وفق المعلومات التي حصل عليها موقع 180، فإن سلسلة مشاورات سياسية جرت طوال ساعات نهار اليوم (الخميس)، وشملت الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري وقيادة حزب الله، بالإضافة إلى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، أفضت إلى التفاهم على شخصية محمد الصفدي لرئاسة الحكومة الجديدة.
لماذا الصفدي وليس الحريري أو أية شخصية أخرى من الذين تم طرح أسماؤهم؟
يمكن القول إن حجر الزاوية في تسمية الصفدي هو ميشال عون، الذي كان قبيل إنتخابه رئيسا للجمهورية قد تحمس مرارا لخيار الصفدي لرئاسة الحكومة، نظرا لعلاقة الصداقة الشخصية التي تربطه به خصوصا بعد عودة الجنرال إلى لبنان في ربيع العام 2005.
وعلم أن جبران باسيل نقل إلى الحريري في آخر لقاء جمعهما إسم الصفدي من ضمن سلة من الأسماء تشمل كلا من: جواد عدرا (رئيس شركة الدولية للمعلومات)، وليد علم الدين (رئيس لجنة الرقابة على المصارف سابقا)، اسامة مكداشي (رئيس لجنة الرقابة على المصارف سابقا)، فؤاد مخزومي (نائب بيروتي ورجل أعمال ورئيس حزب الحوار الوطني) ومحمد الصفدي (نائب طرابلسي سابق ووزير سابق).
بدوره، قدم الحريري إلى باسيل لائحة من ثلاثة أسماء تضم كلا من: نواف سلام (سفير لبنان السابق في الأمم المتحدة)، سمير حمود (رئيس لجنة الرقابة على المصارف)، والقاضية فاطمة الصايغ (رئيسة مجلس الخدمة المدنية).
لم يحسم الحريري وباسيل أيا من هذه الأسماء، لكنهما إتفقا على الذهاب إلى خيار حكومة تكنوسياسية لا تضم أية وجوه صدامية (بما فيها باسيل).
في هذه الأثناء، كانت قيادتا حزب الله وحركة أمل على تشاور دائم، خصوصا وأن الرئيس بري والسيد نصرالله أمسكا بالملف مباشرة، وإتفقا على سقف سياسي مفاده الإصرار على عودة سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة، وأن كل الأسباب الموجبة للعودة موجودة سواء من أجل لم الشارع اللبناني وأن تتحمل كل المكونات السياسية المسؤولية في هذه المرحلة السياسية الإستثنائية من تاريخ لبنان، وكان ثمة تقدير لدى الجانبين بأن الحريري سيقبل بخيار رئاسة الحكومة خصوصا بعدما تبلغ من حزب الله وبري أنهما على إستعداد للتسهيل حتى لو إقتضى الأمر إسقاط بعض الخطوط الحمراء.
الحريري: سأشارك كتيار مستقبل في الحكومة الجديدة، من خلال عدد من الوزراء الإختصاصيين الذين سيحدث إختيارهم صدمة إيجابية للحراك
وبينما كان الرئيس بري يتشاور مع حسين الخليل بحضور علي حسن خليل، لهذه الغاية، قبل توجه الأخيرين إلى دارة الحريري في بيت الوسط، كان الحريري قد إستدعى الصفدي وأبلغه أنه تفاهم مع باسيل على تسميته رئيسا للحكومة، وقد سارع الصفدي إلى التواصل مع عون وباسيل وشكرهما على ثقتهما به. وعندما وصل حسين الخليل وعلي حسن خليل، إلى دارة رئيس الحكومة في وسط العاصمة اللبنانية، أبلغهما الحريري ما كان قد تناهى إلى مسامعهما قبل وصولهما: محمد الصفدي حليفي السياسي الدائم وهو مرشحي لرئاسة حكومة تكنوسياسية، وسأسميه وغيري من قوى 14 آذار/مارس، في الإستشارات النيابية الملزمة، وأنا سأشارك كتيار مستقبل في الحكومة الجديدة، من خلال عدد من الوزراء الإختصاصيين الذين سيحدث إختيارهم صدمة إيجابية للحراك، متمنيا على الآخرين أن يقتدوا به في الإتجاه نفسه.
وبينما تبلغ الحريري من بري وحزب الله أنهما لا يمانعان بإختيار الصفدي كشخصية وسطية مقبولة من الجميع، إلا أن الطرفين جددا القول للحريري إنهما كانا يفضلان أن يتم تكليف الحريري.
ماذا بعد؟
عمليا، وقع الخيار على الصفدي، ومن المتوقع أن تعمم دوائر القصر الجمهوري اللبناني غدا (الجمعهة) مواعيد الإستشارات النيابية الملزمة، على أن تواكبها مشاورات مكثفة تؤدي إلى إختصار الفترة التي ستتألف فيها الحكومة الجديدة.
في الوقت نفسه، حصلت مشاورات مكثفة اليوم (الخميس) شارك فيها الحريري ووزير المال وحاكم المصرف المركزي رياض سلامة ورئيس جمعية مصارف لبنان سليم صفير أفضت إلى التوافق على إعادة فتح أبواب المصارف مطلع الأسبوع المقبل، على أن يؤدي الإعلان عن موعد الإستشارات وتسمية الصفدي إلى إحداث صدمة إيجاتبية في الأسواق المالية.
هل ستحدث تسمية الصفدي صداها الإيجابي لدى الحراك الشعبي؟
الجواب عند الحراك.