
تشكل الانتخابات الرئاسية الأميركية في العام 2020 محطة مهمة في العلاقات الدولية كما في صياغة رؤية الإدارة الأميركية الجديدة للمنطقة. بهذا المعنى، تبدو لعبة الأواني المستطرقة في المنطقة كأنها مجرد تعبير عن مرحلة انتقالية طويلة
تشكل الانتخابات الرئاسية الأميركية في العام 2020 محطة مهمة في العلاقات الدولية كما في صياغة رؤية الإدارة الأميركية الجديدة للمنطقة. بهذا المعنى، تبدو لعبة الأواني المستطرقة في المنطقة كأنها مجرد تعبير عن مرحلة انتقالية طويلة
مع اعلان الرئيسين الروسي و التركي عن توصلهما الى إتفاق تاريخي حول سوريا بعد قمة جمعتهما في مدينة سوتشي الروسية، تتجه الأنظار الى آليات تنفيذ مذكرة التفاهم التي تم التوصل اليها.
تتكثف الاجتماعات التركية ــ الاميركية، مع وصول نائب الرئيس الأميركي ووزير خارجية الولايات المتحدة إلى أنقرة، ويستعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لزيارة موسكو قريبا، وسط كلام عن احتمال لقاءات علنية سورية ــ تركية برعاية روسية. هل دخلت الحرب السورية في مراحلها الأخيرة بتفاهمات إقليمية ودولية بينما يغرق لبنان يوما بعد آخر بـ"الحروب المتفرقة"؟
مع انطلاق أولى المقاتلات التركية في مهمة التمهيد الناري للعملية العسكرية التي اسماها رجب طيب اردوغان "نبع السلام"، تكون منطقة شمال سوريا قد دخلت منعطفاً جديدة في بقعة شديدة الحساسية، حيث تتقاطع أجندات إقليمية ودولية متناقضة، ما ينذر بتعقيدات جديدة في المشهد السوري.
قبل أيام، أعلن رجب طيب أردوغان أن الهجوم على شمال سوريا قد يبدأ في أيّ وقت. يرى الرئيس التركي أن الفرصة قد تكون مؤاتية لتحقيق هدف من عمر الصراع في سوريا، وهو إقامة "منطقة آمنة" في الشمال السوري، للقضاء على الخطر الذي يمثله أكراد سوريا على الأمن القومي التركي. ومع ذلك، فإنّ إعلان أردوغان يبقى موضع شكوك، خصوصاً في غياب الضوء الأخضر الأميركي لتوغل القوات التركية في شمال سوريا، والطبيعة المعقد للعلاقات بين تركيا ولاعبين آخرين على الساحة السورية، ابرزهم روسيا، فضلاً عن المخاطر الداخلية التي يمكن أن تتهدد النظام التركي المحاصر بالضغوط الاقتصادية، وأزمة اللاجئين، والمعارضة المتربصة لأيّ خطأ. في هذه المقابلة، يرصد الخبير الروسي دنيس كوركودينوف العوامل الدافعة والكابحة للهجوم التركي المحتمل، والتداعيات المترتبة عليه.