
التعثر في مفاوضات فيينا لإحياء الإتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية، يدفع بالشرق الأوسط مجدداً إلى حافة الهاوية.
التعثر في مفاوضات فيينا لإحياء الإتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية، يدفع بالشرق الأوسط مجدداً إلى حافة الهاوية.
لا يرقى إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن عن انتهاء "المهام القتالية" للقوات الأميركية في العراق بحلول نهاية العام، بأي شكل من الأشكال إلى مستوى إعلان الإنسحاب الكامل من أفغانستان بحلول نهاية آب/أغسطس الجاري.
في 19 أيار/مايو 2021، شرح رجب طيب أردوغان أمام جمهور من الطلاب في أنقرة، أسباب تدخل بلاده في قبرص وشرق المتوسط والعراق وسوريا، وقال إن "تركيا ليست بالنسبة لنا 780 ألف كلم2. تركيا في كل مكان بالنسبة لنا".
أزمتان دوليتان فاجأتا إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بفارق أيام: إغتيال الرئيس الهايتي جوفينيل مويز في السابع من تموز/يوليو الجاري والإحتجاجات غير المسبوقة في كوبا في الحادي عشر منه. وليس القاسم المشترك الوحيد بين الأزمتين قربهما من الولايات المتحدة جغرافياً فحسب، بل هو الإمتدادات الأميركية في الأزمتين كلتيهما.
يفرض الإنسحاب الأميركي وسرعة تساقط المناطق الأفغانية بأيدي حركة "طالبان"، تغييراً جيوسياسياً في جنوب آسيا، سيتردد صداه من روسيا إلى الصين وإيران وباكستان وجمهوريات آسيا الوسطى والهند. ومن حيث "انتهت مهمة أميركا" وفق تعبير جو بايدن، فهل يكون ذلك إيذاناً ببدء متاعب الآخرين؟
قبل عشرين عاماً، بدأ عصر الإنفلاش الأميركي في العالم فكانت حربا أفغانستان والعراق. اليوم، تترك الولايات المتحدة أفغانستان والعراق بلدين مدمرين، بعدما أخفقت في مهمة "بناء الأمم"، وتواضعت أهدافها إلى مجرد البحث عن السبل الكفيلة بحماية سفارتيها في كابول وبغداد وتجنيبها "لحظة سايغون".
بعد قمة جنيف بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين، وجدت ألمانيا وفرنسا، أن الطريق بات ممهداً للإتحاد الأوروبي كي ينخرط بدوره في حوار مباشر مع الكرملين، لكن ممانعة دول أوروبا الشرقية المنضوية في الإتحاد والتي للمفارقة كانت تدور في فلك الإتحاد السوفياتي السابق، أجهضت المسعى الألماني ـ الفرنسي.
تحكم الهاجس الصيني بكل مفاصل الجولة الأوروبية للرئيس الأميركي جو بايدن. حتى أنه يقال أن قمة جنيف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الأهمية التي ترتديها بحد ذاتها، رمى البيت الأبيض من ورائها إلى تحييد روسيا عن المواجهة الشاملة التي تخوضها الولايات المتحدة مع الصين.
بعد العلاقات الثنائية، التي لها الأولوية على جدول أعمال قمة جنيف بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين الأربعاء المقبل، سيكون الملف السوري من بين مواضيع النقاش التي سيتناولها الرئيسان، لكن كلاً من منطلقه على غرار أزمات إقليمية أخرى تختلف واشنطن وموسكو على كيفية مقاربتها.
بعد خروج دونالد ترامب من البيت الأبيض، كان جو بايدن يدرك أن بقاء بنيامين نتنياهو في رئاسة الحكومة الإسرائيلية، سيعكر الأجندة الخارجية للإدارة الديموقراطية، ولا سيما عودة الولايات المتحدة إلى الإتفاق النووي مع إيران. لذا قد لا يكون مبالغاً فيه القول إن بايدن هو الشريك التاسع في الإئتلاف الحكومي الإسرائيلي الجديد، الذي لا نقطة إلتقاء بين أركانه، سوى إزاحة نتنياهو من الحكم.