كان تحويل مجرى نهر النيل في (18) حزيران/ يونيو (1964)، قبل (57) عاما، حدثاً مدوياً لا نظير له في التاريخ المصرى الحديث.
كان تحويل مجرى نهر النيل في (18) حزيران/ يونيو (1964)، قبل (57) عاما، حدثاً مدوياً لا نظير له في التاريخ المصرى الحديث.
لا توجد طرق سالكة للمصالحة الفلسطينية. المصالحة تضغط على الأعصاب والمشاعر بحثا عن نقطة انطلاق جديدة توحد القرار السياسى الفلسطينى، الذى تدهور بفداحة منذ الانقسام المروع عام (2007) بين الضفة الغربية وغزة، «فتح» و«حماس».
في لحظات الهزيمة، التي حلت فجيعتها على مصر يوم (5) يونيو/ حزيران (1967)، قبل (54) عاما، بدا أن كل شيء استحال رمادا.
في اجتماع مطول امتد لوقت متأخر من الليل ضم نائب الرئيس السورى «فاروق الشرع» إلى عدد محدود من القيادات الفلسطينية، بدا الطلب ملحاً أن تبادر دمشق باحتضان مؤتمر للمصالحة بين الفصائل المتنازعة وإنهاء الخصومة بين حركتي «فتح» و«حماس».
بقدر مرارة التجربة الإنسانية لأجيال متعاقبة من الفلسطينيين، الذين عانوا التهجير القسرى وقسوة الحياة فى المخيمات والشتات، استقرت إرادة التمسك بالأرض عند الأجيال الجديدة، مهما كانت التضحيات.
تلوح في الأفق السياسي محاولات لإعادة إنتاج نوع من السلام يكاد يشبه ما جرى قبل ثلاثين سنة في «مؤتمر مدريد»، وما تبعه من مفاوضات سرية فى «أوسلو» أفضت إلى دخول القضية الفلسطينية دوامات متعاقبة من «سلام الأوهام».
لم يخطر ببال الرئيس الأمريكى «جو بايدن»، وهو يستكشف خطواته الأولى فى البيت الأبيض ويصوغ أولوياته فى السياسة الخارجية لبلاده، أن يجد نفسه متورطا فى أزمات الشرق الأوسط، كأولوية تجب غيرها.
من يوقف إطلاق النار أولاً؟ كان ذلك سؤالا ضاغطا وملحا على مراكز القرار الدولى والإقليمى فيما المواجهة المسلحة بين الجيش الإسرائيلى وفصائل المقاومة الفلسطينية تأخذ مداها تخريبا وتدميرا للأبراج السكنية والبيوت والبنية التحتية المتهالكة بأثر الحصار على غزة، وإيلاما للإسرائيليين بصواريخ المقاومة التى كسرت هيبة الدولة العبرية وعطلت حركة الحياة وأشاعت الخوف فى جنباتها ومراكزها الحيوية.
بعد (73) عاما على نكبة (1948) تؤكد الحقائق الرئيسية نفسها على مسارح الصراع العربي – الإسرائيلي باتساع فلسطين التاريخية.
بعد خمسين سنة على عاصفة (15) أيار/ مايو (1971)، التي أفضت بنتائجها وتداعياتها إلى أخطر انقلاب استراتيجي في السياسات والتوجهات العامة بالعالم العربى، لا في مصر وحدها، فإننا بحاجة حقيقية لإعادة قراءة الحوادث في سياقها وظروفها حتى نفهم ما جرى لنا وبنا.