تجربة علي عبدالله صالح الرئاسية.. كتاب جديد لفيصل جلول

Avatarخاص 18008/07/2023
صدر عن دار زمكان في بيروت كتاب جديد للزميل فيصل جلول بعنوان "حين خرج الماء من صخر الصوان: علي عبدالله صالح 1942ـ2012" ينطوي على قراءة جديدة لولايات صالح الخمس في حكم اليمن.

يحاول كتاب الزميل فيصل جلول الإجابة عن سؤال كبير: كيف تمكن الرئيس اليمني الراحل من تولي الحكم الأطول زمناً في تاريخ اليمن الجمهوري، وهو الذي ينتمي إلى عائلة متواضعة بالكاد تحصل على وجبة واحدة يومياً، وقد بدأ حياته راعياً للغنم وتخرّج من كُتّاب القرية ثم أكمل تعليمه في القوات المسلحة اليمنية.

اعتمد الكاتب جلول الذي تابع الشؤون اليمنية بأدق تفاصيلها وعن كثب حوالي ربع قرن، على مصادر مباشرة من المحيطين بالرئيس صالح ومن خصومه فضلاً عن الرئيس نفسه الذي روى للكاتب خلفيات قضايا كبيرة شهدها اليمن وكلّفه بوساطات ومراسلات مع شخصيات يمنية وعربية بعيداً عن جهازه الدبلوماسي.

وينشر موقع 180post.com جزءاً من الفصل الاول من هذا الكتاب القيّم، وفيه نقرأ عن ظروف اللقاء الذي تمّ بين علي عبدالله صالح وشيمون بيريز في قصر الأليزيه بباريس.

كانت عدسات المصورين وكاميرات الأقنية التلفزيونية الوافدة من جميع أنحاء العالم تتدافع في بهو كنيسة نوتردام دو باري الشهيرة، بحثاً عن وجوه وقامات وردود أفعال الضيوف الأجانب، الذين لبّوا دعوة فرنسية للمشاركة في قداس وداعي للرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران في مطلع يناير/كانون الثاني 1996. فالزعيم الاشتراكي الراحل ترك بصمات بارزة داخل بلاده وخارجها خلال ولايتيه في قصر الإليزيه (1981ـ1995) وقبلهما، ما جعل من موته مناسبة لاحتشاد أبرز زعماء العالم في وداعه.

ألحّ عليّ سؤال لم يفارقني حتى صياغة هذا النص: كيف استطاع علي عبدالله صالح الذي بدأ حياته راعياً للأغنام ومن ثم جندياً عادياً في الجيش الإمامي، أن يحتل مقعداً في الصفوف الأمامية بين زعماء العالم الكبار؟

توقفت كاميرات المصورين عند الوجوه البارزة في الكنيسة، وسلّطت أضواءها مراراً على المستشار الألماني السابق هلموت كول الذي كان يذرف دموعاً سخية على شريكه الأساسي في المشروع الأوروبي. وجالت على أفارقة وأسيويين ونقلت ملامح وانفعالات زعماء عرب حضروا المناسبة، كان من بينهم الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح الذي نقل بلاده من هامش الأمم المنسية إلى صدارة المسرح الدولي، بعد غياب طويل، جراء التقوقع على الذات في عهد الإمامة، والصراعات الأهلية المديدة والانقلابات العسكرية المتتالية في العهد الجمهوري.

كادت المناسبة أن تمر بلا حدث مثير للجدل لولا انهماك وسائل الإعلام بنقل رواية من قصر الإليزيه، عن إجتماع مزعوم بين علي عبدالله صالح وشيمون بيريز الرئيس الاسرائيلي الراحل، وأن اللقاء تم خلال إحتفال أقامه مساء اليوم نفسه الرئيس جاك شيراك على شرف الضيوف الذين حضروا القداس الصباحي.

تحدثت الرواية التي سرّبتها السفارة الإسرائيلية في باريس عن مصالحة يمنية ـ إسرائيلية وعن وعد يمني بتطبيع العلاقات مع الدولة العبرية، وقيل إن اليمن هو البلد العربي الأبرز في شبه الجزيرة العربية الذي سيكسر حاجز العزلة حول إسرائيل.

عاد الرئيس اليمني من كوكتيل الإليزيه إلى فندق الـ”ريتز” المطل على ساحة “فاندوم” التاريخية في العاصمة الفرنسية. كان بوسعه أن يُشاهد من جناحه الخاص تمثالاً لنابليون بونابرت يتوسط الساحة معتلياً رأس مسلة صنعت من نحاس 1200 مدفع غنمها الإمبراطور الفرنسي من معركة “أوستيرليتز” التي بسطت فرنسا من بعدها سيطرتها على أوروبا القارية لعقد من الزمن.

ما أن اجتاز عتبة جناحه حتى نقل إليه أحد المرافقين خبر الإليزيه. بدا علي عبدالله صالح غير عابئ بما أذيع واكتفى بالإشارة إلى مساعده عبده بورجي لتوزيع نفي رسمي للرواية عبر وسائل الإعلام. وشرح لقلة من الحاضرين، بينهم الدكتور عبد الكريم الأرياني والدكتور محمد سعيد العطّار والأستاذ محمد اليدومي الوجه البارز لـ”الإخوان المسلمين” في اليمن وكاتب هذه السطور، أن الأمر اقتصر على مصادفة بروتوكولية باردة من دون عواطف أو مشاعر خاصة كما قيل، ولم يتخللها نقاش جوهري فما بالك بالتفاوض وقطع التعهدات.

بعد ذلك، انتقل صالح للحديث عن مسلة “فاندوم” وعن كنيسة “نوتردام” وسألني عن تاريخ بنائها وعن السبب الذي حمل الفرنسيين على اعتماد أشعة الليزر في ترميم واجهاتها الحجرية وتماثيلها المذهلة التفاصيل (في حينه) إلخ.

في تلك الجلسة، ألحّ عليّ سؤال لم يفارقني حتى صياغة هذا النص: كيف استطاع علي عبدالله صالح الذي بدأ حياته راعياً للأغنام ومن ثم جندياً عادياً في الجيش الإمامي، أن يحتل مقعداً في الصفوف الأمامية بين زعماء العالم الكبار؟

في تضاعيف الكتاب إجابة شاملة عن هذا السؤال.

تجدر الإشارة إلى أن كتاب “حين خرج الماء من صخر الصوان: علي عبدالله صالح 1942ـ2012″، يُبَاع في “كشك نعيم” للصحف والمجلات والكتب، وسط شارع الحمراء في بيروت، وفي مكتبة بيسان في الحمراء أيضاً وعبر دار “نيل وفرات” خارج لبنان .

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  هل يُشعِل الديموقراطيون حرباً جديدة؟
Download Nulled WordPress Themes
Download Nulled WordPress Themes
Download Premium WordPress Themes Free
Download Premium WordPress Themes Free
udemy paid course free download
إقرأ على موقع 180  هل تستطيع "إسرائيل" مهاجمة ايران؟