أحمد الطناني, Author at 180Post

food-parcel-netanyahu-cm.jpg

شكَّل سؤال الحكم (اليوم التالي) في قطاع غزة إحدى أبرز المعضلات أمام الاحتلال الإسرائيلي، لا سيما بعد أن طرح بنيامين نتنياهو محدداته الرئيسية للنظام المنشود في القطاع: نظام محلي لا يُعادِي "إسرائيل"؛ لا يرتبط بأية بنية وطنية فلسطينية، لا من "حماس" ولا من "فتح"، مع رفض سياسي إسرائيلي لعودة السلطة الفلسطينية في رام الله لتولِّي المسؤولية، برغم التقديرات المختلفة للأجهزة الأمنية الإسرائيلية.

IMG_2426.jpeg

منذ الأيام الأولى لحرب الإبادة على غزة، أصبح "اليوم التالي" أحد أهم محاور النقاشات السياسية في كيان الاحتلال الإسرائيلي، وتمحور الجدل حول كيفية الرد على صمود الناس والمقاومة الفلسطينية، وكيفية مواجهة النتائج الاجتماعية والسياسية التي قد تترتب على تصاعد الأزمة في القطاع. هذه القضية لم تكن على خلافات داخلية بين كبار المسؤولين الإسرائيليين وحسب، بل امتدت لتشمل نقاشًا استراتيجيًّا معمقًا بين حكومة الاحتلال والإدارة الأمريكية.

slide.jpg

حين يُطرَح الحديث عن خلافٍ محتمل أو أزمة متدحرجة بين الولايات المتحدة و"إسرائيل"، يُخطئ كثيرون حين يفترضون أن أي تباين في التكتيكات أو المواقف يعني تراجعًا في التحالف الاستراتيجي الأميركي – "الإسرائيلي".

084096039730767394876898.jpg

لم يكن الخلاف بين المستويَين السياسي والعسكري في دولة الاحتلال ظاهرةً طارئة، بل تصاعَد تصاعدًا متسارعًا مع وصول ائتلاف اليمين المتطرف إلى الحكم، وهيمنة شخصيات مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش على مواقع وزارية مؤثرة.

palestine-gaza-1.jpg

شكَّلت عمليةُ "طوفان الأقصى" نقطةَ تحوُّلٍ فارقةً في طبيعة الصراع، ووضعت الاحتلالَ "الإسرائيليَّ" أمام تحدٍّ وجوديٍّ، فلم يكتفِ بالرد، بل فعَّل استراتيجية هجومية متدحرجة تجاوزت غزة، لتطال الجبهتين اللبنانية والسورية، في محاولة لإعادة هندسة البيئة الأمنية المحيطة، وفرض وقائع ميدانية جديدة تُفضي إلى تغيير الجغرافيا السياسية في أكثر من ساحة.