لطالما تمكن بعض الحكام والزّعماء العرب والمسلمين، من امتصاص نقمة الجماهير وغضبها، من خلال مسرحيّات خطابيّة ليست فقط خارج أي تأثير أو فعل، بل على العكس، كانت تَسْتر السلوك الشائن والخائن لهؤلاء تجاه القضيّة الفلسطينيّة.
لطالما تمكن بعض الحكام والزّعماء العرب والمسلمين، من امتصاص نقمة الجماهير وغضبها، من خلال مسرحيّات خطابيّة ليست فقط خارج أي تأثير أو فعل، بل على العكس، كانت تَسْتر السلوك الشائن والخائن لهؤلاء تجاه القضيّة الفلسطينيّة.
ما أن إنتهيت من كتابة هذه المقالة، حتى بدأت تتوالى الأنباء عن المجزرة الوحشية المروعة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي، ليل أمس، في المستشفى المعمداني في غزة وذهب ضحيتها مئات الشهداء؛ وأول تعليق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان هذا: "قصف مسشفى فيه نساء وأطفال ومدنيون أبرياء هو آخر مثال على الهجمات الإسرائيلية المجردة من أبسط القيم الإنسانية". حتمًا ما بعد هذه المجزرة ليس كما قبلها، فإذا لم يتحرك الشارع الدولي والإسلامي والعربي، فسيكون موت الشهداء.. إيذاناً بموت ما تبقى من ضمير عالمي وإنساني.
ليس من المبالغة القول إنّ احتفالات فوز "غالطا سراي" ببطولة الدوري التركي بكرة القدم، هنا في حي "شيشلي" في اسطنبول، تفوّقت على احتفالات أنصار الرئيس رجب طيب إردوغان بفوزه في الإنتخابات الرئاسية. فلنفترض، وهي فرضيّة ممكنة، أنّ اسطنبول التي انقسمت بشكلٍ حادٍ وعامودي في الإنتخابات، عادت لتتوحّد خلف ناديها العريق اليوم، ولعلّها من المرّات النادرة التي يجتمع فيها إردوغان وكمال كليتشدار أوغلو على تهنئةٍ هذا النادي على إنجازه الكبير.
الجمهور التركي سيكون يوم الأحد في 28 أيار/مايو المقبل على موعد متجدد مع صناديق الإقتراع الرئاسية، لكن من كان ليُصدّق قبل أكثر من عشرين عامًا، أنه سيرى كل هذا الإهتمام العالمي بالإنتخابات التركية؟
هناك مثل شعبي تركي يقول: "ليس المهم خديجة، بل المهم النتيجة". بهذا المعنى ليس مهمًا أن تشهد تركيا غداً (الأحد) أهم انتخابات رئاسية وبرلمانية في العقود الأخيرة. الأهم ما ستسفر عنه من نتائج إما تعيد رجب طيب إردوغان إلى الحكم أو تحيله وحزب العدالة والتنمية إلى صفحات التاريخ التركي.. ولطالما كانت حافلة بالشخصيات والأحداث!
من يود أن يفهم حجم التحوّل الذي أحدثه حزب العدالة والتنمية في المجتمع التركي خلال عشرين سنة مضت من إمساكه بالحكم، عليه أن يتابع أجواء التنافس الإنتخابي، عشية الإنتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة يوم الأحد في 14 أيار/مايو المقبل.
تُحيلنا الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستشهدها تركيا في الرابع عشر من الشهر الحالي إلى تاريخ هذا الشعب الضاربة جذوره في التاريخ. وثمة عناصر كثيرة تدفعك للإهتمام بتركيا: قربها الجغرافي، تفاعلنا التاريخي والثقافي معها، ثقلها العسكري والسياسي والإقتصادي، والأهم بالنسبة إليّ، شيءٌ من الجاذبيّة يصعب تفسيره وشرحه. تركيا هذه كلّما غصت بعناصر تركيبتها ازددتُ عطشًا لمعرفة المزيد عنها.
تُحيلنا الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستشهدها تركيا في الرابع عشر من أيار/مايو المقبل إلى تاريخ هذا الشعب الضاربة جذوره في التاريخ. وثمة عناصر كثيرة تدفعك للإهتمام بتركيا: قربها الجغرافي، تفاعلنا التاريخي والثقافي معها، ثقلها العسكري والسياسي والإقتصادي، والأهم بالنسبة إليّ، شيءٌ من الجاذبيّة يصعب تفسيره وشرحه. تركيا هذه كلّما غصت بعناصر تركيبتها ازددتُ عطشًا لمعرفة المزيد عنها.
يميل الأتراك بطبعهم إلى المبالغة. أغلب القضايا يذهبون بها إلى مداها الأقصى، في الحب والضيافة والتاريخ والتصوف والعلمانيّة والعسكرة، والأهم في القوميّة. من يستمع إلى الأتراك وإعلامهم يستشعر بأنّ تركيا ليست محور العالم وشاغله، بل محرّكه أيضًا.
"أنت يا ربّ لا بدّ تغفر للكفرِ إن كان حرًا أبيًا، وهيهات تغفر للمؤمنين العبيد، وذلك فهمي، وأنت ضماني على ما أقول.." (مظفّر النوّاب)