في الجزء السّابق، بدأنا بتناول بعض الجوانب العقلانيّة-المفاهيميّة في ما يخصّ ما سمّيناه بعالميّة "الرسّالة الإسلاميّة" من خلال عالميّة المعاني والحقائق التي أرادت وتريد أن تدلَّ علَيها. وقد رأينا أنّ "رسالةَ مُحمَّدٍ رسولِ الله" تُوافق الأغلبيّة العظمى من الأديان والمذاهب الرّوحيّة في ما يخصُّ المعاني والحقائق الكونيّة الجوهريّة الباطنيّة الكبرى، مع تشديدٍ على توحيدِ الذّات (Substance) الإلهيّة وتنزيهِها بلا شوائب (ذهنيّة ومفاهيميّة وعقائديّة بشكل خاصّ).