سليم الأسمر, Author at 180Post - Page 6 of 6

دالاتي-ونهرا.jpg

هذه محاولة من أجل تقديم سيرة سياسية للطوائف اللبنانية. لا المقصود نكء جراح ولا التأريخ للتاريخ. ثمة مصائر لناس ترتبط بهذه السير. دفع لبنانيون أغلى ما عندهم لكتابة سير طوائفهم ومذاهبهم. إنقادوا إما بالغرائز أو بالعقائد أو بالمصالح أو بأسباب ومسميات أخرى. منذ ولادة لبنان الكبير، قبل مئة سنة، وهذا البلد تحكمه وتتحكم به إنزياحات الطوائف بالدرجة الأولى، لا الإنزياحات المجتمعية. كلما تقدم المضمون الإجتماعي، هناك من يستل الغول أو التغول الطائفي من غمده ويرميه في ساحات إشتباك الطوائف، لتتكرر سير الصراعات الملعونة. المسلمون السنة في لبنان أسرى الدم منذ لحظة اغتيال الرئيس رفيق الحريري في العام 2005. المسلمون الشيعة أسرى السلاح منذ صدور القرار 1559 في العام 2004. المسيحيون ومعهم الدروز، الى حد كبير، أسرى الديموغرافيا وصراعات التاريخ ومعها الحنين الى الماضي، إلى النظام القديم. من خلال هذه السلسلة ـ السير، دعوة مفتوحة للحوار.. والبداية من عند سيرة السنية السياسية، إذا صح التعبير.

انتخابات-1280x1325.jpg

في إحدى تنظيراته، يقول المفكر الفرنسي ألكسي دو توكفيل بأنه دون المؤسسة اللامركزية لا يمكن للأمة أن تكون لديها روح الحرية. خلاصة تضعنا أمام سؤال شائك في بلد متعدد الاثنيات والجماعات والولاءات الذي تتجاور ثقافات وسياسات وأنماط عيش، مرة تسمى "الوحدة الوطنية" ومرة "العيش المشترك".

شهاب.jpg

تعثُر النظام السياسي اللبناني صار حدثاً يومياً. فشل تنفيذ اتفاق الطائف صار خبراً يومياً. لكن لا أحد يجرؤ على شجاعة الجهر بما آل إليه هذا الاتفاق. الخوف من اعلان الوفاة مرده إلى عدم وجود بديل يؤمن انتقالاً بلا دماء إلى جمهورية ثالثة. وللخوف ما يبرره، ذلك أن حكام لبنان جُلّهم، اليوم، كان أميراً من أمراء الحرب في الماضي القريب. مكونات بلاد الأرز العليلة تتمسك بوحدة لبنان السياسية علانية،  لكنهم يهمسون جميعاً، في السر، بعكس ذلك، ويحيلون ذلك، حيناً، إلى تناقض ثقافي جلي بين جماعاته الأهلية، وأحياناً إلى خلافهم على خيارات تتعلق بمتن الجمهورية اللبنانية، ولا سيما الموقع الإقليمي للبنانهم.

خدام.jpg

لم يُعرف عن ساسة الأنظمة الشمولية التقاعد. المعادلة دوماً واحدة من اثنتين: القصر أو القبر. وحده عبد الحليم خدام شكل استثناءً. لكنه استثناء من طبيعة باردة. تماماً كموته الذي بعث برودةً قاسية في الجسدين: السوري واللبناني. سيرته المديدة في نظام الأسدين الأب (حافظ) والأبن (بشار) تروي الكثير من حكايا الدم التي رعاها في البلدين. وتحكي أكثر عن هزائم أنزلها بجماعات وشعوب. وكذلك عن هزائم نزلت بنظامٍ كان أحد أعمدته فتولى تجميلها.