زيارة قطرية سرية إلى الرياض وحراك سعودي بإتجاه إيران

Avatar18028/11/2019
ثمة حراك سعودي إستثنائي في منطقة الخليج العربي. ترتيبات لإنهاء حرب اليمن بدور بارز لكل من عُمان والكويت. زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الإمارات تصب في هذا الإتجاه. مشاركة سعودية واماراتية وبحرينية في البطولة الخليجية الكروية في الدوحة. تبادل رسائل إيرانية ـ سعودية. زيارة سرية لوزير خارجية قطر إلى الرياض. ماذا بعد؟

كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية أن وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قام بزيارة سرية في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي إلى العاصمة السعودية إلتقى خلالها كبار المسؤولين السعوديين، في إطار مسعى لإنهاء الخلاف بين قطر ودول الحصار الخليجي لها (السعودية والإمارات والبحرين) منذ حزيران/يونيو من العام 2017.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤول عربي قوله إن وزير خارجية قطر قدّم عرضًا قوامه إستعداد بلاده لقطع علاقاتها مع جماعة “الإخوان المسلمين”، وذلك في مبادرة تهدف إلى تلبية مطلب سعودي إماراتي بشكل أساسي، طرح قبيل قطع العلاقات بين الدوحة من جهة والرياض وأبو ظبي والمنامة من جهة أخرى. وتضمنت مطالب الدول الخليجية دعوة إلى قطر إلى التوقف عن تمويل الإرهاب، وإغلاق شبكة الجزيرة الفضائية، وقطع العلاقة مع إيران وأيضا مع “الإخوان”.

وأوردت “وول ستريت جورنال” نقلا عن المسؤول العربي نفسه أن السعودية تدرس الاقتراح القطري. ونقلت أيضا عن شخصيات مطلعة على هذا الملف أن زيارة وزير خارجية قطر إلى الرياض، سبقتها عدة جولات دبلوماسية مكثفة، توسطت الكويت في الكثير منها، وأعقبتها زيارة وزير خارجية سلطنة عُمان إلى الولايات المتحدة.

وأشار المسؤول العربي إلى أن اقتراح قطر إنهاء علاقتها بتنظيم “الأخوان” يمثل فرصة واعدة لإنهاء العداوة، وقال: “أعتقد أن هذا عرض جاد وغير مسبوق. وبما أن هناك مستوى من الشكوك، فإنه لا بد من اتخاذ الإجراءات اللازمة لإظهار مدى جدية العرض”.

الجهود السعودية الدبلوماسية تمثل جزءا من خطوة أوسع من جانب الرياض لحل الخلافات الإقليمية التي شوهت صورة المملكة دوليا. وتعمل الرياض على تخليص نفسها من الحرب في اليمن والشروع في محادثات جديدة مع إيران

وذكرت الصحيفة أنه عند سؤال مسؤول قطري كبير عن علاقات قطر ب”الإخوان المسلمين”، أجاب: “توجهت التزاماتنا دائمًا نحو دعم القانون الدولي وحماية حقوق الإنسان وليس نحو حزب أو جماعة معينة”. وأضاف: “لقد أسيئ فهم الدعم الذي نقدمه من قبل أولئك الذين يسعون إلى عزل قطر، ولكن الحقائق توضح موقفنا”.

يذكر أن السفارة السعودية في واشنطن لم تستجب لطلب الصحيفة الأميرطية بالتعليق على هذا التطور في العلاقات السعودية ـ القطرية.

وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين السعوديين والقطريين يستعدون لعقد لقاء آخر لمناقشة التفاصيل التي ستحدد بالضبط ما ترغب الدوحة في فعله لقطع العلاقات مع “الإخوان المسلمين”.

وأوضحت الصحيفة أن الجهود السعودية الدبلوماسية تمثل جزءا من خطوة أوسع من جانب الرياض لحل الخلافات الإقليمية التي شوهت صورة المملكة دوليا. وتعمل الرياض على تخليص نفسها من الحرب في اليمن والشروع في محادثات جديدة مع إيران.

ووفقا لجيرالد فايرستاين، وهو مسؤول أميركي سابق في وزارة الخارجية الأميركية “توجد بعض الآمال بأن تقل حدة الخلافات في العلاقات الخليجية. وفي حين توجد مؤشرات على التقارب بين السعوديين والقطريين، فليس من الواضح تمامًا أن يحصل ذلك في الواقع بين الإماراتيين والقطريين”، على حد قول فايرستاين.

وجاءت مشاركة الدول الخليجية الثلاث (السعودية والإمارات والبحرين) في دورة كأس الخليج لكرة القدم في قطر يوم الثلاثاء الماضي نتيجة اتصالات اجرتها الكويت – وهي الدولة المعنية بالوساطة في الازمة الخليجية – مع الرياض، التي ستستضيف القمة الخليجية التاسعة والثلاثين في الاسبوع الثاني من شهر كانون الاول/ ديسمبر المقبل.

ومن المقرر عقد اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي أيضا، إستعدادا للقمة الخليجية التي ستعقد يومي 10 و11 من كانون الأول/ديسمبر المقبل، على أن تستمر الهدنة الإعلامية التي بدأت منذ مطلع الشهر الحالي بين دول المقاطعة وقطر.

في موازاة ذلك، نشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقالا للمعلق ديفيد إغناثيوس، تحت عنوان “دعاة الحرب في الخليج العربي يجربون شيئا جديدا: الدبلوماسية”، كشف فيه  أن السعودية “تدرس عددا من العروض من أجل التوسط بينها وبين إيران، قدمتها كل من الكويت وعمان وباكستان وفرنسا واليابان، وحتى الآن لم تؤد هذه العروض إلى حوار رسمي بين البلدين، وقبل بدء أي حوار، يريد السعوديون تعهدا إيرانيا بالتوقف عن تصدير الثورة واحترام سيادة جيرانها”.

ونقل إغناثيوس عن مصدر سعودي، قوله إن الرياض قدمت الطلب في رسالة خاصة إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، لكن إيران لم تقدم التعهدات المطلوبة، كما نقل عن مسؤول إماراتي بارز أن “التوجه الإماراتي هو نحو الدبلوماسية وخفض التصعيد”، محذرا من أن بلاده تريد تعهدا واضحا من إيران بعدم التدخل في شؤونها.

يذكر أن السعودية ستترأس قمة دول العشرين وتستضيفها على أرضها في العام 2020، كما أن دولة الإمارات (دبي) ستستضيف معرض إكسبو الدولي 2020.

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  الهروب الأمريكي من أفغانستان.. هزيمة إستراتيجية!
Avatar

Download Premium WordPress Themes Free
Free Download WordPress Themes
Download Premium WordPress Themes Free
Download Premium WordPress Themes Free
download udemy paid course for free
إقرأ على موقع 180  أولوية بايدن خليجياً تفكيك "أوبيك +".. لكن بأي ثمن؟