كيف يبدو المشهد السياسي الداخلي الفرنسي وتداعياته الخارجية بعد تشكيل ميشال بارنيه حكومته الجديدة؟
كيف يبدو المشهد السياسي الداخلي الفرنسي وتداعياته الخارجية بعد تشكيل ميشال بارنيه حكومته الجديدة؟
لا تقتصر أسباب وتداعيات الأزمة السياسية والمجتمعية الكبرى التى تمر بها أوروبا اليوم على رواج الأفكار العنصرية وصعود اليمين المتطرف وتراجع النموذج الديموقراطى، بل تمتد لتشمل العديد من جوانب حياة الشعوب الأوروبية التى عادت قارتهم لتكون ساحة للحروب والمواجهات العسكرية ولسباق تسلح خطير تتمثل أحدث تجلياته فى عزم الولايات المتحدة الأمريكية وضع المزيد من عتادها فى قواعدها على الأراضى الأوروبية (صواريخ متوسطة المدى قبل أى سلاح آخر).
ما هي تداعيات نتائج الدورة الثانية للانتخابات التشريعية الفرنسية التي خالفت كل التوقعات وكل الاستطلاعات وخرجت بمشهد سياسي ونيابي غير مسبوق في تاريخ الجمهورية الخامسة؟
الذين يتوثبون شاشات وصفحات الإعلام للتنديد بحصول "التجمع الوطني" (RN) على أكثرية أصوات الفرنسيين، أكان ذلك في الانتخابات البرلمانية الأوروبية الأخيرة أم في الدورة الأولى للسبق البرلماني في فرنسا، هؤلاء أصاب العمى بصيرتهم أو استفاقوا متأخرين بعدما وجدوا أنفسهم على شفير الهاوية. كل من يقول أنه فوجئ يكون قد وضعه نفسه ضمن هذه الفئة أو تلك.
في شهر يناير/كانون الثاني 2024، وخلال مظاهرة احتجاج أمام مبنى البوندستاغ - البرلمان الألماني، جرى رفع أكثر من لافتة كتبت عليها شعارات صريحة تعارض اليمين المتطرف وتطالب بحظر الأحزاب التي تسعى إلى "تقويض أو إلغاء النظام الأساسي الديموقراطي الحر"، كما ينص الدستور الألماني بوضوح.
حقوق الإنسان، الإتحاد الأوروبي القوي، استقلالية وسائل الإعلام، دور المعارضة؛ أسس أربعة للأنظمة الديموقراطية، حدّدها رؤساء كل من ألمانيا والنمسا وإيطاليا في مقالة مشتركة لهم في صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية، في شهر أيار/مايو المنصرم.