السلاح الفلسطيني Archives - 180Post

fa2-640x493-1.jpg

منذ عقودٍ طويلة يُشكّل السلاح الفلسطيني في المخيمات داخل لبنان، إلى جانب سلاح المقاومة اللبنانية، محوراً حساساً في المعادلتين الداخلية والإقليمية. هذا السلاح هو انعكاس لمسار تاريخي معقّد: سلاح الفلسطينيين ارتبط بنكبتهم واستمرار الاحتلال وغياب أي حلّ عادل لقضيتهم، وسلاح المقاومة اللبنانية الذي ولد من رحم الاجتياحات الإسرائيلية للبنان وضعف الدولة المركزية وتحوّل لاحقاً إلى عنصر توازن وردع أمام الاعتداءات المتكررة. من هنا، فإن أي نقاش حول مصير هذا السلاح لا يمكن أن يُختزل بقرارات تقنية أو بخطوات إجرائية أو فولكلورية، بل هو نقاش سياسي واستراتيجي بامتياز، يمسّ الأمن القومي اللبناني والإقليمي على حد سواء.

5656565656566565656.jpg

عرَّابُ "أوسلو" في لبنان. وَصْفُ "أبو مازن" بالعرَّاب لا يعفي الآخرين في قيادة منظمة التحرير. هؤلاء مسؤولون عن الانزياح الكارثي المتدرِّج والعلني عن خطِّ الثورة الفلسطينية منذ أربعةِ عقودٍ ونيِف. أمَّا الخفيّ في هذا المسار، فله حديثٌ آخر. ليس من العادي مُطلقاً أنْ تتصرَّفَ أيُّ ثورةٍ تحرُّريةٍ في العالـم بمنطـق الأنظمة السلطويّة السياسية والأمنيّة، أو أنْ تختار تكتيكاتٍ التوائيّةً تضرِبُ مسيرةَ الهدفِ الإستراتيجي. المسألة هنا في منتهى الخطورة، كونها تتعلَّقُ برأس قضايا عصرنا: قضية فلسطين.

abbas-m.jpg

كان الأجدى بالرئيس الفلسطيني، محمود عبّاس، ألا يحصر زيارته إلى لبنان بعنوان واحد: السلاح الفلسطيني، وذلك برغم وجوب وضرورة تنظيم هذا الملف الشائك، الذي لم تُحسن السلطات اللبنانية التعامل معه، منذ انتهاء الحرب الأهلية، في العام 1990. والسبب أنه عند كل مقاربة لهذا الملف كان الجانب الأمني يطغى على حساب الجوانب الاجتماعية والتنموية والاقتصادية، التي يجب أن تكون قاعدة الانطلاق في أية مقاربة للوجود الفلسطيني، في بلدٍ يعيشُ ضمن توازنات سياسية واجتماعية هشّة للغاية.

2-4.jpg

ينطلق التركيز على بيئة المقاومة من زاوية إدراك أهمية هذه البيئة في تشكيل قوة المقاومة. فهذه القوة ليست فقط في كمية ونوعية السلاح الذي تمتلكه المقاومة، بل في الجمهور الذي، في زمن الحرب، يمدّها بالمقاتلين ويرضى التضحية بالأرواح والممتلكات، وفي زمن السلم بالأصوات التي تعطى له في الانتخابات، ما يؤمّن له، بالإضافة إلى مقاعد نيابية وازنة في البرلمان، قوة تجييرية يستخدمها لإحاطة نفسه بالحلفاء الذين يدعمون قوته في التأثير في السياسة العامة الداخلية.

فلسطين.png

"عندما لم نرد على القصف الذي ‏نفذوه، اعتبروه إنجازاً، أنّه دعونا نحيّد لبنان ودعونا نُحيّد المقاومة في لبنان، وهم أكلوا "قتلة الجماعة"، هذا يجب اليوم أن يُقرأ ‏باستراتيجية، هذا ليس عمل زواريب لبنانية" (الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في 14 نيسان/أبريل 2023).

20130607201134.jpg

أخشى أن يعيدوا إلينا لبنان، كما كان. غودو لن يأتي. كل ما يقال، قيل من قبل. مجرد ثرثرة سياسية. سخافات وتفاهات. سقطت لغة التفاؤل. وبرغم ذلك، لا تزال الكلمات. الكلمات صفر، تكذب، خلص. غودو لن يأتي، ولا معجزات في زمن العجز التام.

445.jpg

في كل تعبير لحزب الله عن إبراز قوة الردع في مواجهة إسرائيل – العدو للبنان تذكيراً لمن سها ذلك عن باله، تتصاعد أصوات مرجعيات دينية وقوى سياسية في البيئة المسيحية اللبنانية في طليعتها البطريرك الماروني، القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية، معترِضة ومندِّدة ومشكِّكة. الأحرى متبرّمة من فائض قوة حزبٍ إسلامي إيديولوجي وعقائدي يختلف عنها شديد الإختلاف.