ارسطو Archives - 180Post

800-18.jpg

السيادة.. السيادة. لازِمةٌ تتكرَّرُ كثيراً في لبنان. الدستور اللبناني أكَّدها نصَّاً وأبقى مفهومَها مُلتبِساً. لا شيءَ اِستثنائيَّاً في ذلك. كلُّ دساتيرِ العالمِ أَقرَّتْ مبدأ السيادة منذ أنِ اخترعَ أرسطو في اليونان هذا المصطلحَ وصولاً إلى مراحلِنا الحديثةِ مع هوبز وروسو ومونتسكيو وبودان، ومع ماركس وإنجلز ولينين وغيرِهم عند البحث في مسألة الدولة والسلطة والهويّة. المفهومُ الأرسطي يركِّزُ على أنَّ السيادةَ هي السلطة العليا للدولة.

pindai280423_1.jpg

في الأول من مايو/أيار (عيد العمال العالمي)، يصعد الرأسماليون إلى المنصات، ويتلون خطبًا مشحونة بلغة فلسفية مدهشة: "كرامة العمل"، "روح الإنسان المنتج" و"قيمة الالتزام الجماعي". تُقتبس أقوال أرسطو عن "الفضيلة في العمل"، ويتردد اسم هايدغر حين يُقال إن "الوجود يتحقق عبر الممارسة اليومية"، بل وقد لا يخلو الأمر من اقتباس من ماركس نفسه، لكنه منتزعٌ من سياقه، ليُمرّر خطابًا ناعمًا.

35f094e10ad213250dca2320fb081035.jpg

تسعى هذه المقالة التي تستعيد الحديث عن أصول الفلسفة، إلى إعادة تسليط الإنارة على دور الفينيقيين في الإنتاج الفلسفي إبداعاً في البيئة اليونانية أو نقلاً إليها من بلاد الشرق، وهذا ما يوجب العودة إلى رأس الفلسفة في اليونان، أي طاليس الملطي الفينيقي، وهو أول الحكماء السبعة الذين مهّدوا للنضوج الفلسفي اليوناني المعروف عند الثلاثي الذهبي سقراط وأفلاطون وأرسطو.

Пристань-Давньої-Фінікії.jpg

في قراءة متجددة لكتاب "نشوء الأمم" للمفكر انطون سعادة مؤسس "الحزب السوري القومي الإجتماعي"، يتوقف القارىء ممعناً بقول سعادة "إن الكنعانيين من بين جميع شعوب التاريخ القديم، كانوا أول شعب تمشى على قاعدة محبة الوطن والإرتباط الإجتماعي وفاقا للوجدان القومي وللشعور بوحدة الحياة ووحدة المصير".