إيران ترد بالمثل.. سرقة الأرشيف النووي الإسرائيلي!

للمرة الأولى أعلنت إيران بلسان موقع صدا وسیما الإيراني (هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية)، أن الأجهزة الاستخبارية الإيرانية "تمكنت من الوصول إلى كم هائل من المعلومات والوثائق الاستراتيجية والحسّاسة التابعة للكيان الصهيوني، بما في ذلك آلاف الوثائق المتعلقة بمخططاته ومنشآته النووية".

خبرٌ سُرعان ما تناقلته المواقع الإخبارية الإيرانية، وزادت عليه نقلاً عن مصادر معنية أنه على الرغم من تنفيذ العملية الخاصة بالحصول على هذه الوثائق قبل فترة من الزمن، إلا أن الكمية الهائلة من الوثائق وضرورة نقلها بشكل آمن بالكامل إلى داخل البلاد، استوجبت فرض تعتيم إعلامي حتى التأكد من وصول كامل الشحنة إلى الأماكن المحمية والمحددة.

وقد أبلغت مصادر مطلعة الموقع المذكور بأن عدد الوثائق كبير جداً لدرجة أن مجرد فحصها ومشاهدة الصور ومقاطع الفيديو المرفقة بها يتطلب وقتاً طويلاً.

كما جاء في الخبر أنه تم اعتقال مواطنَين إسرائيليَين يُدعيان “روي مزراحي” و”ألموغ أتياس”، يُعتقد أن لهما صلة بهذه القضية. وبحسب ما أفادت به صدا وسیما، فإن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) وشرطة الاحتلال، أصدرا قبل 17 يوماً بياناً كشفا فيه عن اعتقال “مزراحي” و”أتياس”، وكلاهما في الرابعة والعشرين من العمر ومن سكان “نيشر” شمال الأراضي المحتلة (قرب حيفا)، بتهمة التعاون مع إيران.

وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية (صدا وسيما) أنه “إذا كان اعتقال هذين الشخصين مرتبطاً بالعملية الأخيرة، فقد تم بعد إخراج شحنة الوثائق من الأراضي المحتلة، حيث نجح عناصر الاستخبارات الإيرانية في إخراج معلومات بالغة الأهمية والحساسية من داخل إسرائيل قبل الاعتقال”.

هذا الخبر وهذا النوع من العمليات الاستخباراتية يُشبه إلى حد كبير العملية المعقدة التي نفذتها إسرائيل داخل إيران قبل سبع سنوات. ففي 30 نيسان/أبريل 2018، أعلن رئيس وزراء إسرائيل آنذاك بنيامين نتنياهو، خلال مؤتمر صحفي، عن حصول إسرائيل على 55 ألف صفحة و55 ألف ملف رقمي من الأرشيف النووي الإيراني (183 قرصاً مدمجاً)، وقال إن هذه الوثائق سُرقت في عملية استخباراتية سرية للغاية من منطقة “شورآباد” جنوب طهران، وتم نقلها بشكل معقد خارج إيران ثم من إحدى الدول المجاورة إلى داخل إسرائيل.

وفي ذلك المؤتمر، كشف نتنياهو عن مشروع يُدعى “أماد”، واتهم إيران بأنها تسعى منذ سنوات لتصنيع السلاح النووي بشكل سري. وقال: “لطالما كنا نعلم أن لإيران برنامجاً نووياً عسكرياً سرياً يسمى ’أماد‘. الآن يمكننا أن نثبت أن ’أماد‘ كان مشروعاً شاملاً لتصميم وإنتاج واختبار الأسلحة النووية. ويمكننا كذلك أن نثبت أن إيران أخفت وثائق هذا المشروع بشكل سري لتستخدمها عند اتخاذ القرار بتصنيع السلاح النووي”.

فإذا كان الخبر الإيراني صحيحاً، بعد أكثر من سبع سنوات على تلك العملية الاستخباراتية الإسرائيلية في “شورآباد”، تكون إيران قد نفذت عملية مضادة ناجحة، تمكّنت خلالها من الحصول على معلومات مماثلة تتعلق بالبرامج النووية والعسكرية الإسرائيلية ونقلها إلى داخل البلاد.

وقد أكدت بعض المصادر غير الرسمية في إيران آنذاك، أن ما حصلت عليه إسرائيل من “شورآباد” لم يكن سوى أرشيف الأنشطة النووية الإيرانية قبل عام 2003، وأن هذه المعلومات كانت معروفة مسبقاً للأجهزة الاستخباراتية الأميركية والأوروبية، ولم تكن جديدة بالنسبة لها. ووفقاً لتقرير صدر عام 2014 عن عشرة أجهزة استخباراتية أميركية، فإن إيران لم تقم بأي أبحاث أو أنشطة عسكرية نووية بعد عام 2003.

على أي حال، إذا كان هذا السيناريو الاستخباراتي الإيراني صحيحاً، يجب ترقب خطوات طهران في الأيام القادمة، على غرار ما فعله نتنياهو في 30 نيسان/أبريل 2018، بعقده مؤتمراً صحفياً كشف فيه تفاصيل العملية الاستخباراتية الإسرائيلية، فهل نكون على موعد مع مؤتمر صحفي إيراني تُعرض خلاله معلومات مهمة عن الوثائق التي تم الحصول عليها من داخل إسرائيل؟

إنّ غداً لناظره قريب.

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  هل يتخلى بايدن عن الشرق الأوسط بعد صفقة إيران؟
طهران ـ علي منتظري

كاتب وصحافي ايراني مقيم في طهران

Download WordPress Themes Free
Free Download WordPress Themes
Download Premium WordPress Themes Free
Download Nulled WordPress Themes
free download udemy course
إقرأ على موقع 180  مداراة غربية لطهران.. لا تفاهمات نووية قبل الإنتخابات الأمريكية