كتابا “الحكومة الخفية” و”الأحجار”.. تعطيل عقول العرب (2)

تناول القسم الأول من هذه المقالة المواقيت والظروف التي صدرت فيها كتب "بروتوكولات حكماء صهيون" و"حكومة العالم الخفية" و"أحجار على رقعة الشطرنج"، وجرى التركيز على الكتاب الأول ووقوف النظام القيصري الروسي وراء إصداره، والقسم الثاني يعالج الكتابين الأخيرين. 

يستدعي التأمل ما كتبه محمد خليفة التونسي في مقدمة “بروتوكولات حكماء صهيون” وكان أول من نقله إلى العربية عام 1951، فقد كتب:

“هذه الوثائق كما لاحظ سيرغي نيلوس ـ مؤلف البروتوكولات ـ ليست مطردة إطراداً منطقياً على الدوام، ونزيد على ملاحظاته أن موضوعاتها متداخلة، فلم يتناول كاتبها كل موضوع على حدة في بروتوكول أو أكثر، ولم يضعه موضعه المناسب، بل إنه وزع بعضها اعتسافاً في مواضيع متعددة لأدنى ملابسة حيناً ولغير مناسبة حيناً آخر، ولم أجد في الطبعة الإنكليزية التي ترجمتُها ترقيما مسلسلا للبروتوكولات، وكل ما يدل على موضع البداية لبروتوكول إنما هو فراغ بمقدار سطر حيناً، أو فاصل بثلاثة نجوم حيناً، ولا فاصل وإن دل عليه استناف الكلام في موضوع جديد، كما لم أجد عنواناً لكل بروتوكول يدل على موضعه أو موضوعاته، ونظن أن المترجم الإنكليزي كان محافظاً على التقسيم الذي وُجد في النسخة الروسية”.

الملاحظة نفسها تقريباً ترد في مقدمة كتاب “حكومة العالم الخفية” لشيريب سبيريدوفيتش والذي عرّبه مأمون سعيد إذ يشير إلى أن “المؤلف يقول إنه لم يُضِع الوقت في تحسين أسلوبه الإنكليزي واعترف بقصور عباراته، وربما كان ممكنا تدارك كثير من عيوب هذا الكتاب، وضعف مواردي الخاصة اضطرني إلى اختصار المادة وترتيبها لا في أفضل صورة، وإنما في أكثرها اقتصاداً، ومن هنا جاءت الطريقة التلغرافية في الكتابة وانعدام التسلسل المنطقي للفقرات والأسلوب المتكلف والمصطنع”.

ذاك ما يقوله مؤلفا “بروتوكولات حكماء صهيون” و”حكومة العالم الخفية” عن كتابيهما، فيعترفان بركاكة الكتابين وبتداخل الموضوعات وعدم تسلسلها وانقطاع ترابطها، مما يطرح على قارئها سؤالاً كبيراً: هل تدخل هذه النصوص المبعثرة في قائمة الكتب المعتبرة كما يعتبر قوم من العرب؟

الملاحظة الثالثة والأكثر أهمية تكمن في خاتمة كتاب “أحجار على رقعة الشطرنج” لمؤلفه وليم غاي كار، فقد كتب المترجم سعيد جزائري (طبعة “دار النفائس” ـ بيروت 1970) ما نصه:

“إن القارىء الذي فرغ من قراءة الكتاب، يعود إلى مراجعة نفسه الآن مشدوها، ويتساءل: هل لليهود كل هذا النفوذ في العالم؟ هل صحيح أن جميع زعماء العالم العظام كانوا أدوات أحجار شطرنج على رأي المؤلف بيد القوى الخفية؟ بل قد يصل التساؤل إلى حد الشك بوجود منظمة النورانيين أو مجمع حكماء صهيون، لو تُركت مشكلة تقدير قوة نفوذهم لهم، فقد يزعمون لأنفسهم توجيه الأوامر للملائكة وتسخير الشياطين، لذلك يجب أن تُعطى قضية النفوذ اليهودي حجمها الطبيعي ولا ننجرف دون وعي وراء أولئك الذين اطلعوا على بعض مخططات اليهود، فأصيبوا بهاجس المنظمة العالمية وأصبحوا يعزون كل شيء إلى القوى الخفية”.

على الأغلب، أن كثيرين ممن قرأوا “أحجار على رقعة الشطرنج” واتخذوه مرجعا، لم يقرأوا خاتمته المسهبة والحافلة بالمفاصل التاريخية التي تنقض وتنسف نسفا ما ورد في فصول الكتاب ومتونه، وهذا بدوره يُحيل إلى سؤال سبق طرحه: لماذا يميل بعض العرب إلى اتباع الظن فيخرصون وينزلون إلى ما تهوى أفئدتهم وتهيم به أنفسهم؟

في القسم الأول من هذه المقالة، مرّ أن هذه الكتب تأخذ من بعضها حتى تبدو ثلاثتها واحداً، ومن شواهد ذلك:

أولاً؛ عن روسيا:

“حكومة العالم الخفية”: “كان آل رومانوف ورثوا قطعة أرض صغيرة قرب موسكو، وكانت تُغزى من الأجانب ـ المغول ـ بإستمرار، فحولوها إلى أمبراطورية من أكبر الأمبراطوريات، فخُطّط لتدمير هذه الأسرة لأنها من أكثر الأسر محبة للمسيحيين، إن اليهود حققوا بغيتهم في روسيا ومجموعة الرعب اختارت لينين ليكون عميلا لها بعد أن زودته بعشرة ملايين دولار”.

ـ “أحجار على رقعة الشطرنج”: “نحن نطلق اليوم إسم اليهودي بصورة مبهمة على كل الناس الذين اعتنقوا يوما الدين اليهودي، على ان الواقع هو أن الكثيرين من هؤلاء ليسوا ساميين وهم من سلالة الدم المغولي ـ التركي، وقد تمكن الخزر إبّان ذروة قوتهم من إخضاع ما يزيد عن عشرين شعبا وقبيلة وعاشت دولتهم ما يقارب 500 عام حتى سقطت في نهاية القرن الثالث عشر بأيدي الروس، لكن جذوة الحقد استمرت تتقد في قلوب كهنتهم وتبلورت في الحركات الثورية حتى انفجرت في ثورة تشرين الأول/أكتوبر الحمراء عام 1917”.

ثانياً؛ حول نابوليون بونابرت: 

ـ “حكومة العالم الخفية”: “بعدما نُفي نابليون إلى جزيرة ألبا ظهر فجأة ودخل فرنسا مجدداً على الرغم من أن الناس كانوا يفترضون أنه معاد للمسيح، لقد فهموا أن نابوليون من صُنع القوة الشيطانية، وحقيقة الأمر أن نابوليون أصبح حاكماً صالحاً متميزاً حالما قبض على السلطة، فاليد الخفية صنعته لشن الحروب وتحطيم الكنيسة ولما بدّل أهدافه اكتشف الروتشيليديون أنه أصبح مسيحيا أكثر مما ينبغي فدمروه”.

ـ “أحجار على رقعة الشطرنج”: “قرر أرباب المال العالميين استثمار الرجل الجديد الصاعد نابوليون بونابرت واستغلال نتائج أعماله، كان نابوليون في البدء مرتاحا إلى حلفائه أصحاب الأموال الضخمة، ولكن الشك خامره بطبيعة العمليات التي يقوم بها هؤلاء وأدرك بثاقب نظره ما يجري في الخفاء وأخذ يترصد الفرص لضرب تجار الحروب، لكنه كان منهمكا في الحرب الروسية، فوجد النورانيون الفرصة مؤاتية لتسديد ضربتهم وكان انهيار الجيش النابوليوني في الحملة الروسية، وتوالت الأحداث وتنازل عن العرش عام 1815، ونُفي إلى جزيرة ألبا، وعندما هرب منها محاولا العودة، كان يجابه اليد الخفية الممسكة بجميع الخيوط، وكانت معركة واترلو الحاسمة”.

ثالثاً؛ الثورات العالمية:

ـ “حكومة العالم الخفية”: “إن كل الثورات العالمية نظمتها وتنظمها الحكومة اليهودية السرية العالمية لم تكن هناك ثورات فرنسية وروسية وألمانية بل ثورات يهودية في فرنسا وروسيا وألمانيا”.

ـ “أحجار على رقعة الشطرنج”: “المعطيات التاريخية تلقي الأضواء على جماعة المرابين اليهود العالميين ونبرهن كيف تآمروا هم وحلفاؤهم وخطّطوا وموّلوا الثورة الفرنسية الكبرى عام 1789 بالطريقة عينها التي خطّطوا بها وموّلوا الثورة الإنكليزية، سنكشف الستار عن تفاصيل اشتراك سادة المال اليهود في الثورات العالمية وفي جميع الحروب والهيجانات التي ما فتئت الإنسانية تعانيها منذ عام 1789”.

رابعاً؛ أبناء روتشيلد: 

ـ “حكومة العالم الخفية”: “في سنة 1812 بعث روتشيلد أبناءه الخمسة للسيطرة على العالم، وكان همهم الأول إسقاط الأسر الحاكمة في فرنسا وإنكلترا وروسيا وألمانيا والنمسا، وكان ناثان أكثرهم شيطانية فأصبح روتشيلد الثاني، ولعلم أخوته بقدراته العقلية المتفوقة، اعترفوا به رئيساً لجميع معاملاتهم المالية”.

ـ “أحجار على رقعة الشطرنج”: “عاش روتشيلد الأول حتى عام 1812، وكان له خمسة أطفال درّبهم منذ نعومة أظفارهم حتى يصبحوا ذات يوم من أعرق المتخصصين بالربا والمعاملات المالية الضخمة، وكان أقدر هؤلاء ناثان ـ فأرسله ـ والده إلى انكلترا لجعله احد المسيطرين على بنك إنكلترا، وكان الهدف التالي أن يستخدم هذه السيطرة ليؤسس مع أبيه وأخوانه الأربعة احتكاراً مالياً عالمياً يمتد كالأخطبوط في كل أنحاء أوروبا”.

مقارنات وموازنات:

إن تلك المقارنات بين “حكومة العالم الخفية” و”أحجار على رقعة الشطرنج” يفيض بها الكاتبان والكتابان إلى حدود الضجر، ولكن قد تكون الإفاضة في مقارنة هذين الكتابين مع الكتاب الأصل “بروتوكولات حكماء صهيون” المأخوذ بقسمه الأكبر من الحوارالتخيلي ـ الفلسفي للفرنسي موريس جولي (حوار في الجحيم ـ 1864) أقل مللاً لأنها تُظهر المرجعية الباهتة لكل من “الحكومة الخفية” و”رقعة الشطرنج”.

يقول وليم غاي كار في “أحجار على رقعة الشطرنج” إن الوثائق الخطيرة التي وقعت عام 1901 في يد البروفسور الروسي نيلوس ـ مؤلف البروتوكولات ـ ونشرها عام 1905، تضمنت على معلومات موسعة عن المؤامرة الأصلية، ويبدو من مقارنة النصين أن القسم الأول من وثائق نيلوس مطابقة لوثائقي أما القسم الآخر فيحتوي على معلومات إضافية تتعلق بطرق استغلال المؤامرة للعقائد المادية الإلحادية كالداروينية والماركسية، ولا تختلف الوثائق الموجودة في حوزتي عن وثائف البروفسور نيلوس وعن بروتوكولات حكماء صهيون إلا في أمرين، المعلومات الإضافية والعنوان ـ عنوان الكتاب ـ الذي اختاره فيكتور مارسدن، والأخير هو الذي نقل كتاب “الخطر اليهودي” لسيرغي نيلوس من الروسية إلى الإنكليزية وأعطاه عنوان “بروتوكولات حكماء صهيون”.

إقرأ على موقع 180  فضائح "ديوان" حمدوك: إستعمار إختياري في عصر ما بعد الكولونيالية

ينسخ وليم غاي كار عشر صفحات كاملة من “بروتوكولات حكماء صهيون” ومن دون إية إحالة أو إشارة إليها، وهكذا يجول بين الصفحة 91 والصفحة 101 مستعرضا ما يزعمه مؤامرة وضع مخططاتها المتمول اليهودي روتشيلد امام مجمع سري انعقد عام 1773، وهذا التاريخ يشكل الإفتراق الوحيد مع التاريخ الذي يحدده الروسي نيلوس صاحب “البروتوكولات” إذ يجعله عام 1897 في “مؤتمر بازل” في سويسرا، وأما التفاصيل فهي ذاتها من دون إضافات أو تعديلات أو اقتباسات، ومأخوذة نصوصاً وسطوراً من “البروتوكولات” الأول والثاني والثالث والثاني عشر والحادي والعشرين.

والمثير في كل ذلك أنه مثلما فعل مؤلف “البروتوكولات” بإستيلائه على النصوص الفلسفية المتخيلة للفرنسي موريس جولي في “حوار في الجحيم” وإدعائه أنها “وثائق سرية” حصل عليها، فالنصوص ذاتها يأخذها وليم غاي كارمن “البروتوكولات” وينسبها له، والقرائن التالية تكشف وتفصح:

ـ أ ـ “أحجار على رقعة الشطرنج”: “بدأ روتشيلد عرضه لتفاصيل المؤامرة بقوله إن معظم الناس يميلون إلى الشر أكثر من ميلهم إلى الخير، والنتيجة المنطقية لذلك أن المؤامرة تستطيع الوصول إلى النتائج التي نرغبها إذ كان الحُكم مبنياً على الإرهاب والعنف، علّل روتشيلد حججه بأن المجتمع الإنساني البدائي قبل التاريخ كان يخضع للقوة النظامية العمياء، هذه السلطة تحولت في ما بعد إلى ما يُسمى بالقانون، فالقانون ليس إلا القوة المقنّعة”.

ـ “البروتوكول الأول”: “إن ذوي الطبائع الفاسدة من الناس أكثر من ذوي الطبائع النبيلة، وخير النتائج في حكم العالم ما ينتزع بالعنف والإرهاب، خضع الناس في الطور الأول من الحياة الإجتماعية للقوة الوحشية العمياء، ثم خضعوا للقانون، وما القانون في الحقيقة الا هذه القوة ذاتها مقنعة فحسب، وهذا يؤدي بنا إلى تقرير أن قانون الطبيعة هو: الحق يكمن في القوة”.

ـ “حوار في الجحيم”: “في بداية المجتمعات وُجدت القوة العنيفة الجامحة بلا قيد، بعد ذلك بكثير كان القانون، بمعنى القوة مرة أخرى المنظمة بقواعد، وفي كل مكان كانت القوة تظهر قبل الحق”.

ـ ب ـ “أحجار على رقعة الشطرنج”: “إن الحرية السياسية ليست سوى فكرة، فهي ليست أمراً واقعياً، أي أنها لا يمكن ان تصبح أمراً واقعياً”.

ـ “البروتوكول الأول”: “إن الحرية السياسية ليست حقيقة بل فكرة”.

ـ “حوار في الجحيم”: “ليست الحرية السياسية سوى فكرة نسبية”.

في حقيقة الأمر، أن مجمل هذه الأفكار مأخوذة عن كتاب “الأمير” للمفكر الإيطالي نيقولا ميكافيلي (1469 ـ 1527) وقد كان موريس جولي في حواره المتخيل بين مونتسكيو وميكافيلي محترماً وأميناً في تقديم أفكار ميكافيلي ولم يفعل أكثر من تحويلها إلى نصوص حوارية، بينما مؤلفا “البروتوكولات” و”الأحجار” لم تأخذهما لومة لائم في الإدعاء ان هذه النصوص عائدة إلى “المؤامرة الكبرى” التي يزعم وليم غاي كار “أن الفضل ـ بإكتشاف وثائقها ـ يعود إلى العناية الإلهية أولاً” مثلما قال في الصفحة 104 من كتابه.

لا يكتفي مؤلف “الأحجار” بإستنساخ نصوص “البروتوكولات”، وإنما يستشهد بها مرات عدة، ففي الصفحة 228 يقول “كان الرجل الذي أطلق الصيحة في إنكلترا فيكتور مارسدن، وقد استطاع الحصول على نسخة من الكتاب الذي ألفه البروفسور نيلوس بعنوان “الخطر اليهودي”، وكان نيلوس قد حصل على قسم من الوثائق في باريس عن طريق غانية سرقتها من عشيقها”، وفي الصفحة231 “بالطبع يتساءل القارىء عن سبب ظهور هذا الوثائق عام 1901حين عثر عليها البروفسور نيلوس بعد أن لبثت طي أستار كثيفة منذ عام 1773، والجواب أن رؤوس المؤامرة العالمية وجدوا أنفسهم مضطرين إلى عقد اجتماعات ومشاورات تفوق في مداها كل ما عرفوه في تاريخ مؤامراتهم”.

وكما هي حالة “الأحجار” هي حالة “حكومة العالم الخفية” ففي الصفحات 52 و65 و92 “لقد بيّن روتشيلد حول طاولة قذرة لزوجته وأبنائه الخمسة وبناته الخمس شهوة القتل وكيف يكسبون الأموال بنهب الناس وسلبهم، وتعلم في المدرسة الحاخامية التي تُعرف ببروتوكولات حكماء صهيون ـ إن ـ هدف الشيطانيين القتلة منذ سنة 1770 إسقاط الكنيسة المسيحية والملكيات وقد شرحوا هذا الهدف في بروتوكولات حكماء صهيون وعلى كل مسيحي أن يقرأ البروتوكولات وكل سطر في البروتوكولات جسده اليهود مثلاً حياً في واقع الحياة، وجاء في بروتوكولات حكماء صهيون تذكروا الثورة الفرنسية التي أضفينا عليها صفة العظمة فأسرار تخطيطها نعرفها نحن لأنها كانت من صنع أيدينا”.

ما أن ينتهي قارىء “البروتوكولات” و”الحكومة الخفية” و”الأحجار” حتى يُثقل بتهويمات التخريف، وهي الصفة العائدة إلى صاحب موسوعة “اليهود واليهودية والصهيونية” المفكر عبد الوهاب المسيري ويرميها على مُعرِّب “البروتوكولات” محمد خليفة التونسي حين يشير في المقدمة إلى أنه بعد افتضاح أمر “البروتوكولات” جن جنون اليهود خوفاً وفزعاً وعمت المذابح ضدهم في روسيا وقُتل منهم في إحداها عشرة آلاف، فيقول المسيري “الكاتب هنا يُخرِف، ما هذه المذابح التي يشير إليها؟ أين وقعت؟ وكيف ومتى”؟

وفي تهويمات التخريف ما يتعلق بـ”مؤتمر بازل” وحياله يقول المسيري “يزعم الأستاذ التونسي أن زعماء اليهود قد عقدوا ثلاثة وعشرين مؤتمراً منذ سنة 1897 حتى سنة 1951 وأول مؤتمراتهم برئاسة زعيمهم هرتزل اجتمع فيه نحو ثلاثمئة من أعتى حكماء صهيون وقرروا في المؤتمر خطتهم السرية لإستعباد العالم كله تحت ملك من نسل داوود، وقام هرتزل وأصدر عدة نشرات يعلن فيها أنه قد سُرقت بعض الوثائق السرية التي قُصِد إخفاؤها، وهذا تخريف ما بعده تخريف، فوقائع المؤتمر وما تلاه من مؤتمرات موجودة في كُتب بالألمانية والعبرية والإنكليزية والفرنسية وتُرجم بعضها إلى العربية”.

ـ ج ـ “الأحجار” ترد على “الأحجار” : قد يكون سعيد جزائري الذي نقل “أحجار على رقعة الشطرنج” إلى العربية، من القلائل الذين لا يؤمنون بكل ما يترجمون، فالخاتمة التي سطّرها للكتاب تطيح بنصوصه كافة، وتكشف أن وقائع التاريخ السياسي والعسكري اليهودي ما كانت تميل إلى اليهود في أغلبها ومعظمها، وجاء في هذه الخاتمة:

“توفي ـ النبي ـ موسى عام 1450 قبل الميلاد وتوالى على زعامة اليهود شاؤول وداوود وسليمان الذي توفي سنة 950 ق.م، وقد كانوا خلال هذه الفترة منقسمين متناحرين، وفي سنة 586 ق.م أغار بختنصر على مملكة يهوذا واستولى على القدس وساق أهلها أسرى إلى بابل، وفي سنة 550 ق .م ضم قوروش أراضيهم إلى مملكته، وفي سنة 160 ق.م دخلوا تحت حكم الرومان، وفي سنة 70 ق.م سحق تيطس الروماني ثورة قاموا بها ودمّر القدس، وفي سنة 135م سحقهم الرومان، وفي القرن السادس الميلادي سحقهم جوستيانوس، وفي القرن السابع كان الفشل حليفهم واستمر تشتتهم في أنحاء المعمورة، وفي البلاد التي تشردوا بها عاشوا منبوذين، ولم يستطيعوا أن يخدعوا خلال تاريخهم الطويل إلا القلائل من القادة والزعماء وإن استطاعوا ذلك فترة من الزمن مع بعض الزعماء، فإن ذلك لم يكن ليدوم طويلاً”.

في الختام بعض “النزاريات”: يقول الشاعر نزار قباني في “هوامش على دفتر النكسة”:

أنعي لكم يا أصدقائي اللغة القديمة

والكتب القديمة

أنعي لكم..

كلامنا المثقوب كالأحذية القديمة

ومفردات العهر والهجاء والشتيمة

ما دخل اليهود من حدودنا

وإنما

تسربوا كالنمل من عيوبنا.

(*) الجزء الأول: كتبٌ تُعطل عقل العرب.. أولها “البروتوكولات”

Print Friendly, PDF & Email
Download Premium WordPress Themes Free
Download WordPress Themes
Download WordPress Themes
Download Nulled WordPress Themes
free online course
إقرأ على موقع 180  نواب التغيير.. لإشتراط رئيس يتصدى للإغتيال السياسي