

أمام هذا المشهد المستجد، يواجه لبنان أربعة سيناريوهات:
الأول؛ أن تمضي الحكومة قدماً بعد تكليف الجيش اللبناني بوضع خطة لنزع سلاح المقاومة، بدءاً من الأول من آب/أغسطس وحتى نهاية كانون الأول/ديسمبر 2025، وبالتالي إحالة حزب الله إلى جهة “مارقة” أو قوة خارجة عن القانون. وبالتالي، يصبح الجيش أمام خيار من إثنين: إما أن يرفض قائد الجيش المواجهة وبالتالي يُبادر إلى تقديم استقالته من قيادة الجيش، وإما يخضع لقرار السلطة السياسية بخوض مواجهة مهما كانت كلفتها مع المقاومة. هنا، قد يتطور الأمر إلى اقتتال داخلي إذا ما رأت قوى خارجية استحالة في تسليم حزب الله لسلاحه. بل أكثر من ذلك، قد يحصل تدخل عسكري إسرائيلي مباشر في حال كانت الغلبة لحزب الله. ساعتئذ يكون لبنان قد دخل في حرب وجودية وتحققت نبوءة المبعوث الأميركي إلى لبنان، توم برّاك، لجهة ضم لبنان إلى بلاد الشام، او تتقاسمه الأخيرة مع إسرائيل كما كان طرح وزير خارجية الولايات المتحدة الأسبق هنري كيسنجر، في سبعينيات القرن الماضي.
الثاني؛ أن يستمر حزب الله برفض قرار الحكومة، وأن تسعى الأخيرة إلى عدم التصادم مع الحزب حفاظاً على السلم الأهلي، حينها تأخذ إسرائيل الأمر على عاتقها، ونكون أمام تصعيد عسكري قد يذهب في أحد اتجاهين: إما تصعيد لا يبلغ حد الحرب وإما تصعيد وصولاً إلى حرب تستهدف كل شيء، على غرار ما يحصل في غزة، لتأليب بيئة المقاومة ضد حزب الله.. والأرجح ألا تذهب إسرائيل إلى حرب بريّة كي لا تُعطي ورقة قوة لحزب الله، إنما تقتصر حربها على توجيه ضربات جويّة، جنوباً وبقاعاً وضاحية جنوبية.
الثالث؛ أن تنجح المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، ويكون لها انعكاس إيجابي على الإقليم، بما فيه لبنان. حينها قد تُخفّف واشنطن من حدة مطالبها وشروطها تجاه لبنان، وتقبل بتسليم المقاومة لجزء من أسلحتها، لا سيما الثقيلة منها.. ويخرج لبنان من عنق الزجاجة.
الرابع؛ أن يعود اللبنانيون إلى رشدهم، وهذا أمر مستبعد طبعاً، ويخرجون من زواريب النكد والخصومة السياسية، وأن يتعاطوا بملف السلاح من منطلقات وطنية، وكورقة قوة للبنان، والجواب على سؤال أساسي؛ كيف نحمي لبنان من الخطر الإسرائيلي؟
ساعتئذ، يخرج لبنان بقرار سياسي موحد، ولا يمكن أن تقف ضده كل قوى العالم، لكن طالما أن لبنان منقسمٌ على نفسه، على جاري عادته منذ تأسيسه عام 1920، أو بعد أن نال استقلاله عام 1943. ستبقى كل أبوابه ونوافذه مفتوحة على مصراعيها أمام التدخلات الخارجية، وستذهب كل تضحيات المقاومة والمقاومين، على اختلاف مشاربهم، سدىً!
ثمة سيناريوهات أخرى، لعل أبرزها أن تأتي أحداث في الإقليم تقلب الصورة رأساً على عقب.. هل هذا الخيار ممكن؟