
من دون مقدمات، وبلا تدبيج، ورغم منزلق نظرية المؤامرة، هل كانت شحنة النترات أمونيوم التي فجرت بيروت وأحدثت أكبر نكبة في تاريخها منذ زلزال القرن السادس، معدة منذ البداية، لتظل في لبنان؟ هذا ما على تحقيق مستقل شفاف أن يوضح اسبابه ويجلو أسراره والألغاز.
من دون مقدمات، وبلا تدبيج، ورغم منزلق نظرية المؤامرة، هل كانت شحنة النترات أمونيوم التي فجرت بيروت وأحدثت أكبر نكبة في تاريخها منذ زلزال القرن السادس، معدة منذ البداية، لتظل في لبنان؟ هذا ما على تحقيق مستقل شفاف أن يوضح اسبابه ويجلو أسراره والألغاز.
سفينة بُنيت في اليابان، تحمل علم مولدوفا، مملوكة لشركة يملكها روسي يعيش في قبرص ومسجلة في جزر مارشال، طاقمها روسي - أوكراني، نقلت مواداً خطيرة من جورجيا إلى موزمبيق، ورست بشكل (ظاهرُه) مفاجئ في مرفأ بيروت... نتيجة كل ما سبق باتت معروفة: انفجار "هيروشيمي" دمّر العاصمة اللبنانية.
أعطت الانتخابات الطلابية في الجامعات اللبنانية الخاصة، إشارات سلبية لكل من احزاب السلطة والمعارضة، مثلها مثل انتخابات نقابة المحامين ومندوبي رابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية، وفرضت ضرورة اعادة نظر في البرامج والأطر والخطاب، بعدما باتت طروحات معظم هذه الأحزاب بضاعة بائرة لا تجد من يشتريها.
كلما تم التوغل في قضية الباخرة "روزوس" التي كانت محملة بـ 2755 طناً من نيترات الأمونيوم، كلّما ازدادت الشكوك وصارت "فرضيّة المؤامرة" هي الأكثر ترجيحاً.
ما زالت بيروت تلملم جراحها. صوت كنس الزجاج المتهشم يلاحقك حتى حين تصمت المدينة، وتفسح ما يكفي من وقت لكي يتفقدها الشهداء ليلاً، فيختلط بأصوات الذاكرة القريبة – معزوفة موسيقية هنا، قرقعة كؤوس هناك، وبينهما أطراف الحديث والضحكات. غريبة هي بيروت… لم تكن هكذا حتى في أحلك سنوات حربها الأهلية، وكل ما تلاها من حروب صغيرة وكبيرة وتفجيرات وثورات وأزمات وتسويات.