الفقر Archives - Page 2 of 3 - 180Post

Time-is-money.jpg

لا يحدث الفقر تلقائياً. هو يحدث بإرادة الطبقة العليا من أصحاب السلطة حسب برنامج تعده سلفا ويجري تنفيذه لاحقاً. يستطيع الغني أن يقول أنعم الله عليّ بالثروة. يخجل الفقير من نفسه ولا يستطيع القول أنعم الله عليّ بالفقر. لا يستطيع اتهام الله بمصائبه. لكنه يستطيع اتهام السلطة التي تمثّل الله وتحتكره، من مدنيين وعسكريين ورجال دين؛ يستطيع اتهامها بإحداث فقره.

245410819_416267639866484_1859298092534230806_n-1280x895.jpg

أيها اللبناني كن واقعياً. ليكن طموحك الكبير، لقمة فقط، لا تطالب بوليمة. تواضع في ما تريده. كن واقعياً جداً. تأقلم مع الفقر. اندمج مع أشباهك الجائعين. لا أحد يحسد أحداً. الجياع جداً يتآخون. لا تعوّل أبداً على أحد، ممن تعرفهم ولا يعرفونك. من تظنهم قادة، يكرهونك. إياك أن تتوسل أحداً منهم. خير لك أن تتسول من أن تتوسل. التوسل مَذَلة.

The-last-summit-Del-Rosso_3.jpg

لا  يستطيع الإنسان العيش تلقائياً من دون الحاجة الى موارد الطبيعة أو ما يسمى البيئة. الإنسان لا يعيش بنفسه ولنفسه. هو محتاج الى الغير في علاقات إنتاج ضرورية كي يصنع من موارد الطبيعة ما يفيد الاستعمال، أو ما يُسمى الاستهلاك وسد الحاجات.

14-1280x1067.jpg

تفترض الرأسمالية الندرة. إن لم تكن موجودة تخلقها. هدفها المنافسة والحرب. الحرب تعني القوة. القوة تمنح أصحابها وضعاً أفضل في التبادل. خرافة هي العدالة في التبادل. لا كمية من مادة أو فكر تساوي كمية أخرى. العدالة في التوزيع خرافة. أكثر الخرافات زيفاً هي أن الأجور تساوي قيمة العمل. لو كان الأمر كذلك لما كان هناك ضرورة للعمل.

عباس-سلمان-1280x853.jpg

حذّر الكثيرون مرارا، وكنا منهم، من أن عنصر الوقت ضاغط وحامل مع كل يوم يمضي لمزيد من الضغوطات والتعقيدات وكذلك التكاليف الإنسانية التي يدفع ثمنها المواطن اللبناني. وبالتالي يجب الإسراع اليوم قبل الغد في بلورة خطة وطنية استثنائية، بعيدة كل البعد عن القواعد والأعراف السائدة في اللعبة السياسية التقليدية، وذلك بغية إنقاذ المركب اللبناني من الغرق.

IMG-20200619--1280x836.jpg

عندما أطلق الفنّان اللبناني "شوشو" أغنية "شحّاذين يا بلدنا" عام 1974، لم يكن يتوقّع أن تتحوّل إلى "نشيد" للإنتفاضات الشعبيّة والمطلبيّة اللبنانيّة. فالأغنية كانت بمثابة "جردة" مضغوطة بإرتكابات الدولة والنظام في لبنان بحقّ شعبٍ أُوهِم أنّه يعيش في أُنسٍ واندماجٍ ورخاء. جاءت الأغنية كشاهد عيان، على معاناةٍ جسيمةٍ كانت تعتمل في دواخل شرائح واسعة من اللبنانيّين. فصرخ فقيدُنا الكبير باسمهم آخر صرخاته على المسرح: "آخ يا بلدنا".