ثلاثة استثناءات درامية مصرية.. حققت السهل الممتنع

أبدأ بالإقرار أنني لست من عشاق الدراما التلفزيونية المصرية، فأنا ممن خذلتهم أقلام المؤلفين وكاميرات المخرجين وخفة الممثلين/ات، فقررت هجرها نحو دراما لا تنطق بالعربية. ولكن، لا يمر عام إلا وأضعف أمام قراري هذا بدليل أنني اخترت مشاهدة ما لفت نظري بشدة من عمل تلفزيوني لاختبره منذ أولى حلقاته، إن كان يستحق بالفعل أم أستمر في التجاهل؟

أعترف أيضاً، أنني من هواة مشاهدة الأفلام أكثر بكثير من مشاهدة مسلسلات الدراما حتى الأجنبية منها. لكن ذلك لم يمنعني في السنوات الأخيرة، من متابعة جميع أجزاء مسلسل لعبة العروش Game of Thrones، وكذلك مسلسل Breaking Bad، أو المسلسل البريطاني المجنون Good Omens، وصولاً إلى آخر مشاهداتي المسلسلة لحلقات مسلسل The Peripheral على سبيل المثال.

في السنوات الأخيرة، وقع اختياري على ثلاث مسلسلات مصرية أنتجت في سنوات مختلفة، أبهرتني بالفعل، وأجبرتني على إكمال مشاهدة جميع حلقاتها، بل والكتابة النقدية عنها في بعض الأحيان. وأركز في مقالتي هذه على هذه الأعمال الثلاثة، بعرض مختصر لها من أقلها تفضيلاً إلى الأفضل بينها برأيي النقدي، لأنني اعتبرتها بالفعل أعمالاً فنية تمثل نموذج العرض المثالي، على أن المعادلة ليست صعبة، وممكنة التحقيق، شرط وضع مجهود دؤوب يبدأ من قلم الكتابة، إلى الرغبة في تنفيذ الفكرة درامياً على الشاشة بشكل مقنع ومبهر، واختيار المنصة أو الموسم المناسب لعرض العمل.

العامل المشترك في الأعمال الثلاثة، برغم اختلافها الكلي عن بعضها البعض، يتصل بقوة الفكرة، رشاقة قلم المؤلف، والدأب على التنفيذ الإنتاجي، فكان أن تحققت معادلة السهل-الممتنع الدرامية.

لنستغل فرصة حلول موسم الدراما الرمضانية السنوي، لنعرض لتجارب وأسماء مصرية، كانت تستحق أكثر مما حصلت عليه من تقدير واهتمام. وما سأعرضه هنا لا يتضمن حرق Spoilers لأحداث أي من الأعمال الثلاثة، لأن الغرض هو الدعوة إلى مشاهدتها وليس سرد أحداثها. لنبدأ العرض:

مسلسل جزيرة غمام

مسلسل جزيرة غمام

تم عرض مسلسل جزيرة غمام على شبكة شاهد Shahid في الموسم الرمضاني لعام 2022، الحافل كما هو الحال كل عام، بالعشرات من الإنتاجات الدرامية التي يجلس عشاقها لمتابعتها كلها إن أمكن، بتفاعل ينافس تفاعلهم مع أول رشفة ماء تكسر الصيام بعد أن “يضرب المدفع”. دراما رائعة، غارقة في مصريتها، نبعت من قلم مؤلف قادر على تحقيق معادلة السهل الممتنع، حتى وإن جاءت عن طريق رمزية الحوار وبعض الخيال المزروع وسط قصة عن واقعنا. المؤلف عبد الرحيم كمال أثبت قدرته على الكتابة الدرامية لسنوات قبل كتابته مسلسل جزيرة غمام، وكان أبرز ما كتبه قلمه مسلسلات مثل شباب أونلاين (2002-2003)، وأشهرها مسلسل ونوس (2016)، من بطولة العبقري يحيى الفخراني.

لكن قلم عبد الرحيم كمال وصل إلى أعلى إبداعاته في رأيي حين وصل جزيرة غمام. تدور أحداث العمل بمصر في حقبة بدايات القرن العشرين، في آخر عهد الخديوي عباس حلمي الثاني. المسلسل والحبكة الدرامية تدور في قرية صعيدية اسمها “جزيرة غمام” برغم عدم إحاطة مياه البحر الأحمر بها من جميع الجهات، ولكنها تسمية كانت معتادة تطلق على القرى المطلة على شاطىء البحر الأحمر. تحمل قصة وسيناريو المسلسل صراعات بين شخصيات يمثل كل منها رمزاً لعناصر المجتمع وتداخلاته، وبين الجميع شخصية “عرفات” بحضورها المُعبّر.

مسلسل بقصة مصرية تبدو بسيطة، تُعرض بشكل رمزي، بقلم رشيق يسرد برقة بالغة قصة للصراع ما بين التطرف والاعتدال، بشخوص مستقاة من الواقع المصري وما وفد عليه عبر القرون، أداها ممثلون يجب أن يعطوا التقدير الواجب، على رأسهم الممثل طارق لطفي، الذي أدى دور العمر في جزيرة غمام تحت إسم “خلدون”، فضلاً عن الاكتشاف الفني المتمثل في الفنان أحمد أمين، الذي كما أضحك الجميع بظرفه وخفة دمه في البرامج والأدوار الكوميدية الخفيفة، فاجأنا جميعاً بقدراته على شاشة الأعمال غير الكوميدية، في عملين من أصل ثلاثة اخترتهم للعرض في هذه المقالة.

تجربة استثنائية تستحق المشاهدة والتحية، ومسلسل يستحق ما حصد من جوائز وتقدير نقدي، لأنه حقّق ببساطة شديدة معادلة السهل-الممتنع الدرامية.

مسلسل ما وراء الطبيعة

ما وراء الطبيعة

بعد جرعة واقعية مطعمة ببعض الشطحات الخيالية في العمل السابق، يأتي الدور على مسلسل مقتبس من سلسة “روايات مصرية للجيب” الشهيرة خاصة بين جيل التسعينيات، التي كان وراء إصدارها “الشركة العربية للطبع والنشر والتوزيع”. أبدعت من خلالها أقلام روائية رائعة مثل الراحل د. نبيل فاروق صاحب روائع الأدب البوليسي والخيال العلمي على رأسها “رجل المستحيل” وبطلها الشهير أدهم صبري (جيمس بوند المصري)، وكذا شخصية “محمود نور الدين” بطل روايات “ملف المستقبل”. سلسلتان روائيتان صدر من كل منهما 160 عدداً مختلفاً. وكذلك المؤلف خالد الصفتي الذي أثرى طفولة جيل الثمانينيات والتسعينيات، بسلاسل قصص ومجلات الأطفال، أشهرها سلسلة “فلاش“. ومجلات أطفال عربية مثل “سعد”، و”صندوق الدنيا” وأشهرها على الإطلاق مجلة “سمير”. كُتّاب كرّسوا مواهبهم لذوي الأعمار الصغيرة، بسلاسل روائية فنية، وضعت صفحات كتب روائية بين أصابع مراهقين وشباب مصريين، وشجعتهم على القراءة وفتّحت زهور الخيال في عقولهم. من بين هؤلاء الكتاب المصريين المستنيرين، مؤلف قصة مسلسل ما وراء الطبيعة، وهو الراحل الرائع الملقب بالعراب، د. أحمد خالد توفيق.

روايات مصرية للجيب

طبيب مصري أحب الكتابة فأحبته وأحب القرّاء قلمه، دون أن يتحول أي من أعماله الروائية إلى عمل درامي تلفزيوني أو سينمائي. وبشغفه للكتابة، أصدر تراجم لأعمال روائية عالمية تحت مسمى سلسة “أعمال عالمية للجيب”. أشهر أعماله مؤخراً التي اكتسبت شعبية هائلة في أوساط القراء المصريين، هي رواية “يوتوبيا”. لكن أشهر إبداعاته على الإطلاق، هي سلسلة “ما وراء الطبيعة”. روايات مصرية لا تزال في الجيب بحجمها النصفي الصغير، وتأثيرها الكبير في عقول المراهقين والشباب في مصر. وبعد تندم وتندر طال أمده من محبي مثل هذه الروايات العالقة بالذهن، والتقريع في صيغة السؤال اللاذع باللهجة المصرية وهو: “إحنا ليه ما بنحولش الروايات الجامدة دي لأفلام ولا مسلسلات، مش فاهم أنا؟!”

فجاءت الإجابة على هذا السؤال طويل الأمد، على يد من قرروا تحويل بعض أعداد من سلسلة ما وراء الطبيعة إلى مسلسل تلفزيوني بنفس الاسم Paranormal، تم عرضه عام 2020 على شبكة “نتفليكس”، التي اشتركت في إنتاج المسلسل صحبة المنتج المصري محمد حفظي، الذي قاربت إنتاجاته للأعمال الدرامية المتنوعة الأفكار والتصنيفات الرقم 50. لكن اتخاذ حفظي لخطوة إصدار أول إنتاج مصري لشبكة “نتفليكس”، وأول تحويل درامي لسلسلة من سلاسل روايات مصرية للجيب، يعد في حد ذاته، خطوة فنية رائعة. خاصة حين تم اختيار المخرج المصري المبدع عمرو سلامة لكي يُصوّر لنا خيال الأساطير الشعبية التي سطّرها قلم أحمد خالد توفيق، في سياق ممتع، نقله سلامة إلى الشاشة ببراعة بصرية ملحوظة.

مع استثناء بعض المشاهد التي نفذت بطريقة CGI الجرافيكس، التي ربما عاب البعض عليها ضعفها البصري في حلقة أو حلقتين من المسلسل، لكن لا شك في أن عملية نقل شخصية “رفعت إسماعيل” بطل الرواية إلى الشاشة تمت بنجاح باهر. خاصة أن اختيار بطل المسلسل كان جريئاً بالفعل، باختيار الممثل أحمد أمين لتجسيد هذا الدور الثقيل.

تميز المسلسل بكفاءة نقل الحوارات بين الشخصيات ومناجاة رفعت إسماعيل لنفسه، التي تعد سمة أساسية للروايات. وكان أداء أحمد أمين مفاجأة لكل من لم يتوقع منه إلا ما شاهده منه من أعمال اللايت الكوميدي التي نجح في تقديم نفسه من خلالها. فالدور لا ضحك فيه، بل يقوم أمين بتجسيد شخصية غامضة ومعقدة، استخدمها المؤلف للسير بنا وسط الروايات الشعبية، ما بين الرعب والأساطير، الكوابيس وبيوت الأشباح، الجاثوم وغيلان صحارى الطوارق، بشكل سلس وتركيز عالٍ. فكان نتاج الجمع بين قلم متمكن، منتج جريء الفكر، ومخرج يحب إبداعه لدرجة استعداده للمرض من أجله كما هو معروف عن عمرو سلامة. وكذلك أداء متميز لفنان مصري ما يزال لديه الكثير ليقدمه بعيداً عن الدراما الكوميدية. فعلاً هو عمل فني بإمتياز حقّق معادلة السهل الممتنع على شاشة “نتفليكس”.

إقرأ على موقع 180   وحيد سيف.. ضاحك في مضيق "المؤسسة"

مسلسل النهاية

مسلسل النهاية

هذا المسلسل الذي عرض عام 2020، في رأيي، هو أفضل ما عرض على شاشات الدراما المصرية عبر كل العصور. نعم، أنا أعني ما قلت. لكن لا يعني ذلك أنك حين تشاهد العمل، عليك أن تمتنع عن مشاهدة أي شيء آخر، أو أن ينكر أحد عليك حق عدم الإعجاب بالقصة أو أداء بعض أبطاله، أو حتى عدم الاقتناع برأيي في المطلق.

لكن بتجريد نفسك كمشاهد من تحيزات الذوق الفني والتفضيلات الدرامية النوعية والتوقعات المبالغ بها، لا يمكن لمنصف إنكار أن الطريقة التي كتب بها مثل هذا العمل المعقد، وما تم تنفيذه من جرافيكس بصرية وديكورات باهظة التكاليف في معظم مشاهد المسلسل، بل وما تم اختياره من ألفاظ ومصطلحات خاصة كتابياً لعرض أفكار المسلسل المستقبلية، مع ربط أحداثه الخيالية، بمحاولة تفسير ما سيحدث للعالم في “النهاية”، التي توقعها المسلسل في عام 2120، كانت ذات مستوى عالمي لا يقل عن أي مسلسل من إنتاج دول أخرى ننبهر بإنتاجاتها لمجرد أنها ناطقة بلغة أجنبية.

مسلسل يتوقع نهاية “مرحلية” للعالم، نبحر في توقعاته المستقبلية وأجوائه التكنولوجية في إطار الخيال العلمي Sci-fi، منقادين وراء شخصية مزدوجة أحدها بشري والآخر “روبوت” كلاهما اسمه “زين”. يعرض لنا المسلسل بتشابكات رسمها قلم الكاتب بدأب ملحوظ، قصة العالم بعد زوال إسرائيل وتفكك الولايات المتحدة الأمريكية، بعد وقوع “حرب تحرير القدس”. وكيف وصل حال الكوكب إلى الانهيار والفوضى، على أيدي شركات كبرى تتحكم بمصير وقوت الشعوب، وتحول طريقة الدفع من النقود إلى مكعبات طاقة، تشحن برصيد نقاط، يتم صرفها لكل شخص حسب ما يقدمه من عمل شبه استعبادي لذات هذه الشركات الاحتكارية الموحدة. وما بين عالم متردٍ، وظهور مستعمرة “التكتل”، وحلم الذهاب إلى “الواحة” التي يعيش بها عِلية القوم، نكتشف جميعاً في هذا المستقبل، وفي بعض الحلقات بالعودة إلى الماضي، كيف تحول مصير العالم إلى هذا المآل، وما مر به من قبل من سطوة الروبوتات، التي سيطرت ثم انقلب البشر عليها ودمروها في حرب إبادة شاملة، ولم يتبق منها إلا إثنين. أحدهما نسخة المهندس “زين” الروبوتية التي تريد الانتقام لما فعله البشر في أسلافه الروبوتيين، والثاني هو الدور الذي أداه الفنان عمرو عبد الجليل بتلقائية، وهو “الريس عزيز”، الروبوت المُعمِّر الذي يخفي حقيقته غير البشرية، ويتعاطف مع البشر، فيحاول منع زين الروبوت من تدمير البشر واستعادة سطوة الروبوتات.

وبينما تدور الأحداث ما بين الواحة والعالم الديستوبي خارجها، في سياق أورويلي Orwellian، تحولت فيه الشركات إلى “الحكومة” الحقيقية بوضوح، يظهر تدريجياً المخطط الحقيقي وراء فكرة صنع مجتمع الواحة، الذي يُقدَّم لمن يتم استدعاؤهم للعيش بها، على أنه حلم تخليض البشر من الفوضى، ولكنه في الحقيقة، مخطط ماسوني يريد الخلاص من الحياة على الكوكب والقضاء على كل من فيه.

عرضت القصة، مع مراعاة عدم الحرق الكامل للأحداث، بغرض التشويق وعرض مدى الدأب والإبداع الفكري غير المعتاد من الدراما المصرية، التلفزيونية أو السينمائية، التي تم التصميم على تقديمها في هذا المسلسل الأروع.

الآن نعطي التقدير اللازم لمن وقفوا وراء ظهور هذا العمل الهام. فبطل العمل هو الفنان يوسف الشريف، كما أنه صاحب فكرة قصة العمل نفسها، التي أوكل بتأليفها وكتابة السيناريو والحوار لها، إلى المؤلف المصري “عمرو سمير عاطف“، الذي ساهم قلمه في إنتاجات متنوعة، بين عالم الست كوم أشهرها مسلسلات “تامر وشوقية” و”راجل وست ستات”. وعالم السينما الذي كتب فيه سيناريو فيلم “ولاد العم” عن الصراع العربي الإسرائيلي، وحتى مسلسلات الكارتون التي أحبها الكبار قبل الصغار وأشهرها مسلسل “بكار”. كما صاحب قلمه المتمكن، معظم أعمال الفنان يوسف الشريف التلفزيونية من مسلسل “الصياد”، مروراً بـ”كفر دلهاب”، وصولاً لمسلسل “النهاية”، الذي نتمنى ألا يكون نهاية إبداع مثل هذه الأقلام التي تبعث الأمل، وتستعيد ثقة المشاهد في مواهب بلادنا.

لكن هذا القلم الرائع، يثبت مرة أخرى، عدم وجود نقص في المواهب المصرية بمجال الكتابة الروائية والتأليف. بل إن النقص يبدو أنه نقص تمويل ونقص جرأة، تضاهي جرأة محمد حفظي، عمرو سلامة أو يوسف الشريف.

تعليق أخير

رواية أنتيخريستوس

بدلاً عن ظهور أصوات الإحباط التي تنال من أي جهد فني، مثل الأصوات التي طالت هذا العمل الإبداعي بانتقادات من نوعية، أهذا ما وصلتم إليه، أن تدعوا أن الماسونية هي وراء كل شيء؟!. أو اتهامات بأن المسلسل مقتبس أو مستقى من قصص أجنبية وأفلام خيال علمي أخرى. يا سيدي، أليس ذلك أفضل من تثبيط عقول المشاهدين بسذاجات الكتابة الاجتماعية المملة الركيكة، لقصص سئمنا من تكرارها، عن قصة حب الولد الفقير للبنت الغنية، وخلافات عش الزوجية التافهة، والنزاع على ميراث أب ترك تركة ثقيلة لأبنائه. ألم نكتفي من مثل هذا الملل وهذا الاستغباء الذاتي بعد؟

ألا تستحق أقلام مثل قلم المؤلف أحمد مراد، الذي يقف قلمه وراء أعلى الأفلام المصرية تحقيقاً للإيرادات في تاريخ السينما مثل “كيرة والجن” و”الفيل الأزرق 2“، التقدير والتشجيع؟ ألا يستحق بالمثل، قلم آخر من ورثة جيل نبيل فاروق، مثل الكاتب الشاب د. أحمد خالد مصطفى، المزيد من الاهتمام بما حملته روايته اللافتة “أنتيخريستوس” من أفكار وقدرة سردية ممتازة، تبشر بقلم قادر على أن تملًأ أعماله شاشات الدراما والسينما بالإلهام والإبداع؟

عودوا لمشاهدة الأعمال الثلاثة التي عرضتها عليكم، لنشجع أقلامنا وعقول مبدعينا على الاستمرار في المحاولة والدفع باتجاه المزيد من الحرية والإبداع والخيال. وبرغم عدم تفاؤلي بما شاهدت من إعلانات الأعمال الدرامية للموسم الرمضاني 2023 حتى الآن، إلا إنني سأتصيد الفرصة، إن وجدت مثل هذه الاستثناءات الدرامية البارزة، التي تجذب الانتباه، بالسهل-الممتنع.

كل عام وأنتم بخير.

Print Friendly, PDF & Email
تامر منصور

مصمم وكاتب مصري

Download WordPress Themes
Download WordPress Themes
Premium WordPress Themes Download
Premium WordPress Themes Download
online free course
إقرأ على موقع 180  لمن كرسي أيمن الظواهري بعد رحيله؟