عبد العزيز الفغم هو نجل بداح بن عبدالله بن هايف الفغم المطيري من شيوخ عشيرة الصهبة من قبيلة المطيري، ولها عدة فروع وأفخاذ، وأحد أبرز شيوخ عشائرها هو من آل الدويش، وأشهرهم فيصل الدويش، الرجل الذي تمرد على الملك عبد العزيز آل سعود وقاتله مع سلطان إبن بجاد، شيخ قبيلة عتيبة في معركة روضة السبلة في العام 1929، بين مملكة الحجاز ونجد بقيادة الملك عبد العزيز وبين “قوات الإخوان”، وكانت آخر موقعة فاصلة في رحلة تأسيس المملكة العربية السعودية الحديثة، على يد عبد العزيز.
حصّلت العوائل والعشائر التي منيت بهزيمة في معركة السنبلة، مثل الفغم والدويش، من الدولة السعودية الناشئة، إمتيازات في أجهزة الدولة ومؤسساتها، وذلك تعويضاً لها عن إمتيازات قبلية خسرتها بعد معركة السبلة. وبالطبع، كان لا بد من إدخال هؤلاء إلى مؤسسات الدولة السعودية، لكن كأفراد وليس كقبائل أو أحزاب. لذلك، قد تجد من قبيلة واحدة عددا من الأشخاص تربطهم أواصر النسب والعشيرة لكنهم باتوا مقيدين بولاء وتراتبية وبيروقراطية هي التي تحكم منظومة علاقاتهم أولا.
تبدأ قضية عبد العزيز الفغم من إنتمائه إلى هذا الإرث العائلي – الإجتماعي، مما ساهم في بروز نجمه وصعوده في سلم الدولة ومراتبها. فمن هو والده؟
عمل والده (بداح الفغم المطيري) في الحرس الوطني ثم الملكي في زمن الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز. وهذان الجهازان كانا لا يخضعان للهرمية العسكرية التقليدية في المملكة، بل كانا يأتمران بأوامر عبدالله، وعندما مات الأخير، تراجع دور الحرس الوطني، بعدما أقيل نجله متعب وعين مكانه الأمير عبدالله بن بندر بن عبد العزيز، وزيرا للحرس الوطني، علما أنه كانت قد راجت أخبار عن وجود نية ملكية لدمج “الحرس الوطني” مستقبلا بباقي المؤسسات العسكرية والأمنية، أما الحرس الملكي، فإنه يأتمر بأوامر سلمان ونجله ولي العهد.
بعد تخرج عبد العزيز الفغم من كلية الملك خالد العسكرية في عام 1991، عين في اللواء الخاص الذي كان جزءا من الحرس الوطني ومهمته حماية عبدالله بن عبد العزيز عندما كان وليا للعهد، ثم دمج بالحرس الملكي السعودي عندما صار عبدالله ملكا.
بدوره، كان بداح الفغم قد بدأ مسيرته في اللواء الخاص مع عبدالله أميرا ثم ملكا، وعندما إقترب موعد تقاعده، سهَل إنتقال نجله عبد العزيز إلى الحرس الملكي، وقام بتدريبه وأبقاه إلى جانبه، إلى أن حلت ساعة الصفر لمغادرة السلك العسكري الملكي. هنا، تمنى بدّاح على الملك عبدالله بن عبد العزيز، بعد ثلاثين سنة من الخدمة إلى جانبه، أن يسمح بحلول ولده محله، فكان له ما أراد، خصوصا وأن الملك السابق أعجب بنجله وبسيرته التي كان يقال عنها أنها “سيرة ذهبية”: “إبن عائلة”. “تنطبق عليه مواصفات الولاء والمروءة والشجاعة والإقدام والشرف والتضحية”. زد على ذلك، أنه عاد من دورات عسكرية متخصصة في الخارج مع تنويهات وأوسمة عدة.
في منصبه الجديد، لم يكن عبد العزيز الفغم يغيب عن نظر الملك الراحل عبدالله لحظة واحدة إلا إذا أمره بذلك أو أخلد للنوم. ما عدا ذلك، هو ظل الملك. يشرف على دقائق الأمور، من الهندام إلى ربطة الحذاء. يشرف على تناول الأدوية. يدقق بالطعام والشراب. يفتح الأبواب لكل ضيف. يدقق في طريقة جلوس الحاضرين. لا تغفل عيناه شاردة أو واردة، ولا سيما حركة أيدي الضيوف ومرافقيهم. الهدايا. مدة الزيارات. مدة القيلولة إلخ…
في أبرز المحطات التي واجهت عبدالله ملكا، كان بداح الفغم ومن ثم نجله عبد ال%