مثلما تسنى لها، قبل عقدين مضيا من الزمن، احتواء الخطر الأحمر السوفياتى، عبر تقارب اضطرارى وظرفى مع بكين مطلع سبعينيات القرن الماضى، ترنو واشنطن، هذه الأيام، لاجتذاب روسيا إلى تحالفها العابر للقارات.
مثلما تسنى لها، قبل عقدين مضيا من الزمن، احتواء الخطر الأحمر السوفياتى، عبر تقارب اضطرارى وظرفى مع بكين مطلع سبعينيات القرن الماضى، ترنو واشنطن، هذه الأيام، لاجتذاب روسيا إلى تحالفها العابر للقارات.
ليس مستغرباً عودة أوكرانيا واجهة لصراع مفتوح بين الغرب من جهة وبين موسكو من جهة اخرى، لا سيما في ظل التشنج العلني بين الطرفين والذي أجّجه نعت الرئيس الاميركي جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين بـ"القاتل". لكن لماذا دخلت تركيا رجب طيب أردوغان على خط هذا الإشتباك؟
بعد عودة النزاع الأوكراني إلى حماوته وإثارة الجدل في تركيا حول اتفاقية مونترو التي تضع قيوداً على حركة دخول السفن العسكرية إلى البحر الأسود عبر مضيقي البوسفور والدردنيل، ساد العلاقات الروسية-التركية فتور واضح، برغم حرص موسكو وأنقرة على نفي ذلك. فماذا يجري بين القيصر والسلطان؟
طرحت المحللة في "معهد هرتسليا" كاسيينا سفاتلوفا (عضو سابق في الكنيست الإسرائيلي) أسئلة حول مستقبل العلاقات الروسية ـ الأميركية والروسية ـ الإيرانية (ربطاً بالإتفاق الصيني الإيراني)، وكذلك طرحت سؤال العلاقة بين روسيا وحزب الله، وذلك في مقالة نشرتها على موقع المعهد المذكور:
وفقا لاستراتيجية الأمن القومى الأمريكية (2017)، انتقلت روسيا من مجرد قوة كبرى إقليمية، كما كان يحلو لباراك أوباما وصفها، إلى منافس للولايات المتحدة وخطر داهم على أمنها القومى وتهديد للنظام الليبرالى الدولى الذى تقوده واشنطن ولمستقبل هذا النظام، خاصة منذ الأزمة الأوكرانية عام 2014 وضم شبه جزيرة القرم.
نظر البريطانيون خلف بحر المانش فوجدوا قارةً قديمةً تنخرها الأزمات. لذلك، قرروا النأي بأنفسهم عنها بالأميال الـ165 من المياه التي تفصل البر الأوروبي عن بر جزيرتهم.
تغدو مرتبطًا بأماكن أجنبية وتناصر ثقافات أخرى، ذلك من خصوصيات الحياة الدبلوماسية بعد رحلات طويلة الأمد. إن "البلد المضيف" لأسرة الدبلوماسي، هو مكان عملك وخدمتك ومهمتك وهذه واجباتك، وهي تشكل عبئًا جسديا وثقافيا في آن، وترسم مسار التكيف. لكن قبل كل شيء، يغدو المكان موطنك.