يادلين عن “عبوة مَجِدو”: متى وكيف نرد على حزب الله؟

Avatar18017/03/2023
يُقدّم الجنرال عاموس يادلين الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية "الإسرائيلية" ("أمان") مقاربته للتفجير الذي طاول مركبة "إسرائيلية" في مفرق بلدة مجدو على بعد نحو 60 كيلومتراً من الحدود مع لبنان. ماذا يقول يادلين في مقالته التي نشرها موقع N12؟

“إن نتائج الحدث الأمني مختلطة، بحسب ما سُمح بنشره مساء يوم الأربعاء. من جهة، يوجد هنا اختراق خطِر لمناطق إسرائيلية من دون تحذير مسبق. لقد تم اختراق الحدود من نقطة لا نعرف عنها شيئاً. ومن جهة ثانية، العبوة الناسفة التي تم تفعيلها أيضاً استثنائية، ذكية، وغير موجودة في الضفة، ويبدو أنها وصلت من لبنان. على هذا الصعيد، يوجد هنا حدث يجب البحث فيه، وفهم تفاصيله للتعلم منه في المستقبل.

من الواضح أنه ليس لدى إسرائيل القدرة على إغلاق الحدود بشكل تام. هذه ليست المرة الأولى أيضاً التي نشهد فيها حدثاً كهذا في الشمال: في سنة 2002، وفي ذروة الانتفاضة الثانية، اخترق “مخربون” الجدار الفاصل، ونفّذوا عملية قاتلة في بلدة “متسوفا”، تسببت بقتل 5 إسرائيليين، بينهم ضابط في الجيش. يومها، عبر “المخربون” الحدود باستعمال سلّم ذكي وأنفاق. لنأمل أنهم لا يملكون هذه المعدات اليوم.

من جهة أُخرى، يوجد أيضاً نجاح: تم إيجاد “المخرب” الذي نفّذ العملية، واغتيل قبل تنفيذ عمليات أكبر خطّط لها. وما وُجد معه أيضاً سيساعد على معرفة مكان انطلاقه. لذلك، فإن النتائج مختلطة في نهاية المطاف.

لا أعتقد أن حركة “حماس” حاولت تنفيذ هذه العملية، ولا فرع حركة الجهاد الإسلامي في لبنان. الحديث يدور حول طريقة عمل حزب الله. فالردع الإسرائيلي تراجع، وهذا ما يدفع حزب الله إلى العمل على طريقة “اللسعات” الصغيرة ضد إسرائيل، ومن دون العمل بطريقة استراتيجية تؤدي إلى حرب.

إنها معضلة عملياتية مهمة وليست بسيطة: كيف يمكن ترميم الردع الإسرائيلي من دون الانجرار إلى حرب لا يريدها أيٌّ من الطرفين؟

لذلك، هذه النقطة مهمة، ويمكن أخذها إلى ما هو أبعد من حزب الله. يمكن أن يكون هذا الحدث برمته بتوجيه من إيران. الإيرانيون يتهمون إسرائيل بتنفيذ عدة عمليات داخل الأراضي الإيرانية. وهم أنفسهم محبطون جداً لأنهم لم ينجحوا في تنفيذ عمليات في داخل إسرائيل. حتى لو كان التنفيذ ليس إيرانياً، فمن الممكن أن يكون الإيرانيون هم مَن أرسل وبادر.

السؤال الأهم هنا هو متى وكيف يجب الرد على هذه العملية التي تُعَد خطوة إضافية في النشاط “الإرهابي” لحزب الله؟

أمامنا ثلاث إمكانيات إستراتيجية:

  1. التعامل مع الفشل العملياتي لحزب الله كحدث لا يتطلب الرد، جرياً على مبدأ الدفتر مفتوح واليد تسجل؛
  2.  الرد بالعملة نفسها: عملية سرية ضد حزب الله في الأراضي اللبنانية من دون تحمُّل مسؤولية؛
  3. إعادة الردع من خلال ضربة قوية لأحد مركّبات القوة التي بناها حزب الله خلال الأعوام الماضية: الصواريخ الدقيقة؛ “وحدة الرضوان”؛ مركّبات الدفاع الجوي في لبنان. إنها معضلة عملياتية مهمة وليست بسيطة: كيف يمكن ترميم الردع الإسرائيلي من دون الانجرار إلى حرب لا يريدها أيٌّ من الطرفين؟

بعد هذا كله، يجب التذكير بالفيل داخل الغرفة: توجد هنا فرصة استثنائية لدى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لأخذ السلّم والنزول من المكان الذي جرّ إليه دولة إسرائيل. إن الوضع الحالي يضرّ بقدرة الردع الإسرائيلية، كما يُلحق الضرر بقدرة الجيش على التركيز في مهماته، ويضرّ بالدولة سياسياً. على نتنياهو أن يأخذ السلّم الذي يمنحه إياه هذا الحدث، وأن يتنازل عن الإصلاحات القضائية”. (المصدر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية).

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  مسار استخراج الغاز اللبناني.. آفاق نجاحه أو تعثره
Avatar

Download Premium WordPress Themes Free
Download Premium WordPress Themes Free
Download Nulled WordPress Themes
Download Premium WordPress Themes Free
udemy course download free
إقرأ على موقع 180  النخب بلا دورها المعرفي.. أداة بيد الإستبداد