الإبراهيمية البرّاقة.. والأهداف الماكرة

مع بدء العد العكسي لدخول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، في العشرين من كانون الثاني/يناير المقبل، إلى البيت الأبيض، من المنتظر أن يعود مصطلح الاتفاقات الابراهيمية إلى التداول السياسي والإعلامي، ربطاً بمسار سياسي إبراهيمي دشّنه ترامب في ولايته الأولى، وتحديداً في صيف العام 2020.

تعتبر الديانة الإبراهيمية نسبة إلى نبي الله إبراهيم أن إبراهيم هو جذر الأنبياء والديانات الإسلامية والمسيحية واليهودية، باعتبار أن هذه الأديان الثلاثة مؤمنة به وتعترف بمكانته الكبيرة فيكون هو المرجعية لحل الخلافات وركيزة القيم الروحية والأخلاقية المشتركة بين هذه الديانات.

ومنذ القرن التاسع عشر نشر مصطلح ميثاق إبراهيم، الذي يجمع بين المؤمنين قبل أن يتحول في القرن العشرين إلى حقل دراسات مستقلة للديانات الإبراهيمية، وطبعاً المقصود فيها اليهودية والمسيحية والإسلام وقبل أن تصدر تفرعاته عن مؤسسات أهلية ثقافية وسياحية في الغرب تتحدث عن الأخوة الإبراهيمية العابرة للديانات والشعوب والبلدان، إلى أن انطلقت في العام 2004 رسمياً في جامعة هارفرد «مبادرة مسار الحج الإبراهيمي» بدعم من مشروع التفاوض الدولي في كلية الحقوق في جامعة هارفرد وبمشاركة عالمية لباحثين ورجال دين وأعمال وخبراء في السياحة البيئية وآخرين. وهدف المبادرة المعلن هو افتتاح مسار سيراً على الأقدام يسلك مواقع ثقافية ودينية وسياحية يتتبع خطا النبي إبراهيم منذ أكثر من أربعة آلاف عام، ويبدأ المسار من مدينة أور العراقية مروراً بإيران وسوريا وصولاً إلى مدينة الخليل الفلسطينية حيث يعتقد أن قبر النبي إبراهيم الخليل هناك.

ولد إبراهيم في أور في أرض بابل، وهي أرض الكلدانيين كما ذكر مؤرخو الإسلام. وهناك أكثر من رواية على موقع مولد إبراهيم فمنهم من يقول بولادته في أورفه بجنوب تركيا ومنهم من يقول إنه وُلد في دمشق جنوب سوريا. وقد اتخذ المسار الإبراهيمي شكلاً من أشكال السياحة الثقافية، إذ يقتفي أثر إبراهيم على حدود العراق 112 كلم داخل سوريا و115 كلم إلى مصر عبر الطريق الداخلي ثم العودة إلى كنعان فلسطين، وهو يمر في عشر دول في المنطقة أبرزها العراق وسوريا وفلسطين ولبنان والأردن ومصر واليمن.

والمعلن أن هذا الطريق قد يُشكل فارقاً في السياحة العالمية، يسعى المغامرون الدوليون إلى رحلات ذات مغزى، على أن تكون تجاربهم فريدة ومميزة، لا تنطوي على الرفاهية والراحة التقليدية، انما السعي إلى معايير أخلاقية ومسؤولية اجتماعية لا أن يكونوا مجرد سياح، بل كمساهمين في أفكار ولقاءات وطرق سفر جديدة، فاستكشاف القرى والبلدات الصغيرة برحلات ذات أهداف يسعون إليها.

والمعلن أيضاً أن مسار إبراهيم، هو أيضاً وسيلة مبتكرة لخلق فرص عمل في المجتمعات الريفية الفقيرة والوصول إلى الفئات المهمشة غالباً مثل النساء والشباب، وبالتالي الحد من الفقر وتعزيز الرخاء المشترك، وعلى طول مسار إبراهيم تلعب النساء دور المضيفات الرئيسيات، حيث يقمن بإدارة وتجهيز أماكن الإقامة والطعام من دون الحاجة إلى مغادرة منازلهن، وهو أمر مهم في الأسر الريفية التقليدية، وتساعد المنظمات المحلية في تعزيز بيع منتجات الحرف اليدوية النسائية المحلية، للذين يمرون عبر قراهم أو يقيمون فيها، أما الشباب، فإنهم يصقلون مهارات اللغة الأجنبية مع السياح، ويحصلون على دفعة مبكرة في حياتهم المهنية، ويعملون كمرشدين لأولئك الذين يمرون.

هذا المشروع له أدوات تنفيذية على الأرض وله قادة روحانيون ورجال دين وليس أي رجل دين، وله مريدون، وهنا يكمن الترويج للصوفية الجديدة، وهناك منظمات اسمها الصوفية العالمية، وليس الصوفية الإسلامية التي نعرفها وانما صوفية عالمية. وكل هذا ضمن الشبكات التي صنعتها وزارة الخارجية الأمريكية، والتي تعمل على قاعدة وجود منظمات تدريبية لا تؤمن بأي دين، والمهم أن تؤمن بالفكرة..

الديانة الإبراهيمية

نحن أمام تصورين للديانة الإبراهيمية:

الأول؛ يتمثل في الدعوة إلى الوَحدة أو التقريب أو التوفيقِ بين اليهودية والنصرانيةِ والإسلام، وإسقاط الفوارق الجوهرية في ما بينها، والالتقاء على القواسم المشتركة فيها، والاعترافِ بصحتها جميعا، تحت مظلة الانتساب إلى سيدنا إبراهيم، من دون الحاجةِ إلى أن يتخلى المنتسبون لأي من هذه الأديان عن دينهم الخاص بهم، وانطلاقا من هذا تقام مجمعات روحية للأديان الثلاثة، تضم دور العبادة الخاصة بالمسلمين والنصارى واليهود. إن الأمر تجاوز إقامة مجمعٍ يضم معابد للأديان الثلاثةِ في مكانٍ واحد، ثم تبع ذلك فكرة إقامة صلاة مشتركة تجمع اليهود والنصارى والمسلمين، وتقال “الصلاة الإبراهيمية”، أو “صلاة أبناء إبراهيم”، ففي شهر اذار/مارس 2021، وفي زيارته إلى العراق، أقام بابا الفاتيكان فرنسيس في مدينة أور التاريخية، صلاة موحدة للأديان الابراهيميةِ الثلاثة.

الثاني؛ يتمثل في الدعوة إلى توحيد الأديان ودمجِها في دين عالمي جديد، وهو ما يزعمونه: الدين الإبراهيمي الواحد، وما أسموها القيم المشتركة بين الأديان الإبراهيمية. إذاً الإقرار بوجود ثلاثة أديان إبراهيمية، وكلها صحيحة، وتدعو إلى الوحدة بينها، على أساس ما هو مشترك بينها، ومن ثم الغاء الوجود الفعلي للأديان، وتكون عناصره ومكوناته مستمدة منها، وتدعو إلى كتابة دين جديد واحد للعالم.

الدبلوماسية الروحية!

برز مصطلح الدبلوماسية الروحية، الذي تبناه الغرب وأمريكا، منذ مطلع هذه الألفية من خلال مراكز متخصصة وأساسه المعلن هو قيام دين إبراهيمي عالمي واحد على تحقيق السلامِ العالمي، وحل النزاعات، وتحقيق التنمية المستدامة، عبر مكافحة الفقر ومسبباته، والاضطلاعِ بخدمات ومشروعات تنموية تكرس الولاء للفكر الجديد، لكن غرضها الحقيقي غير المعلن، هو تزييف التاريخ، وتغيير الواقع، لمصلحة المخططات الأمريكية والغربية.

وتقف وراء مشروع الديانة الإبراهيمية الجديدة مراكز بحثية ضخمة وغامضة، انتشرت مؤخرا في العالم، وأطلقت على نفسها اسم “مراكز الدبلوماسية الروحية”، حيث يعمل على تمويلها كلٌ من الاتحاد الأوروبي، صندوق النقد الدولي، البنك الدولي، والولايات المتحدة الأمريكية.

تجدر الإشارة إلى أن الهمس السياسي الإبراهيمي انطلق في العام 1990، أي الدعوة إلى توحيد الأديانِ الثلاثة وصهرِها في دين عالمي جديد، ليبدأ بعد ذلك التخطيط لهذا المشروع وتنفيذه عام 2000، ومن ثم مأسسته في وزارة الخارجية الأمريكية عام 2013.

مصطلح الإبراهيمية؟

يتسم هذا المصطلح البرّاق بالإغراء الكامن في استغلال الاسم النبوي الكريم، ورمزية ومكانة أبي الأنبياء، والخداعِ المتسترِ بالحديث عن المشترك الإبراهيمي، الذي يوارِي حقيقة المشروعات والتوجهات الخطيرة، فغدا عنواناً ظاهره رحمة، وباطنه مختلف. لذا، تعدّدت التسميات والمصطلحات والمشروعات وبقي الهدف واحداً يحمل مخططات ظالمة مهلكة، وجميعها لها دور في ترويج الدعوة ودعمها بشكل واضح، من خلال الأنشطة والطرق والمؤسسات الكثيرة، منذ أوائل القرن العشرين، وقد تم عقد العديد من المؤتمرات بدعوى التقريب بين الإسلام والمسيحية، بتمويل من المنظمات في أمريكا وأوروبا، وبمشاركة طيف من الخبراء من جنسيات عدة. كانت وظيفة هذا المؤسسات والمؤتمرات الترويج لفكرة أن أغلب شعوب المنطقة لا يخلو بيت من بيوتها تقريباً من تسمية لاسم إبراهيم في كل الأديان الموجودة هناك، واستناداً لتلك الأبحاث وجدوا أنه يمكن ايجاد دولة ابراهيمية وهذه الدولة يحمل أبناءها جواز سفر ابراهيمي وجيش ابراهيمي ودستورها عبارة عن مجموع قيم مشتركة بين الاسلام والمسيحية واليهودية، وتسمى باسم: الولايات المتحدة الابراهيمية، وتتضمن كل الدول العربية إضافة إلى تركيا وإيران وإسرائيل والمقصود بإسرائيل هنا إسرائيل الكبرى، وهي سوريا ما عدا الجزء الشمالي الشرقي، ولبنان وفلسطين والأردن وجزء من مصر وجزء من الخليج واليمن والأخطر أنه لن يكون هناك دول وانما عبارة عن ولايات والبحث الذي تم في جامعة هارفرد شدّد على أن أراضي هذه الفيدرالية سيكون لها طابع سياحي دولي ديني تاريخي ولا ملكية لأي من هذه الدول على أراضيها، فهي ملكية عالمية دينية سياحية تاريخية، أي بمعنى آخر وربما أخطر أنه لا وجود للحدود السياسية، وهذا ما ردّده جاريد كوشنر (صهر ترامب) في 28 شباط/فبراير 2019 في سياق الترويج لما تُسمى “صفقة القرن” حين قال إن هدف “صفقة القرن” هو “إزالة الحدود السياسية”.

إقرأ على موقع 180  حتى الإنسان فينا.. لم يعد موجوداً

بهذا المعنى، تتولى مراكز التفكير الأمريكية، وهي المصنع السياسي لأمريكا، إعادة كتابة التاريخ، عبر جلسات وحوارات ولقاءات تتكلم عن الحضارات والأديان والى كل ما له صلة بذلك، والهدف هو قبول إسرائيل ووجودها كواقع طبيعي في المنطقة ضمن رؤية الحدود المفتوحة.

إن مصطلحِ الإبراهيمية يعكس معان جميلة وبرّاقة، مثل التعايش والسلام، ولكن استعمال تلك المعاني التي لا تتعارض مع الإسلام والمسيحية في الجوهر، هو ستار للحقيقة المتمثلة بتمزيق مكوِنات وروابط الهوية الوطنية لدول المنطقة، وبالتالي تيسير السيطرة عليها والتحكم بها وبشعوبِها، وتنطوي المخاطر السياسية على توجهات خطرة، على أساس الدين وإدخاله في السياسة، والتوسل به لحل قضايا الصراع في المنطقة، باختلاق دينٍ جديد، ومصطلحات مثل الدين الإبراهيمي، الفيدرالية الإبراهيمية، المسار الإبراهيمي، السلام الإبراهيمي، الدين العام العالمي، الولايات المتحدة الإبراهيمية، القدس المدينة الإبراهيمية، والدبلوماسية الروحية.

لقد أصبحنا نرى بعض الدول العربية تجاهر بتبني الإبراهيمية، وتُسخّر الكثير من الأموال، وتحشد الجهود البشرية والإعلامية، وتقيم الفعاليات للترويج للإبراهيمية وتكريسها في أرض الواقع، لا سيما تلك الدول التي قامت بالتطبيع مع اسرائيل، وفي مقدمتها الإمارات العربية المتحدة، التي تبذل في هذا الأمر جهودا جبارة، مادية ومعنوية، وتستجلب عدداً غير قليل من العلماء والدعاة، وتغريهم بالانخراط في نشر وتثبيت الدعوة إلى الإبراهيمية، وتجنيدهم لخدمة هذا المشروع الخطير.

فلسطين هي الهدف

إن ما تشهده المنطقة منذ سنوات ليس إلا تنفيذاً لهذا المخطط عبر اختلاق دين جديد، ينتسب إلى أبي الأنبياء إبراهيم، فتكون وظيفة الإبراهيمية وما يتفرع منها، إخراج الصراعَ من كونه احتلالاً واغتصاباً بالقوة، إلى كونه نزاعاً بين أبناء العائلة الواحدة، أي العائلة الإبراهيمية، فتصرف المسلمين عن الجهاد المشروع، وتقضي على أي توجه لإعداد العدة اللازمة لاسترداد الأرض الإسلامية، ويؤول الأمر إلى التفريط في المقدسات الإسلامية.

إننا أمام صورة ماكرة من صور القوة الناعمة التي تقوم على تحقيق الأهداف عن طريق نشر الأفكار وتهيئة البيئة، فكرياً ونفسياً، لأجل الوصول إلى ما يمكن الوصول إليه بلا استخدام القوة الخشنة.

إن مضمون مصطلح الإبراهيمية مناقضٌ للنصوص الإسلامية والمسيحية، وفيه استغلال للاسم النبوي الكريم، ورمزيته ومكانته، والحديث عن المشترك الإبراهيمي مخادع، ويخفي حقيقة المشروعات والتوجهات الخطيرة لعنوان ظاهِره يلمع بالرحمة، وباطنه يطفح بالتوحش الذي تمثله إسرائيل. إنها وسيلة ماكرة لتحقيق مصالح أمريكا والغرب على حساب المصالح والحقوق المشروعة لشعوب المنطقة، ولضمان أمن وتفوق حلفائهم، وإسدال الستار على قضية فلسطين، وإتمام غرس وتثبيت وتغليف هذا الوجود للمحتل بغلاف ديني.

قالوا

-يقول وليم أوري، المدير التنفيذي لجامعة هارفرد: “الهدف من هذا المسار (الإبراهيمي)، هو أن لا تشعر شعوب المنطقة بملكية المقدسات، ولا بوجود مدن مقدسة، ولا بملكية الحدود، أي أن يكون الولاء للفكرة فقط”.

-أثناء التوقيع على اتفاق كامب ديفيد، في العام 1978، قال الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر: “دعونا نترك الحرب جانباً، دعونا الآن نكافئ كل أبناء إبراهيم المتعطشين إلى اتفاق سلام شامل في الشرق الأوسط”.

-اثناء توقيع اتفاقيات أوسلو في العام 1993 بين ياسر عرفات وإسحاق رابين في البيت الأبيض، قال الرئيس الأمريكي بيل كلينتون: “لأجل هؤلاء يجب أن نحقق نبوءة إشعيا بأن صرخة العنف لن تسمع في أرضكم، ولن تصنع الدمار والخرابَ داخل حدودكم. إن أبناء إبراهيم، أي نسل إسحاق وإسماعيل، انخرطوا معاً في رحلة جريئة، واليوم مع بعضنا بكل قلوبنا وأرواحنا، نقدم لهم السلام”.

-أثناء التوقيع على اتفاقية التطبيع بين إسرائيل والأردن في العام 1994، قال الملك الأردني حسين: “سوف نتذكر هذا اليومَ طيلة حياتنا لأجل أجيال المستقبل من الأردنيين والإسرائيليين والعرب والفلسطينيين، كل أبناء إبراهيم”.

-عندما تدهورت العلاقات بين الملك حسين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في العام 1997، كتب له ملك الأردن رسالة جاء فيها أن أسوأ حقيقة جعلتني أَحزن هي أنني لا أجدك إلى جانبي في العمل لتحقيق إرادة الله للمصالحة النهائية، لكل نسل أبناء إبراهيم.

-تبنى الرئيس المصري أنور السادات الإبراهيمية، وكان يُردّدها في أحاديثه، ويتكلم عن أُخوة العرب واليهود لأنهم أبناء إبراهيم، ويدعو إلى ضرورة الصلح بينهم، وقرر إنشاء مجمعٍ للأديان لهذه الغاية في سيناء.

المصادر والمراجع:

  1. الدبلوماسية الروحية: مسار جديد ومخاطر كامنة وسياسات بديلة لصانع القرار، د. هبة جمال الدين، مجلة مستقبل التربية العربية، منشور في موقع “الوطن” السوري الإلكتروني.
  2. ما وراء “اتفاقية إبراهيم”.. أرقام ومواقف وبيانات، تقرير منشور بموقع “آر تي” العربية بتاريخ 14 آب/أغسطس2020‏.
  3. الإبراهيمية الجديدة، وخدعة التسامح، د. نعيمة عبد الجواد، موقع ميدل إيست.
  4. “الترويج للديانة “الإبراهيمية” في زمن التطبيع.. ما وراءه؟ بسام ناصر، والكلام للكاتب اليمنيّ “عبد الله القيسي”، موقع عربي 21.
  5. الإبراهيمية بين التعايش والسيطرة، هاني رمضان طالب.
  6. 8 أسئلة تشرح لك ما هي «صفقة القرن» ؟ تقرير موثَّق منشور بموقع ساسة بوست، بعنوان “الفكرة الإبراهيمية: من التطبيع إلى التهويد”. راغدة عسيران.
  7. مشروع “الولايات المتحدة الإبراهيمية”، أليف صباغ، منشور بموقع الميادين نت، بتاريخ 25 أيلول/سبتمبر 2020.
Print Friendly, PDF & Email
إنعام إبراهيم نيوف

كاتبة سورية

Download WordPress Themes Free
Premium WordPress Themes Download
Download WordPress Themes
Download WordPress Themes Free
online free course
إقرأ على موقع 180  الصين ترد على أمريكا في الكاريبي.. كوبا أزمة مُجدداً!