الإسلام Archives - 180Post

slider.jpg

صحراء.. أو شبه صحراء: من المعلومات والأدلّة "المقبولة علميّاً". بهذا، أو بما يشبهه، يصف أصدقاء وزملاء باتريسيا كرون، وغيرهم من أهل المدارس التّصحيحيّة الحديثة إذن.. هكذا يصفون المعلومات والأدلّة التّاريخيّة "العلميّة" المتوفّرة عن حياةِ "مُحمّدٍ النّبيّ العربيّ"؛ خصوصاً عن أوّل هذه الحياة. فهل يُبالغون واقعاً؟

mohamadjpg.jpg

يلاحظ اليوم، بسهولة، تنامي تيّارات علميّة-أكاديميّة، أو شبه علميّة-أكاديميّة أحياناً، حول العالم.. تُشكّك "بتاريخيّة" جوانب كثيرة من السّرديّة الاسلاميّة لا سيّما حول "السّيرة"، وصولاً إلى تشكيك بعضهم بتاريخيّة شخصيّة "محمّد نبيّ العرب" أو "محمّد رسول الله" أو "محمّد بن عبد الله الهاشميّ القُريشيّ التّهاميّ العدنانيّ" (كما نقول بالطّريقة العربيّة القديمة.. والجميلة).

6cc740d5c2a8af37d16f96aa5b9f193b.jpg

ينبعث سؤال الاجتهاد من مرتكزات النفس لا لشيء إلا لأنه في نهاية المطاف تعبير عن عملية بشرية تزخر بالخبرات والتراكمات والتوجسات التي تحتوش المراحل الزمنية المتعاقبة بكل ظروفها وخلفياتها النفسية والتاريخية والسياسية والثقافية والاجتماعية.

arabjpg.jpg

في الجزء السّابق، بدأنا بتناول بعض الجوانب العقلانيّة-المفاهيميّة في ما يخصّ ما سمّيناه بعالميّة "الرسّالة الإسلاميّة" من خلال عالميّة المعاني والحقائق التي أرادت وتريد أن تدلَّ علَيها. وقد رأينا أنّ "رسالةَ مُحمَّدٍ رسولِ الله" تُوافق الأغلبيّة العظمى من الأديان والمذاهب الرّوحيّة في ما يخصُّ المعاني والحقائق الكونيّة الجوهريّة الباطنيّة الكبرى، مع تشديدٍ على توحيدِ الذّات (Substance) الإلهيّة وتنزيهِها بلا شوائب (ذهنيّة ومفاهيميّة وعقائديّة بشكل خاصّ).

Arab-Meditation-Background.png

تناولنا في مقالٍ سابق قضيّة كونيّة أو عالميّة "الرّسالة المسيحيّة"، وذلك من خلال الاعتماد على دراسةٍ تأويليّة-فهميّة لبعض المعاني الوجوديّة والمعرفيّة الكبرى الكامنة وراء الخطاب والإشارة والرّمز والصّورة والطّقوس والسّرديّات شبه الأسطوريّة (وما إلى ذلك).

sketch1657838853233.png

فقدت الحضارة الغربيّة بريقها بكلّ ما مثّلته وتُمثّله من مبادئ وأكاذيب، حسنات وقبائح، إنجازات وفظائع، وبالتالي، علينا أن نعترف بكلّ هذا الإرث المعقّد والمتداخل، ليس فقط كي نفهم الأمور على حقيقتها ونفهم الغرب وحضارته على حقيقتها، بل الأهم هو الإقرار بحجم الخداع الذي أدخلنا الغرب فيه أو أدخلنا أنفسنا فيه.

104-5bc88a021059a__700.jpg

هل المجتمع بحاجة إلى بطل مخلّص من أجل توحيد قواه وتسكين صراعاته ورأب انقساماته؟ ذلك أمر انقسمت فيه المذاهب الفكرية بمختلف أطيافها. منهم من ارتفع بالبطولة إلى درجة الضرورة التي لا غنى عنها لاتساق المجتمع وتوحد قواه، ومنهم من انخفض بها حتى اتهامها بأنها السبب الرئيسي لجموده وأنها ليست إلا تعبيراً عن تأزم ذلك المجتمع وعدم نضجه واتصالاً لعقدة الأبوبة فيه.

الله.jpg

عرضنا في ما سبقَ بعضَ الجوانب التي تدفعنا إلى ترجيح ضعف فرضيّة أنّ الإمام عليّ بن أبي طالب إنّما وصل إلى ما تسمى "الهزيمةَ السّياسيّة" أمام مختلف خصومه بسبب عدم درايته باللّعبة السّياسيّة العمليّة (كما تدّعي هذه الفرضيّة "العبّاسيّة الطّابع التّأريخيّ" بشكل خاصّ)، أو بسبب عدم تمكّنه منها ومن ألعابها المبنيّة على الحنكة والدّهاء، كما تدّعي أيضاً كثيرٌ من أدبيّاتنا العربيّة والإسلاميّة والتّأريخيّة وإلى يومنا هذا (ومن جميع الفرق تقريباً).

94131e168785c2781cd869923f4ecad9.jpg

هل أهملنا المساعي نحو بناء الدّولة في العالم العربي؟ هل ارتدّينا إلى أفكار شبيهة بالأفكار الشّموليّة المؤّسسة للكثير من الاستلابات والمظالم؟ هل نحن نعيش ارتكاسةً حقيقيّة في الوعي العام بعد الأحداث التي وقعت في غزّة، أم أنّ الحدث الغزّاويّ أعاد تشكيل الأولويّات وفحص السّرديّات بالشّكل الذي زعزع البنى "الحداثويّة"، ويكاد يعيد للبنى التّقليديّة دورها وفعاليّتها، أم أنّ مبنىً ثالثاً أخذ يشقّ طريقه؟