

قبل عدة أيام، أرسل لي عمي صورة التقطها في الجنوب تُظهر قطعتين من الأيقونات قمت بصنعهما خلال دراستي الجامعية، وهما تعنيان لي الكثير، كانتا مدفونتين تحت الأنقاض مع أحد دفاتري.
بكيتُ، لكنني ابتسمت في الوقت ذاته. إنه كنز صغير، روح ما تجدها بعد فقدان كل شيء. هذا هو منزلنا في الخيام – جنوب لبنان، قرية الصمود. مكانٌ مليء بالحب والضحك والذكريات، والأهم من ذلك، الهوية. مسقط رأسي له مكانة خاصة في قلبي؛ إنه جزء مني.

هذه المرة، يبدو الأمر مختلفاً. هذه المرة فقدنا المنزل الذي بنته عائلتنا – منزل الأحلام لجدنا. كان محظوظًا لأنه قضى سنواته الأخيرة فيه. كان المكان الذي زرع فيه أكثر الأشجار ثمارًا، وكان هو المكان الذي ودعناه فيه عندما فقدناه في العام 2011.
وعدني عمي بالعودة إلى الموقع، ومواصلة بحثه عبر الأنقاض أملاً بالعثور على المزيد من مقتنياتنا. هو الوحيد الذي يفهم ألمي حقًا
هذا المنزل يحمل العديد من الذكريات لكل فرد في عائلتنا. قبل أن يذهب عمي للتحقق، فيجده مجرد أنقاض. قال لي: “خسارتك هي الأكبر هذه المرة”. وكان محقًا. عندما انتقلت إلى الدوحة في 2022، قررت أن أنقل جميع مقتنياتي إلى منزلي في الخيام – الكتب التي جمعتها من جميع أنحاء العالم، والأشياء التي ورثتها عن والدي وعمي، والأثاث، وأدوات الفن، والمواد، ومكتبي، والأهم من ذلك، جميع أعمالي الفنية، من اللوحات إلى الفسيفساء، إلى النحت والتركيبات. كل شيء كنت قد بذلت جهدًا كبيرًا في الحفاظ عليه دُمّر تحت الأنقاض.
بعد تلقي تلك الصورة، وعدني عمي بالعودة إلى الموقع، ومواصلة بحثه عبر الأنقاض أملاً بالعثور على المزيد من مقتنياتنا. هو الوحيد الذي يفهم ألمي حقًا. نحن نتشارك نفس المهنة ونفس الارتباط العميق بمقتنياتنا، والأهم من ذلك، بالذكريات التي نحملها ونتشاركها.