اغتيال هنية وشكر بعيون عبرية: فصل من فصول التصعيد الإقليمي

Avatar18001/08/2024
لليوم الثاني على التوالي، استحوذ اغتيال كل من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران والقيادي العسكري الكبير في حزب الله فؤاد شكر (السيد محسن) على اهتمام الصحافة العبرية.

ويقول الكاتب الإسرائيلي تسفي برئيل في “هآرتس” إن قرار اغتيال إسماعيل هنية، “كان مطروحاً على الطاولة عدة مرات خلال الأشهر العشرة من الحرب. وإذا كانت إسرائيل هي المسؤولة فعلاً عن الاغتيال، فإن السؤال الرئيسي الذي كان يدور في أذهان الذين أصدروا القرار في كل مرة، على ما يبدو، هو عن كيفية تأثير هذا الاغتيال في المفاوضات المتعلقة بصفقة تبادُل الأسرى، وفرص نجاحها. وبحسب مصدر إسرائيلي مسؤول، هناك سؤالان قد يكون لهما أهمية لدى اتخاذ مثل هذا القرار: إذا تمت تصفية هنية، فمن ستكون الجهة الوسيطة بين قطر ومصر، وبين يحيى السنوار؛ وأين ومتى ينبغي تنفيذ عملية الاغتيال”؟

ويضيف برئيل “من الناحية العملية، على الأرجح، كان هنية هدفاً سهلاً. إذ كان يتنقل حول العالم، لقد زار تركيا وأقام بها، ثم أقام بقطر، وسافر إلى إيران ومصر”، قال لي المصدر (الإسرائيلي)، معبراً عن تقديره الكبير للقدرة على الحصول على معلومات دقيقة ومحدّثة عن الغرفة التي مكث فيها هنية في طهران. أمّا بشأن قضية التوقيت، فأضاف: “هناك توجّه يفترض أنه من الممكن، بل من الواجب، الانتظار حتى انتهاء المفاوضات واستكمال صفقة التبادل، بل كان في الإمكان الانتظار حتى انتهاء الحرب. “في رأيي، كان هناك اتفاق مبدئي، مفاده أنه يجب السعي لتصفية الصف الأول من قيادات “حماس” بأسره، في سياق الاستراتيجيا الهادفة إلى القضاء على التنظيم. لكن هذه الخطة كان ينبغي أن تكون للمدى الطويل”.

أمّا بالنسبة إلى مكان الاغتيال، فينقل برئيل عن المصدر الإسرائيلي قوله “إنها قضية سياسية من العيار الثقيل (…) ولقد وقع الاختيار على إيران، منطقياً، على الرغم من الخطر المتمثل في أن مثل هذا الاغتيال على أراضيها قد يؤدي إلى ردة فعل عسكرية عنيفة، تشبه الهجوم بالصواريخ والطائرات المسيّرة الذي نفّذته إيران ضد إسرائيل في نيسان/أبريل الماضي، بعد اغتيال الجنرال محمد رضا زاهدي، قائد فيلق القدس في سوريا ولبنان، في مبنى بجوار القنصلية الإيرانية في دمشق. يمكن الافتراض أن إسرائيل، نظراً إلى الرد المتوقع، كانت بحاجة إلى إحاطة الولايات المتحدة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى اغتيال فؤاد شُكر في بيروت، وهنية في إيران، لضمان تجنيد “الحزام الدفاعي” في وجه هجوم إيراني، على الرغم من أنه ليس من الواضح بعد كيف سترد إيران”.

ويعتبر الكاتب يسرائيل زيف في موقع القناة N12 أن الاغتيال المزدوج في بيروت وقلب طهران، والذي استهدف كلاً من فؤاد شُكر وإسماعيل هنية، “يُمثل نجاحاً استراتيجياً خارجاً عن المـألوف، شمل قدرات استخباراتية وتنفيذية، في إمكانها ترميم الردع الإسرائيلي بصورة جيدة، بعد الضربة القاسية التي لحقت به في السنة الأخيرة. الضربة المزدوجة رفعت درجة الاصطدام برأس الأخطبوط الإيراني”.

ويضيف “يجب نقل المعركة في الجنوب (غزة) إلى الساحة الشمالية (لبنان)، وفي الوقت عينه، عقد صفقة مخطوفين فوراً. ويجب إنهاء الحرب في غزة باتفاق على وقف إطلاق نار طويل الأمد من دون قرارات تتعلق بمستقبل غزة، والذهاب إلى الشمال بكل قوة من أجل الخروج من حرب الاستنزاف التي تخسر فيها إسرائيل منذ 10 أشهر”، ويختم بالقول “الحسم في الشمال يمكن أن يكون بالنار، لكن أيضاً من خلال الجاهزية البرية، وهذا يتطلب تحويل الحرب الحالية بصورة كاملة إلى حرب أُخرى أكثر تعقيداً. إذا ذهبنا إلى الحرب بكل جدية وتصميم وتطلعات محدودة، في تقديري، يمكننا التوصل إلى اتفاق 1701 جديد، وبشروطنا، وهذا هو القرار، ولا يوجد قرار غيره، وهو يتطلب شجاعة وزعامة حقيقية من أجل تنفيذه، ولا يمكن اتخاذه من دون “كابينيت” حرب حقيقي وكامل. ويجب إدخال (بيني) غانتس و(أفيغدور) ليبرمان إلى الحكومة، وسيكون الثمن تحديد موعد الانتخابات، لكن مع السياسات الصغيرة والتافهة ومحاولات استبدال (يؤاف) غالانت، لا توجد أيّ فرصة لتحقيق أيّ نصر، وبالتأكيد، لا يمكن تحقيق الحسم في الشمال”.

وكتبت دينا لسننسكي في “معاريف” أن اغتيال هنية في طهران من وجهة نظر إسرائيل “هو اغتيال استراتيجي يصيب عصفورين بصاروخ موجّه حراري واحد: استهداف قائد كبير جداً في “حماس”، وأيضاً رسالة واضحة لطهران – بأنها ليست في مأمن، وإذا استمرت في استضافة التنظيمات “الإرهابية”، فإنها أيضاً ستدفع ثمناً داخلياً. من المؤسف فقط أنه لم يكن من الممكن استغلال الفرصة من أجل اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة الذي كان في طبقة أُخرى من المبنى نفسه، بعد احتفالية تنصيب الرئيس الإيراني الجديد – مسعود بزشكيان.

وأردفت قائلة “يمكن التقدير، بحذر، أن الاغتيال سيجمّد المفاوضات وقتاً محدداً، لكن في المدى الطويل، يمكن أن يسمح بالتوصل إلى صفقة في ظروف أفضل. مثلاً، صفقة تتضمن إطلاق جميع المخطوفين، وليس جزءاً منهم. المؤسف أنه في الوضع الحالي، يمكن ألاّ يتمكن المخطوفون من الصمود في المدى البعيد. القرارات صعبة، والنتائج، كما هو متوقَّع، ستكون دراماتيكية”.

إقرأ على موقع 180  الدولة ووظائفها المُصادرة.. "فدرال بنك" نموذجاً!

وفي “هآرتس”، كتب عاموس هرئيل أن العمليتين “تدلان على مستوى عالٍ من التخطيط، ومن المعرفة الاستخباراتية، والقدرة التنفيذية، وهما ليستا موجهتين فقط إلى هذين التنظيمين، بل إلى مَن يدعمهما ويشغّلهما من وراء الكواليس، أي إيران”، وأضاف “من المحتمل أن نكون في مواجهة فصل جديد من التصعيد في الحرب، مع احتمالات مواجهة إقليمية واسعة النطاق. من الصعب على إيران عدم الرد على العملية التي وقعت في أراضيها. من ناحية أُخرى، حتى الآن، يبدو أن إيران، أو حزب الله، يحاولان إبقاء الحرب مع إسرائيل تحت عتبة الحرب الشاملة”.

(*) المصدر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية.

Print Friendly, PDF & Email
Avatar

Download WordPress Themes Free
Download WordPress Themes Free
Download Premium WordPress Themes Free
Free Download WordPress Themes
download udemy paid course for free
إقرأ على موقع 180  في غزة.. لا الأرض ترحم ولا السماء!