أهدفُ من خلال هذا المقال إلى الدّفاع عن فكرة مفادُها: أنّ هذه المَقولة العامّة مبالغٌ فيها إلى حدّ بعيد، بل وهي على الأرجح مُجحفةٌ بحقّ هذه الشّخصيّة الأساسيّة التي نعرفها من خلال التّراث النّقليّ والسّرديّ الإسلاميّ (على اختلافه) بشكل خاص.
***
أرجّح، ومن خلال الحدّ الأدنى من العمل التّحليليّ والمُقارَن للنّماذج-المثاليّة (Ideal-types) الرّئيسيّة التي بُنيَت حول شخصيّة عليّ وحول ما جرى معه من أحداث سياسيّة، لا سيّما بعد وفاة ابن عمّه نبيّ الإسلام محمّد بن عبد الله: أرجّح أنّ عليّاً “السّياسيّ” كان بالفعل ضحيّة ظروف عظيمة الثّقل تخطّت قُدرته كقائد سياسيّ (ثمّ كحاكِم-خليفة) على تغيير مجرى أهمّ الأحداث السّياسيّة والاقتصاديّة والعسكريّة التي حصلت وكانت تحصل في هذه الحقبة المذكورة (أي منذ فترة دنوّ حينِ وفاة النّبيّ تقريباً، إلى حينِ وفاة أبي الحَسن والحُسين نفسِه).
وبالطّبع، لن أعيدَ في هذا المقامِ تفصيلَ تموضعاتي المعرفيّة والمنهجيّة الرّئيسيّة، داعياً القارئ العزيز إلى مراجعة ما سبق من قول ومن مَقال حول هذا النّوع من الأبحاث الفَهميّة. وأشدّد مجدّداً على أنّ دور الباحث والمحلّل والنّاقد العلميّ: ليس تبنّي أيديولوجيّة هنا، أو حُكماً قِيميّاً هناك، أو عقيدةً دينيّةً هنا وهناك. وإنّما دوره هو التّعامل، من خلال ذهنه المُفكّر حصراً، بحياد أكسيولوجي (أو “مُسلّماتيّ”) وبما يقدر عليه من موضوعيّة منهجيّة ومن رصانة عمليّاتيّة: التّعامل مع مُعطَيات نتعارف في الأعمّ الأغلب على وجودها – موضوعيّاً – في العالم الخارجيّ. والمُعطَيات التي نتحدّث عنها في قضيّة كقضيّتنا هي كما أسلفنا: مُعطَيات التّراث النّقليّ الإسلاميّ نفسه (دون الدّخول، أقلّه إلى الآن، في الحُكم على القيمة العلميّة التّاريخيّة لهذه المعطَيات ولهذا التّراث الكلاسيكيّ.. وهذا طبعاً بحثٌ آخر).
ولا حاجة أيضاً إلى تكرار الاعتذار من القارئ المُسلم المتديّن لعدم استعمال أخيه للتّعابير وللصّفات الاعتياديّة في ما يخصّ سيّدَ الكَونَين والثَّقَلَين والفَريقَين أبا القاسم محمّد “ص”.. وفي ما يخصّ أبا الحسَنَين وحبيبَ الحبيبِ في الدّارَين والعالَمَين، أقصدُ عليّاً “ع” أو “رض”.
فطبيعة هذا المقال علميّة بالمعنى الحديث، وليست دينيّة أو أيديولوجيّة. ولكلّ بحثٍ شروطُه وأسلوبُه وقواعدُه وأهلهُ، ونحن هنا نناقش ونحاور أبحاثاً ومقالاتٍ من الطّبيعة نفسها.. كأعمال طه حسين مثلاً، وهشام جعيط، وهالة الوردي، وإبراهيم عيسى، وبعض من ردّ عليهم من الشّيعة المعاصرين – بنفس الأسلوب العلميّ عموماً – كالسّيد كمال الحيدريّ (قبل أن يدخل في مشاكله مع الحوزة طبعاً).. وغيره وغيرهم ممّن انبرى بشكل منهجيّ رصينٍ لقصّة الحياة السّياسيّة لعليّ أو لبعض أهمّ جوانبها.. واللّه وليّ التّوفيق.
***
إذن، من خلال التّعامل العلميّ مع التّراث الإسلاميّ كما سبقَ وصفُ ذلكَ أعلاه: نُرجّح عدمَ صحّة مقولة /إنّ “هزيمة” عليّ بن أبي طالب السّياسيّة أمام خصومه (على اختلافهم، ومنذ وفاة النّبيِّ القُريشيِّ محمّدٍ تقريباً) لها سببٌ رئيسيّ – أو مُبين أو أساسيّ – ألا وهو عدم تمكّن عليّ ممّا يُمكن تسميته “بقواعد اللّعبة السّياسيّة”، لا سيّما بالمقارنة مع دهاء وحنكة خصومه هؤلاء/. وضمن الإطار نفسه، ندافع إذنْ عن فكرةِ /أنّ الظّروف السّياسيّة والاقتصاديّة قد تخطّت عموماً قُدرات عليّ الإنسانيّة كقائد سياسيّ (أمّا قُدرات عليّ ما-فوق-الإنسانيّة فنترك بحثَها لأهل ذلك، وما نحن بأهلٍ لذلك وما نحن عليه بمقتدِرين..)/.
فلماذا، وباختصار؟
***
أولاً؛ لأنّه لا يُمكن تحميلُ عليٍّ نتائجَ خيارات المؤسِّس (أيّ محمّد) في ما يخصّ فريقَ عملِ هذا الأخير. إنّ الحدّ الأدنى من الاستعانة بعلوم الإدارة، حتّى من زاوية ذلك الزّمان: يبيّن لنا أنّه لا يُمكن أن يُحمَّل الخلَفُ بالكامل تبعاتِ خياراتِ السَّلَفِ والمتعلّقة بفريق العمل وبالموارد البشريّة بشكل عام (بمعزل عن نقاش طبيعة “خيارات” رجل كمحمّد: هل هي “إنسانيّة” أم ما فوق ذلكم؟ نذكّر مجدّداً بأنّنا في صدد بحثٍ من وجهة نظر القرارات السّياسيّة فقط، دون نقاش أبعادها “الإلهيّة” المحتملة).
هل يُمكن تحميل عليّ “السّياسيّ” بالكامل: تبعات اختيار أصحاب النّبيّ المقرّبين وغير المقرّبين من قبل النّبيّ (أي من قبل “محمّد” نفسه)؟ وكذلك: اختيار أزواجه، وقيادات جيشه، وكوادره الأساسيّة، بالإضافة إلى قيادات الجانب الاقتصاديّ؟ مع الحدّ الأدنى من الموضوعيّة، ومن مجهود الابتعاد عن الأحكام القيميّة والنّظرة التّقديسيّة المبالَغ فيها: يمكن لأيّ باحثٍ برأيي أن يلاحظ أنّ النّاقدِين قد غالوا – بشكل عام – في تحميل عليّ تبعات هذا الجانب الظّاهرة والباطنة (هل بسبب الخوف الأكبر من مناقشة قرارات النّبيّ السّياسيّة في ذواتها؟ هذا ما أرجّحه، لأنّ الأغلبين لا يتناولون عمليّاً إلّا نقاش قرارات عليّ والصّحابة في الأعمّ الأغلب – وهذا طبعاً بحثٌ شائكٌ آخر).
***
ثانياً؛ لأنّ القضيّة لا تقتصرُ بالمطلق على فريق العمل من الأصحاب والقادة (وحتّى الأزواج وغيرهم): بل تتخطّاها إلى قضايا متعلّقة بحصول تسويات سياسيّة واقتصاديّة كبرى في المرحلة الأخيرة قبل وفاة النّبيّ الرّسول محمّد.
لنخرجْ قليلاً من رُهاب التّعامل مع عالم المُقدّس والتّقديس، ولنمعنْ النّظر: هل كانت “دولة” محمّد (مع الاعتذار ربّما من أستاذي الحبيب نصري الصّايغ) أو “جماعته” لتقوما لولا التّسويات الكبرى التي حصلت مع أهمّ أعيان وقادة وأثرياء قريش أوّلاً، ومع أهمّ أعيان وقادة وأثرياء العرب أجمعين ثانياً؟
أقلّه، هذا ما ترويه لنا أحاديث التّراث وسرديّاته: لقد أدّت تسويات كهذه إلى “دخول” رجالٍ كأبي سفيان بن حَرب، وولْدِه وجماعته ضمن الجماعة-الدّولة الجديدة.. ومَثَلُ أبي سفيان هو واحدٌ من الأمثلة، ولكنّه أكثرها رمزيّة. من الواضح أنّ عليّاً قد وجد نفسه بعد محمّد: وسط معادلات سياسيّة واقتصاديّة ضخمة، تخطّت قدرته وقدرة أيّ قائد سياسيّ – برأيي – على تغيير نتائجها (بمعزل عن الحكمة من وراء حصولها، ولن أزعج القارئ بتكرار هذا الـ Disclaimer أي التنصل، وأسأله السّماح والمعذرة).
***
ثالثاً؛ من الواضح أنّ عليّاً قد وجد نفسَه وسطَ عمالقة نفوذ قبليّ وعسكريّ.. وماليّ. ووجد نفسه وسط معادلات محلّيّة (وعربيّة وأعرابيّة) كبيرة جدّاً. ومع أنّني لستُ من المتخصّصين في هذا الجانب التّفصيليّ الإخباريّ بالذّات، فقد فهمتُ من بعض الخطاب المسموع والمقرؤ أنّ الخليفة الأوّل (أبا بكر بن أبي قُحافة) والثّاني (عُمر بن الخطّاب).. قد كانا ربّما من أقلّ هؤلاء الأصحاب الكبار ثراءً وقُدرةً ماليّة. فتخيّلْ عن أيّ قُدرة ماليّة وقبليّة نسبيّة نتحدّث في ما يعني موضوعنا وشخصيّتنا الرّئيسيّة.
وإذا ما قبلنا بفرضيّة أنّ محمّداً كان قد عبّر عن تفضيله الشّخصيّ لأن يكون عليٌّ هو خليفته السّياسيّ و/أو في الحُكم (أو أنّه قد أوصى أو وصّى بذلك بوضوح كما تدّعي السّرديّة الشّيعيّة عموماً): فمن المشروع أن يتساءل واحدُنا عن المجهود المبذول موضوعيّاً وواقعيّاً في سبيل تحضير الأرضيّة السّياسيّة والماليّة والعسكريّة لتوجّه سياسيّ بهذه الخطورة إذنْ، وبهذا الحجم وفي هذا التّوقيت العظيم.
إنّ حديث الغدير المتواتر بين الفرق الإسلاميّة يشكّل دليلاً قويّاً على أنّ محمّداً قد أوصى بالفعل بعليّ خليفةً من بعده. من الصّعب تقبّل فكرة أن يدعوَ رجلٌ كمحمّد عشرات الآلاف من أصحابه وأتباعه، وبتوقيت رمزيّ كتوقيت الغدير المعروف، ليقول “من كنت مولاه، فعليّ مولاه”.. وألّا يكون وراء ذلك إيحاء سياسيّ وقياديّ وعمليّاتي لا يصعب تأويله أبداً. لكنّه من باب اللّغز التّاريخيّ أيضاً: أن يُترك “خليفة” موعود كهذا الشّاب وسط جبالٍ ماليّة وسياسيّة وعسكريّة، ولا يتمّ التّحضير الجدّيّ لوسائل مواجهته لها.
نقول هذا كلّه – مجدّداً – مع عدم نسياننا لتواتر حديث الغدير، ومع ترجيح رمزيّته السّياسيّة ومقصده السّياسيّ بالمنطق وبالعقل. إذن، نحن أمام لُغزٍ حقيقيّ في ما يعني هذا الجانب، ومن المرجّح صعوبة حلّه بطريقة قطعيّة (من خلال التّراث فقط) بسبب طبيعة هذا التّراث المنقول وتعقيداته: ولكنّ الأكيد هو أنّ عليّاً، المقتنع في الأرجح بأحقّيّته بالخلافة، قد وجد نفسه شبهَ وحيدٍ وسط معادلات اقتصاديّة وسياسيّة وقبليّة تتخطّى قُدرة أدهى الدّهاة السّياسّيين، من العرب والعجم والنّاس أجمعين.
ومع ذلك، لا زلنا نقرأ ونسمع هنا وهناك ما يوحي بأنّ البعضَ يريد تحميلَ الرّجل عبء تواجد هذه الجبال كلّها وتبعاتها.. وعبء عدم تمكنّه من التّغلّب عليها جميعاً: إمّا عند وفاة النّبيّ والأحداث التي لحقت بها، أو خلال خلافة أبي بكر وعمر وعثمان، أو إثر وفاة هذا الأخير (والدّخول في المواجهة مع زوج النّبيّ وبنت أبي بكر وبعض الصّحابة الكبار من جهة، ومع ما يمكن تسميته بالإسلام الإمبراطوريّ الأمويّ – البيزنطيّ التّأثُّر – من جهة أخرى).
أكرّر أمامك عزيزي القارئ: أنا لا أدّعي أبداً “عصمة” لعليّ من ناحية القرارات السّياسيّة الإنسانيّة الموضوعيّة في حدّ ذاتها، ولكنّني أدّعي أنّه من الخطأ تحميلُ مآلات ونتائج معاركه السّياسيّة.. لمجرّد ضعفٍ في الدّهاء أو الحنكة أو التّمرّس أو المهارة أو ما إلى ما ذلك. من المرجّح عندي أنّنا أمام أسطورة – مقصودة الصّنع أو غير مقصودة – يجب الخروج منها بأسرع وقت في سبيل فهم ما حصل في هذه الحقبة الزّمنيّة المهمّة وبشكل موضوعيّ.
***
رابعاً؛ وأحيلُ هنا على سبيل المثال لا الحصر، إلى سلسلة أعمال الباحثة التّونسيّة الفرنكوفونيّة هالة الوردي، حول موضوع الظّروف السّياسيّة والأمنيّة المواكبة لمرض ثمّ وفاة النّبيّ، وما حصل من حركة سياسيّة وعسكريّة وأمنيّة موازية ولاحقة. فهناك أدلّة عديدة حسب الوردي وغيرها، من التّراث المنقول أو النّقليّ ذاته: تبيّن حدوث أمرٍ جلَلٍ لا يمكن الاستهانة بتبعاته السّياسيّة، عند وفاة النّبيّ.
فبالتّوازي مع أحداث سقيفة بني ساعدة المعروفة؛ يشي عدد من المصادر بأنّ ما حصل يُمكن التّعبير عنه اليوم على أنّه نوع من أنواع “الإنقلاب العسكريّ” (بهدف الاستيلاء على السّلطة طبعاً، أو فرض سلطة معيّنة). فبينما كان مؤتمر (أو نزاع) السّقيفة قائماً، حصلت تحرّكات عسكريّة وأمنيّة معيّنة داخل المدينة (يثرب) وفي جوارها، في ما يشبه تطويقاً أمنيّاً وفرضاً لحظر تجوّل، وذلك – على ما يبدو – لتأمين أرضيّة تنفيذيّة لقرارات السّقيفة ومنع أيّ حركة معارضة ممكنة على الأرض (كلّ ذلك، أيضاً، حسب هذه المصادر والمعطيات المذكورة).
وبعيداً عن التّفاصيل ومناقشتها في هذا الموضوع الحسّاس، وبعيداً عن تبنّي وجهة النّظر هذه أو تلك: هل يقبل عقلُ عاقلٍ الرّواية التي نتعلّمها في المدارس والتي تُفيدُ بأنّ الرّسول قد توفيّ، ثمّ بايع النّاس أبا بكر وصلّوا خلفه وقيل الحمد لله ربّ العالمين؟ في حين أنّ جنازة النّبيّ الأعظم نفسه لم يحضرها – على ما يُروى في التّراث ذاته – سوى عدد قليل من الأهل والأصحاب.. بينما كان أغلب المسلمين وكوادرهم الأهمّ يتنازعون شؤون ومآل الإمارة (في المدينة)؟ أيّ عقلٍ يتقبّل هذه الرّواية، التي نطالب أهل الجامعات الدّينيّة عموماً بتحديثها لكي تنال الحدّ الأدنى من المعقوليّة والقبول التّاريخيّ.
لن أطيلَ الكلام حول أحداث السّقيفة، ولا حول هذا الجانب المرتبط بنظريّة “الإنقلاب العسكريّ” المحتمل (والمرجّح حسب هالة الوردي، وحسب أغلب باحثي الحوزات الدّينيّة الشّيعيّة عمليّاً): فقد قيل عنها الكثير، وكُتب عنها الكثير. ولكن لا بدّ من التّشديد على النّقطة التّالية: أين كانت المقوّمات الموضوعيّة لصمود “عليّ السّياسيّ” أمام هذه الأحداث؟ أين كانت جيوش عليّ، وجماهير عليّ، وأموال عليّ؟ من الواضح برأيي أنّ الرّجل قد اتّخذ قراراً عقلانيّاً بامتياز أمام هذه الأحداث الجمّة (دون أن نخوض في الحكم التّفصيليّ حولها): إذْ “ضبضب” شؤون بيت النّبيّ وأهله، وحضّر جنازة الرّسول، ودفن جثمان ابن عمّه وأبي زوجه ومعلّمه، والتزم دارَه حتّى لا تكون مذبحةٌ بينه وبين القوم، وحتّى لا يُقال – على الأرجح – إنّ عليّاً قد قصم ظهر المُسلمين..
وقد قرّر كلّ ذلك طبعاً، مع أخذٍ بالوقائع وبالإمكانات الموضوعيّة على المواجهة. لم يُصغِ عليّ في ما يرويه التّراث حتّى لعمّه العبّاس بن عبد المطّلب، ولم يسمع – طبعاً – لتهييج أبي سفيان له ولبني عبد مناف وهاشم أجمعين. بل اتّخذ برأيي القرار الذي يتّخذه كلّ قائدٍ سياسيّ وروحيّ وعسكريّ عاقل وعقلانيّ، أمام تراكم الظّروف عليه: قرار الصّبر الاستراتيجيّ والرّوحانيّ المبين.
ومع وضوح ذلك كلّه (أو شبه وضوحه بسبب طبيعة التّراث الإسلاميّ المنقول أو النّقليّ كما أسلفنا): هناك من يستمرّ في تبنّي وترويج قصّة أنّ عليّاً قد أظهر ضعفاً كبيراً في هذه اللّحظة التّاريخيّة والسّياسيّة العظمى، وأنّ في ذلك ما يدلّ على عدم درايته وعدم تمرّسه بالعمل السّياسيّ. فما العبرة من وراء هذا الإصرار؟ وهل هو ناتجٌ عن توجيهات سلطويّة-دعائيّة تاريخيّة؟
***
سنرى في الجزء التّالي كيف أنّ أدلّةً وحججاً وقرائن عدة أخرى تدعّم ادّعاءنا المركزيّ في هذا المقال: هذه المرّة من ضمن مجريات الأحداث، كما تُحكى لنا، في فترة خلافة الشّيخَين وفترة خلافة ثالثهما، أي الخليفة عثمان بن عفّان (مع حفظ ألقاب الجميع، والاعتذار مجدّداً على الأسلوب الضّروريّ الاستعمال في هذا المقام).
(يتبع في جزء ثانٍ يوم السبت المقبل)