أولمرت لنتنياهو: هذا هو “الكارت” لمنع الحرب مع لبنان!

Avatar18016/03/2024
في مقالة له في "هآرتس"، يعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت الأسباب التي أملت "حرب لبنان الثانية"، غداة عملية أسر جنديين إسرائيليين عند تخوم جنوب لبنان في 12 تموز/ يوليو 2006، وصولاً إلى صدور القرار 1701 في منتصف آب/أغسطس، ويخلص إلى إسداء مجموعة نصائح إلى رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو؛ وهذا أبرز ما تضمنته المقالة التي ترجمتها مؤسسة الدراسات الفلسطينية من العبرية إلى العربية:

“الآن، نحن نقف أمام قرار له أبعاد استراتيجية: هل ننجرّ إلى مواجهة مباشرة وشاملة مع حزب الله، أو نبحث عن الحل عبر المفاوضات من أجل الوصول إلى ترتيبات تمنع الانجرار إلى مواجهة عسكرية عنيفة تتوسع في الجبهة الشمالية، وتعيد الهدوء الذي شهدته هذه الجبهة أكثر من 17 عاماً؟

في سنة 2006، قُدت دولة إسرائيل إلى حرب لبنان الثانية. الآن، في سنة 2024، أوصي بعدم الانجرار إلى مواجهة عسكرية شاملة يمكن الامتناع من شنّها.

التصريحات العدوانية الصادرة عن (السيد حسن) نصرالله، من الملجأ الذي يمكث فيه منذ 17 عاماً، لا يمكنها إخفاء الحذر النسبي في تصرفاته. من الواضح لنصرالله أننا أيضاً نرى جيداً تخوّفه من المواجهة المباشرة – الحرب الشاملة – التي ستندلع في حال لم تتوقف الاستفزازات من طرف حزب الله.

إذاً، ما الذي يمكن القيام به؟

أولاً، أوصي قيادات الدولة – رئيس الحكومة، ووزير الدفاع، والقيادة العليا – بإنهاء مرحلة التهديدات ضد حزب الله. هذه التهديدات لا تبث الثقة بالنفس، ومن غير المتوقع أن تستطيع إعادة السكان إلى بيوتهم. هناك احتمال أن تؤدي هذه التهديدات والتحذيرات، كما الظهور المستمر للمتحدثين باسم الحكومة في الإعلام لإصدار تصريحات قتالية، إلى تشجيع حزب الله على الاستمرار في إطلاق القذائف على الشمال – ويمكن لتبادل إطلاق النار هذا أن يجرّنا إلى معركة شاملة – يمكن تفاديها.

من الواضح لي أن مجموعة الزعران المسيانيين التابعة لبن غفير وسموتريتش وداعميهم، وتسيطر اليوم على الحكومة، سترى في ذلك هزيمة إسرائيلية بسبب ما يبدو أنه تنازُل إسرائيلي عن قضايا الحدود. وهم سيتهمون كل مَن يدعم ذلك بالخيانة والخضوع

على عكس “حماس”، التنظيم “الإرهابي” الذي لا يملك غطاءً سياسياً، فإن حزب الله أيضاً تنظيم “إرهابي”، لكنه يعمل في إطار دولة لبنان، ويجب عليه الأخذ في الاعتبار الخطر الكامن في توسيع جبهة القتال، الذي يمكن أن يؤدي إلى دمار مناطق سكنية لجزء كبير من المجتمع الذي يعيش التنظيم فيه، ويحتاج إلى دعمه. لذلك، يرى الخبراء لدينا أن عمليات حزب الله تشير إلى أن لا رغبة لديه في استعمال صواريخ بعيدة المدى. عندما يطير الصاروخ الأول من لبنان إلى منطقة المركز، وتُفتح حرب وحشية، ستؤدي إلى ضرر كبير في مناطق واسعة في إسرائيل، كانت خارج نطاق النار حتى الآن، لكن بكل تأكيد، سيكون الدمار الذي سيلحق بالبنى الاستراتيجية في لبنان كبيراً جداً. ستُدمّر الضاحية التي دُمّرت كلياً في حرب لبنان الثانية، وهو ما سيؤدي إلى هروب مئات الآلاف من سكان الجنوب اللبناني إلى المركز، الأمر الذي سيفكك الدولة.

لحزب الله مصلحة في الامتناع من توسيع القتال – ولنا أيضاً.

الطريق إلى تحقيق ذلك، بعد وقف تبادُل التهديدات من الطرفين، هي إعادة الترتيبات التي كانت بيننا وبين لبنان في مجال النقاط الخلافية على الحدود بين الدولتين.

على الرغم من لهجة نصرالله العدائية ، فإن القرار 1701، الصادر عن مجلس الأمن، يمكن أن يكون أساساً جيداً لترتيبات مع لبنان، تعيد الوضع في لبنان إلى ما كان عليه خلال سنوات، بعد انتهاء حرب 2006.

وفعلاً، لإسرائيل مصلحة أيضاً في تطبيق القرار 1701. صحيح أن بنيامين نتنياهو انشغل، بعد حرب لبنان الثانية، بالتحريض ضد حكومتي، كأن هذا القرار كان وصفة للخضوع، لكنه يعلم جيداً أن حزب الله انسحب، حينها، إلى ما وراء خط الليطاني البعيد عن الحدود مع إسرائيل. ضُعف حكوماته هو ما فتح الطريق لعودة حزب الله إلى مناطق قريبة من الحدود، وأدى في نهاية المطاف إلى إجلاء كثيرين من سكان الشمال عن بلداتهم، بمبادرة من الحكومة.

إسرائيل لا تستطيع، ولا يجب عليها أن تسمح لهذا الواقع بالاستمرار. كل يوم يبقى فيه سكان الشمال خارج منازلهم هو يوم هزيمة عسكرية وسياسية لإسرائيل، ولا يجب التصالح مع هذا الواقع.

السؤال هو: هل الطريقة الوحيدة لتغيير هذا هي مواجهة عسكرية شاملة؟

في رأيي، لا. علينا صوغ  خطة حلّ لقضايا الحدود التي تتعلق بمزارع شبعا وقرية الغجر، وللخط من 1923، وبحسبه، تم إقرار خط وقف إطلاق النار من سنة 1949، الشبيه بالقرارَين 425 و 426، الصادرَين عن الأمم المتحدة في سنة 2000، بعد خروجنا من لبنان.

وبالإضافة إلى هذه القضايا كلها، هناك خلاف بيننا وبين لبنان بشأن 13 نقطة على طول خط الحدود. يجب إدارة مفاوضات بشأن هذا كله، بمشاركة الولايات المتحدة، ودعم مجلس الأمن، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى ترتيبات تسمح بتطبيق قرار مجلس الأمن 1701، ويؤدي إلى عودة حزب الله إلى ما بعد الليطاني، ونزع السلاح من الجنوب اللبناني في المطلق.

إقرأ على موقع 180  محطة زابوريجيا النووية.. اللعب بالنار!

من الواضح لي أن مجموعة الزعران المسيانيين التابعة لبن غفير وسموتريتش وداعميهم، وتسيطر اليوم على الحكومة، سترى في ذلك هزيمة إسرائيلية بسبب ما يبدو أنه تنازُل إسرائيلي عن قضايا الحدود. وهم سيتهمون كل مَن يدعم ذلك بالخيانة والخضوع.

لكن يجب التذكير بأن منطقة الجنوب اللبناني ليست جزءاً من أرض إسرائيل التاريخية التي التزمت حكومة نتنياهو الحفاظ عليها إلى الأبد. هذا هو “الكارت” الذي علينا استعماله من أجل الامتناع من الانجرار إلى حرب إضافية، سيكون ثمنها مؤلماً جداً لإسرائيل – وستكون من دون أي جدوى، ولا حاجة إليها”. (المصدر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية).

Print Friendly, PDF & Email
Avatar

Free Download WordPress Themes
Free Download WordPress Themes
Free Download WordPress Themes
Premium WordPress Themes Download
download udemy paid course for free
إقرأ على موقع 180  مهلاً.. نحن لا نختار إسمنا وديننا وقوميتنا!