صار أسوداً بلون الفحم؟) مفخرة لعائلات المدينة التي كانت تقصد المناطق المسيحية ،الساحلية والجبلية من اجل الاستمتاع بالديكور نفسه والتي باتت ترى في المكان مركزا جاذبا لذوي القدرة الشرائية المرتفعة من مصطافي الخليج الذين كانوا يقصدون أوروبا طلبا للديكور الغربي وعلاقاته، فما بالك وهو على مقربة منهم وأهله يتحدثون العربية بلكنة غنائية وحروف مائلة يلفظها شبان وشابات في مقتبل العمر، مُطَعّمةٌ بتعابير وكلمات أوروبية وبالكثير من الغُنْج والدلال الذي ينم عن خبرة طويلة في الخدمات والوساطة والتدبير والغواية.
كان رستم غزالة (مسؤول المخابرات السورية في لبنان) ورفاقه الذين باركوا تشييد هذا الديكور ووفروا له الحماية، غير عابئين بالضمانات الاجتماعية لعمال بلدهم الذين عمروا بيروت قبل وبعد الحرب. لقد تحالف غزالة وضباطه مع شهيد القوة السياسية التي نمتْ في تضاعيف هذا الديكور. هل كانوا يدركون أنهم يوفرون الحماية لمشروع بناء «هونغ كونغ» على بعد عشرات الكيلومترات من «هانوي» التحرير والمقاومة التي تحظى برعاية وحماية دولتهم؟ كان على الزعيم الدرزي المعارض وليد جنبلاط حليف الحريري أي راعي المكان ومدبره أن يذكرهم – صادقاً – في الوقت الملائم باستحالة التعايش بين النموذجين. بين «هانوي» وهي تتضور جوعا اليوم (اذار/مارس 2005) بعد تجرؤها على تمريغ أنوف سادة العالم بالوحل وبين «هونغ كونغ» المدينة التي أريد لها أن تطبع بأحلامها الرأسمالية الساحرة قبلة الموت على ثغر العملاق الشيوعي الصيني فكان ان ابتلعها العملاق وهي اليوم في بيت الطاعة الشيوعي المُرَسْمَل.
كان على اللبنانيين ان يفاضلوا بين «البريستول» و«عين التينة»؟
الاختيار لم يكن مُلِحّاً بعد. كان لا بد من حدث درامي يدفع بالمفاضلة إلى ساحة الشهداء فإذا باغتيال الرئيس رفيق الحريري يحوَّل لبنان بأسره إلى موقع درامي وبالتالي إلى تجاوز المفاضلة بما يفيض عن البلد وربما عن المنطقة برمتها.
لا اعتقد أن قاتل أو قتلة الحريري كانوا على غباء موصوف في بعض الكلام اللبناني المسكوت عنه. فالمعني بالجريمة، كان يرغب في قطع الطريق على لعبة شد الحبال بين المعارضة والموالاة، بل على قطع الحبال من الوسط بحيث لا يبقى حبل للعب أصلاً وبحيث ينصرف اللاعبون إلى حيث يراد لهم الانصراف والاصطفاف، في هونغ كونغ وفي هانوي. فهل اصطف الجميع كل في ركنه؟ ليس تماما فقد ارتأى البعض أن يستدعي التجربة الأوكرانية او الجيورجية الملونة إلى ساحة الشهداء خلال جلسة الثقة بحكومة عمر كرامي.
في مطلع الجلسة أطلقت السيدة بهية الحريري (شقيقة رئيس الوزراء المغدور والنائبة في البرلمان) وهي في ثوب الحزن، صرخة مدوية ضد «حكومة التخاذل» برئاسة عمر كرامي وذكرت بأن شقيقها كان يسعى إلى “تحديث” العالم العربي وجعله على صورة بيروت الناهضة.
كانت هذه الكلمة كافية على ما تبين من بعد لاستقالة رئيس الحكومة الطرابلسي. في وقت سابق كان الصحافي باسم السبع الذي صار نائبا في تكتل “هونغ كونغ” قد سخر من تبعية الموالين لسوريا، مستعينا بشعر يهجو ملوك الطوائف في الاندلس، فنعت مُشَنِعاً نواب “هانوي” للبنانيين بألقابهم ووظائفهم (القاب مملكة في غير موضعها.. كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد).
كانت شهية المعارضين “التحديثيين” مفتوحة على الفوز بالضربة القاضية. لذا تقمص النائب الدرزي المعارض غازي العريضي شخصية «كاميل دومولان» (صحافي الثورة الفرنسية 1789م) في هجومه على السلطة معلنا انطلاق ثورة شعبية ضدها، فيما زميله النائب المعارض مروان حمادة كان يتقمص شخصية «دانتون» على الرغم من فارق السن، مهددا أهل السلطة بعقاب أمام المحاكم الدولية ورأس الدولة اميل لحود بمصير شبيه بمصير الرئيس الصربي الراحل سلوبودان ميليسوفيتش.
في هذا الوقت، كان الناطقون باسم اليمين العنصري الذي وصل الى الأقاصي في مجازر “صبرا وشاتيلا” (1982) وقبله في “تل الزعتر” و”جسر الباشا” المسيحي (**)، في البرلمان يجرؤون على وصف انفسهم مرة أخرى بـ”المقاومين” زاعمين انهم ما انفكوا يقهرون أعداء لبنان منذ سبعة الاف سنة على ما يؤكد الدكتور سمير جعجع بعد خروجه من السجن، اي قبل خمسة قرون على الأقل من ميلاد السيد المسيح وقبل اكثر من قرن ونصف على ظهور القديس مارون (410 م) وهو الدليل الروحي لـ”الحكيم” وللموارنة.
أصداء جلسة الثقة بالحكومة كانت تصل مباشرة إلى ساحة الحرية (اللبنانية طبعاً) وليس الأمريكية كما نبه جورج بوش – يا للعبقرية!- في تصريح شهير حول الحرية التي يريدها للشرق الأوسط. وبما أن الخطب كانت تصدر عن ناطقين باسم المتظاهرين في الساحة، فكان هؤلاء يزدادون التهابا وتتسع صفوفهم وأعلامهم دون أن ينسى قلبهم المحترق والنابض الضرورات الدعاوية وبالتالي التفاعل مع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة التي تتولى النقل الحي وتبث لساعات صورة شبان وشابات يصرخون وسط ديكور أوكراني جيورجي ـ ربما أدهش أهالي كييف وتبليسي أنفسهم ـ طالبين الحرية والسيادة والاستقلال ورحيل السلطة وسوريا فيما قلة منهم تحمل صورا مات أصحابها في الماضي القريب من أجل سيادة كاملة وغير منقوصة لـ«هونغ كونغ» على كل مساحة الـ10452 كلم2.
لا اعتقد أن قاتل أو قتلة الحريري كانوا على غباء موصوف في بعض الكلام اللبناني المسكوت عنه. فالمعني بالجريمة، كان يرغب في قطع الطريق على لعبة شد الحبال بين المعارضة والموالاة، بل على قطع الحبال من الوسط بحيث لا يبقى حبل للعب أصلاً وبحيث ينصرف اللاعبون إلى حيث يراد لهم الانصراف والاصطفاف، في هونغ كونغ وفي هانوي
وسط هذا الحشد كان يساريون تقدم بهم العمر، يهللون فرحا لربيع جماهيري افتقدوه منذ موت «الحركة الوطنية» و«القوات المشتركة» التي شكلها ياسر عرفات، والتهليل اللبناني يذكر باليسار المصري الذي أطلق النار ذات ربيع مشابه على الناصرية كي تفوز الساداتية ومعها رجل الانفتاح عثمان أحمد عثمان لتذهب ريح اليسار المصري بمساهمة فعالة من المشرفين عليه. احد هؤلاء قاوم مرة واحدة الاحتلال الإسرائيلي وتذرع بهذه المرة “اليتيمة” ليحمل على “طغيان واستبداد” المقاومة الإسلامية فقاطعه النائب علي عمار بإحالته الى “أسيادك الأمريكان” وبعنف لفظي عالي النبرة.
في 14 اذار/مارس 2005 وفي “ساحة الحرية” كانت تبدو «هونغ كونغ» اللبنانية اشبه بـ«النزل الأسباني» الذي يأوي ليبراليين وفينيقيين ويساريين وعنصريين وعروبيين غاضبين وأوكرانيين وجيورجيين محليين وطائفيين ومستوزرين ومسترئسين وديموقراطيين ومتضررين من مخابرات لبنان وسوريا..الخ. التقى هؤلاء تحت سقف واحد، ينشدون السلطة كل السلطة في بلد لا يستقر إلا بالمساومة والتوافق.
لقد نجح سكان «النزل الأسباني» (***) في بلوغ أهداف كثيرة مستفيدين من رياح دولية ملائمة كانت تهب على لبنان وسوريا والشرق الأوسط فماذا فعلوا بانتصاراتهم؟ ما من شك في أن الجواب عن هذا السؤال كانت ترتعد له الفرائص. ذلك أن شرط بقاء الرياح الدولية في الفضاء اللبناني هو تصفية «هانوي» لبنان من الداخل عملا بالمثل الصيني القائل أن القلاع العصية على القهر تسقط من داخلها وهو ما يراد تحقيقه منذ تلك اللحظة من دون نجاح كبير ومن ثم من فشل الى فشل واخره المحكمة الدولية الخاصة باستشهاد الحريري والتي لم تسفر عن حكم جدي يليق بالراحل وبحقيقة اغتياله والاهم ان يكون قابلا للتطبيق.
لقد تجرأت «هانوي» اللبنانية ليس فقط على تمريغ أنوف الإسرائيليين بالوحل عام 2006 بل على تحطيم أسطورتين لبنانية وعربية. الأولى تقول أن “قوة لبنان في ضعفه” فبينت أن قوة لبنان في مقاومته. والثانية تقول أن الغالب الأجنبي أفضل من المغلوب العربي، فبينت أن أفضلية الغالب لا يمكن ولا يجب أن تكون إلا لأهله وعلى أهله وليس لأهلنا وعلى أهلنا بغض النظر عن جنسهم ولونهم وتفكيرهم وسلوكهم وحكمنا عليهم، وفي هذا برهان على وعي للذات هو شرط حاسم للبقاء وللتقدم. لقد ظل راس اليابانيين عاليا برغم هزيمتهم الساحقة في الحرب العالمية الثانية وذلك بفضل وعي الذات والدفاع عنها، فحولوا هزيمتهم إلى انتصار اقتصادي مدو، وهم اليوم يصرون على استهلاك الأرز الياباني على الرغم من أن الأرز الأمريكي المعروض عليهم اقل سعرا بمرتين ونصف.
وعي الذات من أجل البقاء شرط حاسم لكي يبقى اللبنانيون، لذا يبدو لي إن وصف المعارضين بالعملاء لا ينتظم في هذا الاتجاه بل يستدعي الشجب، لأنه يصب الماء في طاحونة أعداء لبنان والمتربصين به. هؤلاء وحدهم يراهنون على استمرار القطيعة بين 14 و8 أو بين “هونغ كونع” و”هانوي” اللبنانيتين. هؤلاء وحدهم ينتظرون بفارغ الصبر أن يدمر اللبنانيون بأيديهم وسائل المقاومة اللبنانية على خطوط القتال ووسائلها اللوجستية الكامنة أولاً وأخيراً وعاشراً في البيئة اللبنانية وبخاصة الفئة الحاضنة للمقاومة والمراهنة عليها من دون شروط.
حتى لا تصطدم “هونغ كونغ” بـ”هانوي” اللبنانية ربما يتوجب تغيير المقارنة ذلك أن مدينة الأحلام الرأسمالية المذكورة تعيش اليوم في كنف الصين بلا حروب و صراعات مفتعلة، فتزداد بها الصين قوة وتزداد بالصين عمقاً.
لقد جرت محاولات عديدة لتفجير الموقف بين الطرفين ، في 7 أيار/مايو 2008 واحداث صيدا المعروفة بـ”انتفاضة الشيخ أحمد الاسير” عام 2013 واحداث خلدة عام 2020 وتفجير المرفأ في 4 آب/أغسطس 2020 واطلاق النار على المتظاهرين في عين الرمانة والطيونة في تشرين الأول/أكتوبر عام 2021 واعتراض عناصر المقاومة العائدين من عملية عسكرية في حاصبيا في آب/أغسطس 2021.
ومن حسن الحظ ان هذه المحاولات الخطيرة لم تذهب بعيدا في تفجير التناقض بين الاذاريين اللبنانيين ولعل انحسارها وضبط تداعياتها يرجع الى تفاهم مار مخايل بين الرئيس ميشال عون والسيد حسن نصرالله والى التفاهم الراسخ بين الجيش اللبناني والمقاومة وكل منهما يدرك ان ما نشأ في اذار/مارس عام 2005 يجب أن يبقى في اذار تحت سقف “النزل الاسباني”.
لقد صمد تفاهم مار مخايل خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006 وسيصمد من بعد امام اختبارات عديدة ما يعني انه اكثر من تفاهم عابر وقد نغامر بوصفه قاعدة لتغيير النظام السياسي اللبناني من حال الى حال وان غامرنا اكثر نقول ان التغيير المقصود قد لا يحترم دفتر شروط انشاء لبنان الكبير في خطة سايكس بيكو بعد مرور قرن على هذه الخطة التي غيرت وجه الشرق الأوسط”.
(*) حمل بونابرت 600 كتاب من مكتبته الخاصة، خلال حملته العسكرية على مصر ويجمع مؤرخون كثر على كونه اكثر الغزاة ثقافة واطلاعا وقراءة لاهم المؤلفات.
(**) كانت القوات الكتائبية التي اقتحمت مخيم جسر الباشا تخاطب السكان الذين يشهرون مسيحيتهم طلبا للنجاة: مسيحكم فلسطيني ومسيحنا لبناني ومن بعد حول المقتحمون العنصريون المخيم الى ارض زراعية، وقد اخبرني احد الناجين من “جسر الباشا” انه رأى الناصري في نومه يدمع على المخيم وأهله.
(***) “النزل الإسباني” فندق معروف بأنه يستقبل أناسا من مختلف الأجناس والبلدان يأتون بكتبهم وأغراضهم وطعامهم إلى النزل الذي يأويهم دون سابق صلة أو انسجام أو تفاهم.