يحتفل لبنان في الاول من أيلول/سبتمبر من هذا العام بالمئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير. منذ ذلك التاريخ، لم يتفق اللبنانيون على هوية بلدهم وماهية وجوده ودوره.
يحتفل لبنان في الاول من أيلول/سبتمبر من هذا العام بالمئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير. منذ ذلك التاريخ، لم يتفق اللبنانيون على هوية بلدهم وماهية وجوده ودوره.
اكتب من منزلي في ضواحي واشنطن وأنا في الحجر منذ منتصف شهر آذار/مارس. اتابع الاحداث في الولايات المتحدة ولبنان. للبلدين مشاكل كثيرة وعميقة. قد تبدو المقارنة ظالمة، لكنني أكتفي ببضعة خواطر لعلها تفيد في التأمل والتفكير.
تواجه الولايات المتحدة اليوم مشاكل متداخلة من الثقافة الوحشية للشرطة في المدن والبلدات الاميركية، وباء الكورونا، الدعوة الى الاعتراف بالسيادة الفردية، ورئيس للجمهورية (دونالد ترامب) يهوى، لا بل يحترف الدعوة الى الخلافات والانقسامات بين أبناء شعبه.
قرأت بتمعن ما كتبه الصحافي حسين أيوب عن أهمية تفعيل علاقات لبنان بسوريا وأن تتكامل دول المشرق العربي في ما بينها، وأنا أتفق مع معظم ما ورد في المقالة من حيث المبدأ، ولكن اختلف مع الكاتب في بعض التفاصيل، وهذه بضعة ملاحظات، من أجل طرح هذا الملف على بساط البحث الوطني الموضوعي.
برغم الأيام الإستثنائية التي نعيشها في الولايات المتحدة حالياً، في ظل جائحة (كوفيد ـ 19)، إلا أن هموم لبنان تجعلنا نلقي بأسئلتنا وهواجسنا على من تغمرهم أكثر منا الأسئلة والهواجس في زمن الركود الإقتصادي العالمي، وبطبيعة الحال، لا شيء يتقدم على العنوان الإقتصادي والمالي، من بيروت إلى واشنطن.. والعكس صحيح.
تذكرتُ وأنا أقرأ من واشنطن العاصمة كيف تناولت الصحف البيروتية خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله (الرئيس الفعلي للجمهورية)، حول قضية الحكم الذي اصدرته المحكمة العسكرية بشأن عامر الفاخوري، ما حلّ برئيس فعلي للجمهورية اللبنانية في العام 1969.
لقد عملت ما يقارب العشرين عاما في البنك الدولي وكنت على اتصال دائم مع زملاء لبنانيين وعرب في صندوق النقد الدولي. كنا نتعاون لمساعدة عدد من البلدان، ولم نفرض مرة شروطا تعجيزية ليس بمقدور دولة تحملها. لننظر إلى المكسيك، الأرجنتين، كوريا الجنوبية، واليونان. أوضاع هذه الدول اليوم أفضل مما كانت عليها قبل التعاون مع الصندوق وغيره من المؤسسات والصناديق. ثم، ان الصندوق لا يفرض شروطه، بل يحاور ويناقش بشأن الحلول للخروج من أزمة هذه الدولة أو تلك. ويتدخل الصندوق بطلب من دولة عضو - مساهم في راس ماله - وعندما تكون الدولة في حالة انهيار اقتصادي ومالي سيء.
لا يختلف إثنان على أن الأزمة الاقتصادية والاجتماعية بلغت حدودا لا قدرة للطبقة الوسطى على تحملها فكيف بالفقراء وذوي الدخل المحدود. كنا قبل شهر أمام شارع منتفض ضد الطبقة السياسية برمتها. أما اليوم، فقد أصبحنا أمام شارع هو عبارة عن شوارع يختلط فيها السياسي بالاجتماعي. خير دليل على ذلك، الانتفاضة المتزامنة لشوارع تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري والحزب التقدمي الإشتراكي بزعامة وليد جنبلاط والقوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع والجماعة الإسلامية (إخوان لبنان). شوارع جاهزة وجدت في مقابلة الرئيس اللبناني ميشال عون، ليلة 12 تشرين/نوفمبر الجاري، ذريعة، برغم اعتقادي أن المقابلة بتوقيتها وشكلها ومضمونها كانت غير موفقة.
إلتقى سفير لبنان الأسبق في واشنطن د.عبدالله بوحبيب للمرة الأولى بالعماد ميشال عون في سفارة لبنان في واشنطن في كانون الأول/ديسمبر 1983، عندما انتهى الأخير من دورة أركان عليا في الولايات المتحدة، ثم خدم معه سفيراً في واشنطن بعدما تسلّم رئاسة الحكومة اللبنانية ليلة 23 ايلول/سبتمبر 1988. قبيل الإنتخابات الرئاسية الأخيرة، نادى بوحبيب بالرئيس الماروني القوي. ماذا يقول اليوم؟