جميل مطر, Author at 180Post - Page 17 of 27

59413242-BC1F-4DC1-9F5F-BAC65A857C83.jpeg

مياه كثيرة تدفقت تحت الجسور في الأيام الأخيرة. تدفقت بسرعة وبتدافع غير عادي مخلفة مشهداً غير مألوف. لست متأكداً على كل حال إن كان الجديد في المشهد ثابت الأركان وأن المياه لن تعود إلى مجاريها. لست متأكداً ولا أحد أقنعني بأن ما تغير باقٍ معنا وأن الأمل عاد كبيراً في نهاية قريبة لفوضى كادت تدمّر كل ما هو قائم.

Lot_726.jpg

هو يتحدث إلى نفسه فى صمت: أحسنت صنعا عندما اخترت كعادتك المقعد على الممر. أنت هنا تحوز على حيز أوسع لتتحرك فيه إحدى ساقيك على الأقل بحرية. من هذا المقعد أنت، كعادتك، تهيمن على الحركة داخل الطائرة. لن يفوتك الكثير. تعلمت بالتجربة أن أكثر الركاب يتمنون أن تتاح لهم الفرصة ليتجولوا فى الطائرة. البعض يفضل قضاء بعض وقت الرحلة يمارس الدردشة مع المضيفين والمضيفات ومع الطيار أو مساعده، أيهما يخرج من سجنه فى كابينة القيادة ليحارب الملل، عدو كل طيار.

جميل-مطر.jpg

تأخر إصدار وثيقة استراتيجية الأمن القومي الأمريكي عن موعدها المعتاد، وكان لهذا التأجيل صداه في التعليقات والتحليلات. صدرت الوثيقة بينما كان اهتمامنا مشدوداً إلى حدث له أهميته البالغة ألا وهو انعقاد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني، وبدوره ارتبطت به أحداث لا تقل أهمية مثل خطاب الرئيس شي جين بينج في نهاية جلسات المؤتمر. 

61265.jpeg

استأنفت ما كنت أفعل قبل زيارتها المفاجئة. مرت دقائق تيقنت فى نهايتها من أننى فقدت بعض لياقتى التأليفية. الكلمات تتعثر، والأفكار تتعنت، والسبب ليس صعب الفهم أو التخيل. أغلب ظنى أننى لمحت دمعة تحاول التفلت من أسر عين لتنساب حرة طليقة على خدٍ. هى واحدة من نساء اقتربن من طبيعة عملى واهتمامى إلى حد صارت تفاصيل حيواتهن جزءا من هذه الطبيعة. وحلت متابعة تطورات أحوالهن أمرا من أمورى العادية. أفراحهن من على البعد أفراحى، وأحزانهن أحزانى. فاجأتنى بضعفها فى وجودى. أحسست بمشاعرها تتضارب وتتدافع نحو أزمة تكاد تسيطر عليها وتهيمن وهى القادرة دائما على التغلب على الضعف أمام الغير وبخاصة أمام صنف الرجل.

51855484590_bdef995b76_c.jpg

"عندما تكتب يا صديقي عن الصين لا تنسى حقيقة أن أنفك طويل. بمعنى آخر لا تحاول الإلمام بكل شيء عن أي شيء، فلم يخلق بعد أجنبي، وأقصد إنسانا صاحب أنف طويل، أي إنسان أجنبي مثلك، استطاع الإلمام بكل شيء عن أي شيء حدث أو يحدث أمامه في الصين".

6731.jpg

فتح لنا بواب العمارة أبواب المصعد فدخلت السيدة رشيقة القوام وبعدها الرجل ممتلئ الجسم قليلا وبعدهما حلّ دوري فدخلت. مرت ثوانٍ اكتشفنا خلالها أن هدفنا مشترك بيننا وهو الطابق الذي يسكن في إحدى شققه مضيفنا والممثل المخضرم للدبلوماسية العربية وحاليا الأستاذ في الجامعة الأمريكية الدكتور إبراهيم عوض.