
«لن تنتصروا.. سوف نسحق كل من يهدد أمن إسرائيل». كانت تلك رسالة قلقة من النتائج الأخيرة للحرب على غزة أطلقها وزير الأمن القومى «إيتمار بن غفير» فى وجه الأسير الفلسطينى «مروان البرغوثى» قبل وقف إطلاق النار بأقل من شهر.
«لن تنتصروا.. سوف نسحق كل من يهدد أمن إسرائيل». كانت تلك رسالة قلقة من النتائج الأخيرة للحرب على غزة أطلقها وزير الأمن القومى «إيتمار بن غفير» فى وجه الأسير الفلسطينى «مروان البرغوثى» قبل وقف إطلاق النار بأقل من شهر.
لم يهدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقتاً. انتقل سريعاً من غزة إلى أوكرانيا مستنداً إلى نجاحه في وقف الحرب الإسرائيلية التي استمرت سنتين، ليتوجه مجدداً نحو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، داعياً إياه إلى وقف الحرب في أوكرانيا، هنا والآن، وإلا ستكون أميركا مضطرة إلى اجتياز خط أحمر آخر، في ما يتعلق بتزويد كييف بصواريخ "توماهوك" (المجنحة) بعيدة المدى.
يتهم الكاتب الإسرائيلي رونين بيرغمان، وهو خبير في المسائل الأمنية والعسكرية، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ببيع الجمهور الإسرائيلي اتفاقا غير موجود، ويقول في مقالة له في "يديعوت أحرونوت" إن نتنياهو ووزير حربه يسرائيل كاتس يزرعان بذور حرب قادمة ستظهر عندما تنكشف الهوة بين الظاهر وبين الواقع. في ما يلي نص مقالة بيرغمان:
كيانيَّانِ استيطانيانِ في عالمِنا المعاصر. "الولاياتُ المتحدةُ" و"إسرائيل". نموذجانِ كولونياليّانِ يجْمعانِ بين الرأسماليّةِ والعنصرّيّةِ والاستبدادِ والتزويرِ. ويتقنَّعانِ بشعاراتِ الحريّةِ والديمقراطيّة. تقودُهُما الماسونيةُ، والصهيونيةُ التَلموديةُ، والصهيونيّةُ المسيحيةُ، أيْ مُثلَّثُ الدولةِ العالميةِ العميقةِ، أو الحكومةِ العالميةِ الخَفيّةِ. كلٌّ من هذينِ الكيانينِ اِغتصبَ أرضاً، وارتكبَ مجازرَ، ونظَّمَ إباداتٍ جَماعيّةً بحقِّ أبناءِ الأرضِ الحقيقييّن. هذا ما حصلَ في أرضِ أميركا وفي أرضِ فلسطين..
بعد أيام من توقيع اتفاق وقف الحرب في غزة ها هو دونالد ترامب يُستمر بتوجيه التهديدات إلى حركة حماس باستخدام القوة إن لم تلتزم بتطبيقه. فما الذي يُهدّد بنسف هذا الاتفاق؟
يستعيد هذا المقال، وهو الثالث في هذه السلسلة، مفهوم الاستعمار الداخلي بوصفه آليةً لإدامة السيطرة الإمبريالية في أشكال جديدة، من تجربة «مكتب الشؤون الهندية» في الولايات المتحدة إلى واقع «السلطة الوطنية الفلسطينية» في ظل الاحتلال الصهيوني. يربط النص بين التاريخ الاستعماري الأميركي ومنطق النظام الدولي الراهن، مبيّناً كيف أعادت القوى المهيمنة إنتاج أدوات الإخضاع عبر المعاهدات، والهيئات المحلية، والأنظمة التابعة، في سياقٍ تتواصل فيه حروب الإبادة، وتتبدّل فيه موازين القوى نحو نظام عالمي متعدّد الأقطاب.
تختصر القضية الفلسطينية قرناً من الصراع بين مشروعين متناقضين: مشروع استعماري استيطاني إحلالي غربي غُلّف بالشعار الصهيوني، ومشروع تحرّري عربي فلسطيني حاول مقاومة التفكيك والاقتلاع. منذ وعد بلفور عام 1917 وحتى قمة شرم الشيخ في تشرين الأول/أكتوبر 2025، تعاقبت المبادرات والمفاوضات، وتبدّلت العناوين من “الأرض مقابل السلام” إلى “السلام الاقتصادي”، فيما ظلّ جوهر الصراع واحداً: من يملك الحق في الأرض والهوية والسيادة؟
«ليس فى طاقة إسرائيل أن تحارب العالم». كان ذلك استخلاصا للرئيس الأمريكى دونالد ترامب أبلغه لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى معرض إقناعه بقبول خطة إنهاء الحرب بغزة. العبارة، بوقع كلماتها ورسائلها، تنطوى على نوع من الإقرار بخطورة اتساع الاحتجاجات الشعبية الأوروبية على مستقبل الدولة العبرية ومصيرها.
هناك شبه إجماع على أن وقف النار وتبادل الأسرى بين "حماس" وإسرائيل، هو الجزء الأسهل من الخطة التي تتضمن 20 بنداً. أما تثبيت وقف النار بما يشكل وقفاً تاماً للحرب المستمرة منذ عامين، فذاك هو التحدي الأكبر الذي يواجهه ترامب. وبحسب التجارب السابقة، لا يوجد يقين بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لن ينكث بتعهداته مجدداً ويستأنف العمليات العسكرية، بعد أن يستعيد كل الأسرى الإسرائيليين، الأحياء منهم والقتلى.
بعد أن أتمّت الحرب الإسرائيلية على غزة عامها الثاني، وما تخللها من فتح "سبع جبهات" طالت كامل قوى "المحور"، من "رأس الأفعى"- إيران، إلى سوريا، مروراً باليمن وكافة حركات المقاومة في لبنان والعراق والضفة الغربية. يُطرح سؤال جوهري في هذا المقام، هل فعلاً غيّر نتنياهو الشرق الأوسط؟