
كثيرة هي التعقيدات التي تُثقل اليمن، واحدة منها مصير الجنوب ومستقبله في دولة يمنية مركزية أو إتحادية أو يشق طريقه نحو دولة مستقلة لها خصوصيتها و"هويتها المميزة"، كما يقول رافعو شعار "دولة الجنوب العربي".
كثيرة هي التعقيدات التي تُثقل اليمن، واحدة منها مصير الجنوب ومستقبله في دولة يمنية مركزية أو إتحادية أو يشق طريقه نحو دولة مستقلة لها خصوصيتها و"هويتها المميزة"، كما يقول رافعو شعار "دولة الجنوب العربي".
يُصاب المرء بحيرة عاصفة حين ينظر إلى طريقة غالبية السياسيين اللبنانيين في إدارة بلادهم وكيف أنزلوها من رفعة العز إلى قاع الفاقة، وتضرب الحيرة ما تبقى من رصانة حين يقارن بين الإنحدار المريع للعملة الوطنية وبين موقعها الماضي في المرتبة الرابعة عالمياً، أو بين ما يشترطه صندوق النقد الدولي على لبنان لتشحيذه ثلاثة مليارات من الدولارات وبين الشروط التي كانت تفرضها المصارف اللبنانية على "البنك الدولي" الذي كان يقترض منها.
استعرضت مقالة الأسبوع الماضي دور الدبلوماسية اللبنانية بإجراء سلسلة من المصالحات بين السعودية والعراق ومصر وبين مصر وسوريا، بالإضافة إلى المبادرات الوفاقية اللبنانية بين الأردن وفصائل المقاومة الفلسطينية ومساعي لبنان السلمية في حرب فيتنام ودوره الريادي في صياغة البيانات الختامية لمؤتمرات القمم العربية، وفي هذا القسم الثاني استعراض للمواقف اللبنانية الرسمية الرافضة لمبدأ المس بسيادة لبنان وقراره الوطني.
لولا "الصراع القضائي" الدائر بين السلطات الظاهرة والخفية، كان يمكن لتخلف لبنان عن تسديد ما عليه من مستحقات مالية للأمم المتحدة، أن يأخذ مداه من الجدال المحصور بتأخر أو إهمال الدولة اللبنانية عن الوفاء بإلتزاماتها لأعلى هيئة دولية في العالم، وكل هذا يدفع إلى استرجاع الذاكرة لزمن العز الذي عرفته سياسة لبنان الخارجية ومقارنته بزمن الفاقة الذي يُخيم عليه منذ اجتاحه الخراب.
تناول القسم الأول من هذه المقالة المواقيت والظروف التي صدرت فيها كتب "بروتوكولات حكماء صهيون" و"حكومة العالم الخفية" و"أحجار على رقعة الشطرنج"، وجرى التركيز على الكتاب الأول ووقوف النظام القيصري الروسي وراء إصداره، والقسم الثاني يعالج الكتابين الأخيرين.
منذ سنوات عدة لا تقل عن عقد كامل، عادت “نظرية المؤامرة“ لتبسط أفكارها على مساحة واسعة من الخطاب السياسي العربي، والإشكالية في هذا الإحياء لنظرية خفتت إلى حد معقول مع نهاية الألفية الثانية، تكمن في شيوعها لدى الناشئة الجديدة، إذ راحت كتب مثل “بروتوكولات حكماء صهيون" و“حكومة العالم الخفية“ و”أحجار على رقعة الشطرنج“ تشكل مراجع أساسية لتحليل الأحداث وتفسيرها.
التحذيرات المتبادلة في الأسابيع الأخيرة بين صربيا وكوسوفو تعيد منطقة البلقان إلى دائرة التوتر بين دولها وقومياتها، حيث كانت صربيا على الدوام في قلب أحداثها وأدوارها منذ بروز "المسألة الشرقية" قبل قرنين إلى الحربين العالميتين الأولى والثانية، ولا تبتعد صربيا في المرحلة الراهنة عن تفاعلات الحرب الروسية ـ الأوكرانية، فصربيا هي الحليف الأوثق لروسيا.
يتحسّس العراقيون الحاليون حين يكتب "غيرهم" عنهم، وأقل ما يقال في كتابات "الغير" إنها عورات ناقصات، ومع أن تاريخ العراق العميق قائم على المجادلة واستيعاب الأفكار الوافدة والشخصيات والجماعات المستوطنة، فإن واقع الحال بات منقلباً على ما سبق من أزمان وأحوال، ومع ذلك فالكتابة عن العراق لا تختص بالعراقيين وحدهم، تماماً كما أن العراقيين معنيون بالكتابة عن العرب وكل قطر من أمة العرب.
قبل ست وستين سنة، وفي مثل هذه الأيام، كان العالم قاطبة، يعيش ذيول "العدوان الثلاثي" الذي تعرّضت له مصر من قبل التحالف البريطاني ـ الفرنسي ـ الإسرائيلي بذريعة الرد على قرار الرئيس جمال عبدالناصر بتأميم قناة السويس في السادس والعشرين من تموز/يوليو 1956، وعلى ما ظهر بعد سنوات أن دوراً لبنانياً ليس قليل الشأن، قد أسهم في إيقاف آلة العدوان.
لم يكن معرض “الكتاب العربي والدولي“ الذي اختتم نشاطاته في العاصمة اللبنانية بيروت، الأحد الماضي، إلا بقعة ضوء في ليل المدينة الحالك الذي لا يبدو له خاتمة، بفعل طغيان السياسة الشوهاء على المشهد اللبناني العام، وإذا كانت بيروت قد أصرت على القول “نعم“ للكتاب، فلأنها كانت وما زالت عنواناً للحرف والكلمة والمطبعة.