أسبغ الزمان علينا بأوقات نغيب فيها عن بعضنا البعض وبأوقات تجمعنا لنناقش ما أنجزناه وما أخفقنا فيه خلال الغياب ولنحلم معاً ولأمتنا بأوقات هناء ورغد وكرامة.
أسبغ الزمان علينا بأوقات نغيب فيها عن بعضنا البعض وبأوقات تجمعنا لنناقش ما أنجزناه وما أخفقنا فيه خلال الغياب ولنحلم معاً ولأمتنا بأوقات هناء ورغد وكرامة.
يؤكد الأستاذ في العلوم السياسية والعلاقات الدولية البروفسور محمود سريع القلم أنّ الاقتصاد الإيراني لطالما عانى من مشاكل هيكلية تستّرت عليها الحكومات بالأموال التي جنتها من بيع النفط، موضحًا في مقابلة مع مجلة "أنديشه بويا" أنه في ظل عدم وجود هذا المال، فإن الازمات تشتد وتصبح قضايا اجتماعية وسياسية. وقد ترجم موقع "جاده إيران" المقابلة المطولة مع سريع القلم من الفارسية إلى العربية، وفي ما يلي أبرز ما تضمنته:
يقالُ عن السير الذاتية، وهو موضع نقاش، إنّها إن لم تكشف شيئًا قبيحًا فمن الصعب الوثوق بمصداقيتها. من بكين ختمت إيران والسعودية سيرة ذاتية للخصومة الطاحنة عمرها الرسمي سبع سنوات.
مضت الرياض في قرار "أوبك بلاس" خفّض إنتاج النفط، متجاهلة بذلك إلحاح واشنطن على فعل العكس، أي زيادة الإنتاج وضبط الأسعار، ما يشير إلى أن السعودية لم تعد داعماً تلقائياً لإستراتيجية أميركا الكبرى، وأن "العلاقة الحميمة" التي سادت بين البلدين لعقود لن تعود. ولكي تبقي واشنطن السعودية إلى جانبها عليها تقبل فكرة أنه "لا ينبغي عزل محمد بن سلمان أو الالتفاف عليه"، بحسب "فورين أفيرز"(*)
يؤكد تسريب جرى عبر ميكروفون قناة "آر. بي. سي" الموالية للكرملين، أن الطائرات المسيَّرة التي تستخدمها موسكو في حربها ضد أوكرانيا يتم تصنيعها وتزويدها بالذخيرة في إيران. وهذا بحد ذاته تحول زلزالي ويشكل مخاطر لأميركا وإسرائيل وتركيا وأطراف أخرى، لاسيما وأن الكرملين يعمل على الموازنة بين علاقته التنافسية الصعبة مع إيران وبين علاقته مع السعودية، بحسب "الواشنطن بوست".
يرى مراقبون أميركيون أن قرار "أوبك +" الأخير بخفض إنتاج النفط قد حطّم الثقة الأميركية بالنظام السعودي، وهو محاولة "لحشر واشنطن في الزاوية، وإجبارها على قبول شروط شراكة لا تقدم الكثير لمصالحها"، وبالتالي لا بد من إعادة تقييم هذه العلاقة "الأحادية الجانب"، كما يقول ريتشارد بلومينثال وجيفري سوننفيلد في هذا التقرير في "فورين أفيرز" (*).
على عكس التطلعات الأميركية، قرّرت "أوبك +" خفض انتاج النفط عالمياً. قرار رأت فيه الإدارة الأميركية انحيازاً من المنظمة، وعلى رأسها السعودية، لمصلحة روسيا. هذا القرار يُعيد طرح السؤال إزاء مستقبل العلاقات السعودية الأميركية ومدى واقعية استمرار وصف تلك العلاقات بـ"الاستراتيجية" مقارنة بالعلاقات السعودية الروسية التي تتقدم باطراد.
تمر مجتمعاتنا بمرحلة خلاعة ثقافية لا سابق لها. هذه المرحلة ليست مقترنة بنهوض سياسي، ولا حتى أخلاقي، ولا اجتماعي؛ هي انحلال المجتمع الذي يتجلى في انحلال قيمه لا بمعنى زوال المعايير بل تضاربها، وتناقضها، وتشوّش الرؤية فيها، وانعدام البصيرة، واختفاء الدافع الذاتي، أو ما يسمى الضمير، واعتماد نظريات في الاقتصاد والاجتماع والسياسة والدين تتناقض داخل كل منها، لا تناقض الحيوية الديالكتيكية بل الاختلاف مع التجاور لأشلاء من كل نظرية في أي مجال ذكرناه.
بين طهران وواشنطن مسافة أكثر من عشرة آلاف كيلومتر. تشرق الشمس على طهران قبل تسع ساعات ونصف من شروقها على واشنطن. لغتان لا تشتركان تقريبًا بما يكفي لصياغة جملة واضحة المعنى. يجمع هذا المنحى الجغرافي إيران بكثير من الدول، لكن ما يجمعها بالولايات المتحدة، اليوم، طاولة مفاوضات شبه مهجورة. بليدة.
على مرمى حجر من نهر النيل العظيم، التقينا مجموعة أصدقاء من أجيال مختلفة. الدبلوماسي المصري السابق الذي لم يغادر يوماً متعة الكتابة الدقيقة المتماسكة؛ الصحافي اللبناني جامع المتناقضات والأصدقاء، وثلة من رجال الأعمال من جنسيات عديدة، بينهم المثقف و"الثائر الجديد" و"الساداتي"، إضافة الى ناصري تقليدي جعل لنفسه مسافة من طاولة الحيرة والقلق. لم تستمر القطيعة الطوعية له حتى أقحمه أحدنا على انفراد في الحوار. بادره سائلاً ما إذا كان قد تغيّر جريان نهر النيل؟ فأجاب "النيل لم ولن يتغير.. العالم العربي يتغير".