عندما يُصدّح شيخٌ من مشايخ أهل السنّة في يومنا هذا أنّ باب الإجتهاد مغلقٌ أو أنّ لا إجتهاد مع وجود النصّ، فهو يفعل ذلك لأغراض ونوايا (معظمها سياسي وبعضها خبيث)، وليس لأنّ التراث السنّي يمنعه من الإجتهاد.
عندما يُصدّح شيخٌ من مشايخ أهل السنّة في يومنا هذا أنّ باب الإجتهاد مغلقٌ أو أنّ لا إجتهاد مع وجود النصّ، فهو يفعل ذلك لأغراض ونوايا (معظمها سياسي وبعضها خبيث)، وليس لأنّ التراث السنّي يمنعه من الإجتهاد.
تتردّد كثيراً مقولة أنّ إغلاق باب الاجتهاد تسبّب بإنحطاط الإسلام والمسلمين، وكأن للاجتهاد باب لو أمكن للمفكرين الإسلاميين فتحه لانحلّت مصائبنا. ننسى، للأسف، أنّ مصائبنا أعمق من أن يحلها اجتهاد وحده وأنّ الفكر على قدر المفكّرين، كما "على قدر أهل العزم تأتي العزائم".
يعتبر القرآن جوهر العقيدة الإسلامية وهو كتاب أزلي خالد غير قابل للتغيير شكلاً ومضموناً، فكيف يمكن والحالة هذه التعامل مع فكرة الحداثة ذات الطابع النسبي في ما يتعلّق بالحقيقة وتطوّرها المستمر، خصوصاً بما له صلة بإعادة صياغتها في ضوء التطوّر العلمي وبما يساعد على تحديثها؟
ما دفعني إلى كتابة هذه السلسلة من المقالات عن الإسلام هو كتاب قرأته مؤخراً لمفكر عربي ووجدت نفسي في مواجهة أخطاء تاريخية ومفاهيمية، معظمها ناتج عن مقاربة خاطئة للتاريخ الاسلامي وعدم إلمام بالفكر الديني الذي انتجه المسلمون عبر العصور.