متثاقلةً خطت مهسا أميني أمام كاميرات المراقبة المثبّتة في قاعة مركز الشرطة. مشت لأمتار قليلة ثم سقطت. كان وقع سقوط العشرينية الإيرانية القادمة من كردستان إيران بحجم نيزك ضرب البلاد، لكنه لم يكن نيزكًا غير متوقع.
متثاقلةً خطت مهسا أميني أمام كاميرات المراقبة المثبّتة في قاعة مركز الشرطة. مشت لأمتار قليلة ثم سقطت. كان وقع سقوط العشرينية الإيرانية القادمة من كردستان إيران بحجم نيزك ضرب البلاد، لكنه لم يكن نيزكًا غير متوقع.
إنه صيف عام ١٩٧٧. ظاهرة تجذب اهتمام مراسلة "نيويورك تايمز" في العاصمة الإيرانية طهران. كانت تراهنّ يكثرنَ في الشوارع. توجهت مارفين هو إلى وزيرة شؤون المرأة في حكومة الشاه. سألتها: "نلاحظ المزيد من النساء في شوارع هذه العاصمة الشرق أوسطية، وقد ارتدين الشادور، هل هو نوع من الاعتراض"؟ تجيبها الوزيرة مهناز اتميامي، بحسب الصحيفة، وأفخمي بحسب الإسم الصحيح، نافية وجود حالة اعتراضية. إنكار لم يطل الوقت قبل أن ينكشف مع الشرارات الأولى لاندلاع الثورة.
يسود صمت دبلوماسي تام بين طهران وواشنطن ولا رسائل تنتقل عبر وسطاء. يبدو أنّ هناك نوعاً من "إرهاق المفاوضات" بين جميع الأطراف. تقول إيران إنّ الكرة في ملعب الولايات المتحدة، والأخيرة تقول عكس ذلك.
في بقعةٍ طويلة من الحدود العراقية الإيرانية، تستقر مئات آلاف الألغام تحت التراب منذ زمن الحرب بين البلدين في ثمانينيات القرن الماضي. كانت جزءاً من كمائن المواجهة العسكرية الشاملة بينهما.
خرجت الأمور عن السيطرة في بغداد بعد دقائق فقط من إعلان مقتدى الصدر اعتزاله السياسة نهائيا. جرس الإنذار لم يدق فقط في العراق، بل سُمع قرعه في طهران وبيروت على السواء. وإذا كانت سنة 2003 شهدت سقوط العاصمة العراقية بيد الاميركيين، فإن مشهد الاشتباكات بين أنصار التيار الصدري وخصومهم من القوى الشيعية المتحالفة مع طهران بدا كسقوط بغداد أخر، مهددا المحور الممتد من إيران إلى لبنان بخسارة كل مكتسبات ما بعد سقوط صدام حسين.
تصيغ واشنطن ردها على الملاحظات الإيرانية بلا ضجيج. المطلوب التوصل لاتفاق نووي متوازن، يحفظ ماء وجه الجميع، هنا المعضلة الكبرى لأن التفاصيل بيتٌ للشياطين، وهذا ما قد يعقد الحل المنتظر ويمدد التفاوض ردحا أخر من الزمن حتى حل المسائل العالقة.
عندما عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو في العام 2018 ملفات الأرشيف النووي الإيراني، شكّك الكثيرون في حقيقة وقوع هكذا عملية في بلد مشهور بالقبضة الأمنية ولا يجامل في الشبهات إلى درجة الارتياب.
بين طهران وواشنطن مسافة أكثر من عشرة آلاف كيلومتر. تشرق الشمس على طهران قبل تسع ساعات ونصف من شروقها على واشنطن. لغتان لا تشتركان تقريبًا بما يكفي لصياغة جملة واضحة المعنى. يجمع هذا المنحى الجغرافي إيران بكثير من الدول، لكن ما يجمعها بالولايات المتحدة، اليوم، طاولة مفاوضات شبه مهجورة. بليدة.
على جانبي الخليج، وإن بعيدًا جدًا عن شواطئه، قمتان كبيرتان بصورتين تبدوان للوهلة الأولى بذرة مواجهة مقبلة في المنطقة.
قد لا يبدو مستغربًا لكثيرين أن يتعثر جو بايدن على سلّم الطائرة، أو أن يقع من على دراجته الهوائية. إنه السياق الطبيعي لرجلٍ في سنّه يحاول اصطناع قوةٍ لا تشبهه. لكنّ مشكلته في هذا التعثّر هي أنه رئيس الولايات المتحدة، الدولة التي صارت تتعثّر، وتسير بين ألغام السياسة بلا سطوة كالسابق.