
على أكثر من خمس جبهات في ريفي حلب وإدلب، وفي وقت متزامن، أطلق الجيش السوري عملياته الأخيرة في الشمال السوري، ضمن معركة استعادة السيطرة على طريق حلب – دمشق الدولي، تحت غطاء ناري وجوي كثيف بمؤازرة روسيّة.
على أكثر من خمس جبهات في ريفي حلب وإدلب، وفي وقت متزامن، أطلق الجيش السوري عملياته الأخيرة في الشمال السوري، ضمن معركة استعادة السيطرة على طريق حلب – دمشق الدولي، تحت غطاء ناري وجوي كثيف بمؤازرة روسيّة.
بين ليلة وضحاها، اشتعل الشمال السوري على امتداد ريفي إدلب الجنوبي الشرقي وحلب الغربي الجنوبي، وسط معارك واستهدافات جوية متواصلة من الطائرات السورية والروسية، قبل أن يعلن مصدر عسكري سوري انطلاق عملية تحرير ريف حلب الغربي الجنوبي على محور بعيد نسبياً عن محاور "التهدئة" الروسية - التركية، في حين أعلنت مصادر معارضة أن تركيا أبلغت الفصائل المسلحة أن تلك الهدنة سقطت.
تغيّرات ميدانية عدة تشهدها المناطق الشرقية والشمالية الشرقية من سوريا منذ نحو شهرين، على وقع محادثات وتفاهمات متتالية، تتبعها انسحابات وإعادة تموضع للقوات الأميركية وتمدد روسي هادئ، ضمن عمليات فرط عقد "قوات سوريا الديموقراطية"، بضغط تركي استغلته موسكو بشكل كبير.
تراجعت حظوظ التفاهمات السياسية في الشمال السوري جرّاء اصطدامها بخلافات اللاعبين في ما بينهم، مفسحةً المجال أمام عودة التصعيد العسكري إلى واجهة المشهد من جديد.
في وقت تنطلق فيه الجولة الثانية من أعمال اللجنة الدستورية المصغرة في جنيف وسط توقعات بأن ترتفع سخونة النقاشات، تتلبّد بالموازاة أجواء المشهد الميداني في الشمال السوري، بشقيه الغربي والشرقي، بنذر التصعيد العسكري.
ما أن بدأ الضباب بالانقشاع عن خلفيات القرار الأميركي بالانسحاب من شمال شرق سوريا، حتى طفت على السطح الأبعاد المتعددة للصراع الدولي والإقليمي على هذه المنطقة، وبما يؤكد الأهمية الاستراتيجية لها، والشواهد كثيرة وأهمها تاريخيا، تيقظ الاستعمار الفرنسي باكراً لهذا الأمر مع مطالع العام 1926، حيث أبرق الرئيس الفرنسي ميليران آنذاك للجنرال غورو سرياً للعمل على إعادة تشكيلها، وبما يخدم الأهداف الاستعمارية على المدى البعيد.
وضعت القمة الأخيرة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان في سوتشي خارطة طريق مبدئية تبعد شبح الحرب التي أعلنتها تركيا ضد الأكراد في شمال شرق سوريا، وذلك بعد تخلي الولايات المتحدة الأميركية عن قوات سوريا الديموقراطية "قسد"، وذلك عبر مجموعة إجراءات ميدانية وسياسية تحت رقابة وضمانة روسية.